20 ديسمبر، 2024 12:50 ص

أكذوبة … المسافة الواحدة بين الكتل !

أكذوبة … المسافة الواحدة بين الكتل !

إني خيرتك فاختاري … رائعة من روائع نزار قباني … ( إختلفنا معه أم وافقناه في توجهاته ) … يضع فيها قاعدة للمُحبين … يطلبفيها منهم وضوح وصدق إطلاق المشاعر … كما يطلب منهم إعلان القول الفصل …ويرفض المراوغة والتهرب …أواللعب على الألفاظ فيقول : ( لا توجد منطقة وسطى … ما بين الجنة والنار ) … فيُعلن أن لا وجود لأصحاب أعراف في عالم المحبين .
واليوم وبينما نعيش معمعة الإنتخابات البرلمانية … التي ينتظر فيها العراقيون التغيير بفارغ الصبر لإصلاح واقع أقل ما يقال عنه أنه إستئصالي وفاسد ! … تخرج علينا بعض الكتل والرموز الإنتخابية المراوغة وغير الصادقة لتقول : إنها على مسافة واحدة من جميع الكتل !!! … وهم يعتقدون أنهم بهذه العبارة الدبلوماسية سيهرولون بالخروج من ضيق الجواب الحق … إلى سعة المراوغة والكذب السياسي ! …حتى تظهر نتائج الإنتخاب ليُغلب كل منهم مصالحه ويعقد صفقاته ! .
وإذا ما كان عُذر السياسيين العراقيين أنأدواتهم الناجعة اليوم في الساحة السياسية تعتمد على اللف والدوران … وعلى لَي أعناق الحقائق ( بل وكسرها ) … ومن أننا يجب أن نتحملهموقد تلوثوا بالعمل السياسي ودهاليزه الموحلة … وإذا ما قلنا مجازا أننا نلتمس لهم العُذر … ( وأعود وأقول مجازا … نلتمس لهم العُذر ) … فبأي وجه وعلى أي ملّة نلتمس العذرلمن تصدر كمرجعية دينية وقيادة واعية إذا ماصدر منها ذات القول !!! .
 وإذا ماكان نزار قباني … مرجع المُحبين والولهانين … قد رفض أن نكون على مسافة واحدة بين نار الحب وجنتة  !!! … فهل نقبل نحن اليوم ممن إرتضوا أن يحملون أمانة المرجعية الدينية أن يقفوا على مسافة واحدة بين نار المُفسدين ( وما أكثرهم ) وجنة المُصلحين ( وإن قلّوا ) !!! .
لقد كنا ننتظر من تلك المرجعية أعلى كلمة حق … تصُم الآذان … وتُخرس الغيلان … وتطرد القوارض والجرذان ! … وهي تعلم علم اليقين إن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر … وهل من جور كالذي عاشه العراقيون في سنواته الثمان العجاف … في ظل حكومة لم تعرف سوى الإستئصال والدكتاتورية والفساد !!! .
ثم … لماذا كنا نتباكى على زمان غابر … نلوم فيه مراجعا دينية في زمن الإمام الحسين ( عليه السلام ) … ونعاتبهم لأنهم صمتوا … ولم يُسمع لهم صوت … وقد عاث يزيد في الأرض فسادا وأهلك حرث ونسل الصالحين !!! .
أختم وأقول … ما أشبه اليوم بالأمس … فالتاريخ يعيد نفسه … وتبقى حاجتنا إلى رجال من المؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه … يرسلون رسالة صادقة( بالفعل لا بالقول ) … من إنهم لا يخافون في الله لومة لائم ( مهما بلغ ذلك اللائم من ظلم وجبروت )… ومن أنهم على مسافة واحدة بين كل العراقيين ( لا بين كتلهم السياسية الصالح منها والطالح ) … ولسان حالهم يصدحويقول : (والله … ثم والله … ثم والله … لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ! .

أحدث المقالات

أحدث المقالات