22 ديسمبر، 2024 4:20 ص

أكثر من ( 100 ) ألف مواطن يواجهون الموت في الفلوجة  !

أكثر من ( 100 ) ألف مواطن يواجهون الموت في الفلوجة  !

عند الحديث عن ما يعرف اليوم بشكل واسع عن عاصفة مدينة ( الفلوجة ) نقف في كثير من الأحيان ببعض المواقف والانطباعات الغير دقيقة ونعتقد ونحن نخوض تجربة هذا الموضوع ,ولكل حرب نهايتها طالت أم قصرت .. ولا يمكن لعاقل واحد على هذه الأرض أن يؤشر بالرضي على نشوب حرب .. وبخاصة إذا كانت داخل خريطة ( الوطن الواحد )  وبين أبناء الوطن وبين جيشه وشعبه وبين الأخ وأخيه , مهما تعددت التأويلات والتفسيرات فلا بد أن تنتهي الصراعات والحروب بإنجازات ومكاسب وكوارث لهذا الطرف أو ذاك مثل ما يحدث (الآن )

داخل وخرج مدينة الفلوجة إحدى مدن محافظة الأنبار وداخل المدينة هنالك أكثر من (100) مواطن برئ من الاطفال والنساء والشيوخ الكبار  .. الجيش العراقي قليل الخبرة بحرب الشوارع على الرغم من خوضه لحروب عدة لكنها كانت ضد دول وعلى الحدود المترامية الإطراف أو المشاركة لإسناد دولة خاضت حروب تقليدية مع دول أخرى .. والسيد رئيس وزراء العراقي فقد في الآونة الأخيرة تأييد اقرب المقربين من داخل حزبه وكتلته النيابية ثم حاول الالتفاف لكسب تأكيدات نفس الأطراف مرة أخرى في حرب اعتقد انه سينتصر بها وبتأويلات شتى , منها وجود ( داعش )  في بعض مدن العراق ثم وجود إخوة داعش اقصد هنا ( الملثمون ) ثم انتشار داعش وهي حجج قد تبدو معقولة أو منطقية للبعض ممن لا يعرف العراق وواقعها العشائري والاجتماعي لكن الأمر عكس ذلك تماما بمحصلة بسيطة تداولها الجميع بدون استثناء وهي كيف يمكن لفرق وفيالق وطائرات خاصة إلا تنتصر على بضعة مسلحين يختبئون في مناطق ضيقة كما يدعي جيش العراق الجرار !الحرب في ( العراق اليوم )  سلسلة من معارك يخوضها الجيش ضد ( أهل العراق ) وبمسميات مختلفة والحقيقة أن هدفها عزل أهل العراق بشكل نهائي عن أية مشاركة سياسية أو تأثير في مجريات السياسة أو قرارات الحكومة ومجلس النواب الموقر .. وما يتبعها تشكيل الحكومة عراقية جديدة  مقبلة  ستفقد ثلث مساحة العراق بل وفقدت نهائيا أي توافق وإصلاح في المستقبل قد يحلم به من ساهم وأيد نشوب هذه الحرب القذرة التي أعلنت بظاهرها وباطنها وحقيقتها على ارض الواقع حرب ضد أهل العراق …

والحكومة والجيش بهذا سجلوا نصرا ساحقا على أطفال وشيوخ العراق ونصرا على جسور وسدود هذا البلد .. ونصر على مساجد وبيوت ومدارس  ونصرا كبيرا على خزانات الماء والمقاهي والمطاعم ! حرب أنتصر بها جيش كبير على بيوت أمنة أطلقت إشارة الإنذار لأخلاء العراق من أهله ولاجئين ونازحين فاق عددهم (  3 مليون  ) مواطن وأنا وعائلتي منهم ومنتظرين للمساعدات الكاذبة ! العراق و ( أهل العراق ) باتوا يؤمنون الآن أن هذا الجيش هو جيش ذكرهم بالاحتلال الأمريكي لمدنهم وقراهم وخرج غير مأسوف عليه في ليل أسود هروبا من الضربات الموجعة التي أذاقها أهل العراق لجيش الاحتلال الأمريكي , إذا كان من الممكن جدا قبل نشوب حرب على أهل العراق الشروع بسلسلة من التفاوض والتفاهم , والتعقل بين الحكومة وبين أهل العراق الذين لا يمثلهم احد سواء في البرلمان أو الحكومة أو الكتل السياسية الغارقة بهمومها الغارقة بهمومها , والطريق الأصوب هو التفاوض مع المعتصمين الحقيقيين داخل الساحة وليس من استغل المعتصمين وتسلق المنصات ثم أمر بضربهم .. نعم إن تكون تبريرات عدة لوجود عناصر من غير المعتصمين وهذا هو حال كل ساحات الاعتصام في العالم التي تستثمر مع فقدان السيطرة عليها بشكل كامل تدريجيا .. أما تعامل الحكومة العراقية مع المعتصمين منذ الأيام الأولى فقد كان مرتبطا بالمعلومات التي يصدرها بغض عملاء الحكومة من داخل ساحة الاعتصام ! وهو ما يقوم به هؤلاء من نقلهم لمعلومات وإخبار مضللة وكاذبة عما يدور في ساحات العراق من معارك وحرب ضروس لا نقول عنها سوى أنها حرب خاسرة والخاسر الأول فيها شعبنا العراقي الصابر