كانت وما زالت معاناة العراق كبلاد والعراقيون كشعب هو”الكذب” ، فقد كانت معانات العراقيين من الكذب لقرون وعقود طويلةمن قبلالانظمة التي تعاقبت على حكمه،حيث تعمدت هذه الانظمة الكذبعلى الشعب بكل انواعه وبكل فنونه ، بل ان الكذب لو يدرس في الجامعات لحصلتتلك الانظمة على شهادةالدكتوراه في الكذب . فهي اسهل واقل تكلفة في نظر السياسيين للوصول الى الاهداف من خلال تطبيق النظرية ( القانون لا يحمي المغفلين ).
ومن يطبق نظرية “القانون لا يحمي المغفلين” يلزم بتطبيق النظرية القائلة (ان العلاقة بين الخبرة والكذب علاقة عكسية ، والعلاقة بين الفشل والكذب علاقة طرديه ) أي كلما قلت الخبرة زاد الكذب ، وكلما زاد الكذب زاد الفشل ، ومع استمرار الكذب و تطبيق النظريات الفاسدة تأثر سلوك الشعب العراقي فتعامل مع الكذب بالكذب فقد وصفالطاغية السابق بأسماء وصفات وهتافات جعلت منهفرعون او صنم حتى داخل نفسه ،فانتقلتالعدوة من الطاغية الىالمتصديين من بعده .
ان جسد المواطن العراقي قد تشيع بالكذب ، فاصبح المواطن العراقي يعاني من مشكلة هي عدم “ممارسة دوره كمواطن في متابعة ومراقبة اداء الدولة ومحاسبة الحكومة” . والدليل على ذلك تداول مصطلح “اني شعليه ” . ويقول انشتاين( الغباء هو فعل الشيء مرتين بنفس الاسلوب مع انتظار نتائج مختلفة !!!).
كان لابد من النظام الجديد ان يعمل على معالجة هذا المرض، حتى ينجح في بناء دولة “ديمقراطية مستقرة”، وان لا يعتمد على الكذب في ادارة الدولة ، وانما يعتمد على الدستور وعدالة تطبيق القانون و احترام الوطنية ، والابتعاد عن المحاصصة الطائفية و الابتعاد عن النسبية ، القبلية ، حتى تعود ثقة الشعب المفقودة بالنظام. فيكون الشعب اكثر وعيا واكثر تقديرا للأمور واكثر حبا للمواطنة، والحمد الله فقد ابتلي الشعب العراقي بمتصديين يعانون من امرين الاول قلة الخبرة والثاني العدوى الطاغية فالأمر الاول جعلهم يستخدمون نفس الطريقة ونفس النظرية بقصد او بدون قصد ( الكذب في الحكم ) الذي كانت نتائجه الفشل و الفساد والموت والجوع والتهجير وغيرها .