العرب يجهلون العقل الأقوى والسياسات الناجمة عنه , ويتصرفون بإنعكاسية خطيرة , تتسبب بأضرار وتداعيات ثقيلة , لكنهم يناطحون بعضهم ويتوهمون القوة وهمُ الضعفاء.
وبسبب عدم فهم عقلية الأقوياء وآلياتهم السلوكية , أصابتهم الشدائد والحروب والويلات المتفاقمات , وكلما أراد القوي أخذهم لما يريد أمعنوا بالتفاعل السلبي.
فهم يغفلون مهارات الفوز والربح المتبادل , ويجيدون الهدر والخراب والدمار , وعدم التقدير الواقعي للأمور والتطورات , والأمثلة لا تحصى , وما تعلموا منها درسا نافعا للقوة والإقتدار.
وعندما يقوم الأقوياء بإعداد مشاريع وتصورات وبرامج لخدمة مصالحهم , وربما تحقق بعض مصالح العرب النسبية في ذات الوقت , فأن المسؤولين يتصرفون بما يحقق مصالح الآخرين على حسابهم , أي لا يضعون مصالحهم أولا , ولا يستوعبون الرؤية الواقعية الفاعلة بين الدول , فمن الصعب عليهم إدراك أن الدول والأوطان بأنواعها تضع مصالحها أولا , ولا قيمة ومعنى لأية حالة إذا تعارضت مع المصلحة الوطنية.
فبعض القوى الكبرى في مفاهيمها الجديدة تريدهم فهم الموضوع , لأن الوقائع المتراكمة أثبتت وبأدلة فادحة أنهم لا يفكرون بمصالحهم الوطنية , ويقدمون عليها حالات قاضية عليها , ويحاولون إخراجهم من المأزق الحضاري , لكنهم يعاندون ويتحدّون , مما سيدفع القوى الكبرى مرة أخرى للعمل على طمرهم برؤاهم وتصوراتهم وتمهيد السبل للتعبير الفاجع عنها.
وحينما تلوح فرصة فليستوعبوها ويغتنموها لا أن يركلوها ويعادوها , ويستلطفون التحول إلى فريسة للأشرار المتوحشين.
فالفرص سانحة والمسؤولون مطالبون بالتروي والحلم وعدم النزوع للردود الإنعكاسية الإنفعالية , التي تدفع بالأقوياء للعمل بموجب ما يرونه من الصيرورات والتفاعلات الساذجة , والعدوانية الفارغة التي لا تنفعهم , وتساعد الطامعين فيهم للنيل منهم وتأكيد إفتراسهم ومحقهم , ودفعهم لتحقيق أهدافهم المسعورة بجهودهم , التي تؤهلها قدرات التضليل والتغرير لتكون وقود سقر!!
فهل أدرك العرب حقيقة الواقع والوقائع أم أنهم يعمهون؟!!