الوقت الذي يمضي خلف محطات الإعلام وقراءة الصحف، وقت له تأثير كبير على نظرة المجتمع للمستقبل، وعلى كيفية التخطيط له، قبل سنة كنت فيما أكتبه اتطرق لعدم الخوض الإعلام بوسائله المختلفة في مشاعر الذين يتابعونهم بطرق سلبية، تؤثر على حياتهم ولكن قدر الله وماشاء فعل، فمن كانوا يقنعوا الجمهور به جعل المجتمع يتغير بأكمله، وكان تأثيره واضح جداََ على أفعالهم وعلى تصرفاتهم، عندما تقدم النصح لأحد وفي طريقة نصحك له توجه له أن لا يجعل أحد يستغله مادياََ، وتجعله يدرك بأن من طلب منه مساعدة مالية أنه يريد استغلاله، أتعتقد بذلك أنك ستكون قريب منه بنصحك له، وسيعاملك معاملة مختلفة ويثق بك، ولكن هذا لن يحدث فمجرد أن تزرع فيه الخوف من الذين حوله ستكون أنت ضمن الذين يخافوا منهم، و هذا لابد أن تضعه في الاعتبار قبل أن تتفوه بكلمة، فالشر يعم وأنت تزرع في داخله الشر، نحن كبشر ليس هناك أغلى منا لا مال أو النفوذ أهم من قيمة البشر وقيمة الوطن، فالوطن والنفس البشرية هم الأساس، ولهم أهمية كبيرة جداََ ولا غنى عنهم،الله سبحانه وتعالى لا يحب البخيل، وهناك آيات في القرآن الكريم تتحدث عن البخيل، وأيضاََ أحاديث نبوية قالها الرسول صلى الله عليه وسلم أكدت أن الله لا يحب البخيل ولا يدخله الجنة، وهناك آيات في القرآن الكريم أيضاََ نهت عن التحريض للبخل وأن عقاب صاحبه العذاب يوم القيامة، نحن مسلمين أكرمنا الله بالإسلام وجعلنا من أمة آخر الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة والسلام، واعطانا الله القرآن الكريم الذي يحوي من العلم ما يجعلنا لا نقع في الخطأ، وأمة أرسل لها الله الرسول عليه الصلاة والسلام لإخراجها من الظلام وجعلها ترى النور، فالبخل له أضرار فالدين وأضرار إجتماعية، فالذي يتسم بهذه الصفة سواء رجل أو امرأة فسيخسر من حوله، حتى أقرب الناس له، وهذا ما نصت عليه الآيات القرآنية، قال تعالى:من هنا كان الحث الإلهي على الإنفاق وعدم البخل؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. صدق الله العظيم، في هذه الآية ندرك إن الحث على البخل يجعل صاحبه يخسر يوم القيامة ويعذب بما كان يكنزه في الدنيا وهذا يجعلنا ندرك إن الإنفاق يكون تقرب من الله والفوز برضاه، وهذه الآية تنهي عن نصح الغير على البخل، قال تعالى : الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 37]، وقال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الحديد: 24]، من هنا جاءت دعوة السماء العلية للإنفاق في سبيل الله، وإلا سنكون عرضةً لسنَة الاستبدال؛ قال تعالى: ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ ﴾ [محمد: 38]. وهذه الآية تجعلنا ندرك أننا يجب أن لا ننصح غيرنا بالبخل، وهذا سيكون عقاب يوم القيامة من يفعل ذلك عذاب أليم، فالقرآن منحنا ما يجعلنا نعرف الطريق الذي نسلكه، والإعلام سلاح ذو حدين إما أن يصل بالمجتمع إلى القمة، أو أن يصل به إلى الهاوية،وهذا ما نريد أن نتجنبه، لذلك قبل أن تعتمد على مقدمة وحوار تظهر به انك مختلف ومتميز عن غيرك، فأعلم أن هناك عقول مغيبة وقلوب مشتتة، لا تعلم ما تحويه الكتب، ولا تتعمق في القرآن الكريم لتعلم الصواب، فأنت تسمعك هذه العقول والقلوب فكن لطيف معها فيما تقدمه وخاطبها بما يجعلها تحب دينهاو وطنها وأسرتها، واجعلها تدرك أين الطريق الذي يجب أن تسلكه؟ فالبخل من تربى عليه أو زرع في داخله فلن يكون صاحبه محب ومضحي لوطنه، لأنه دخل بوابة البخل وهذه البوابة من دخلها يصعب عليه الخروج منها،
والأحاديث النبوية، وهذا حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنس – رضي الله عنه – قال: ما سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على الإسلام شيئا إلا أعطاه، ولقد جاءه رجل، فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم، أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلّا الدنيا، فما يلبث إلا يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. رواه مسلم-
في هذا الحديث: جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم ترغيبا في الإسلام. وفيه: كمال معرفته – صلى الله عليه وسلم – بدواء كل داء. فالرسول صلى الله عليه وسلم بكرمه جعل الناس يدخلوا الإسلام، والكريم له تأثير كبير في المجتمع وله أهمية كبيرة فبالكرم الجميع يحبك ويثق بك. وهذا حديث أيضاََ عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((السخيُّ قريب مِن الله، قريب من الجنة، قريب مِن الناس، بعيد من النار، والبَخيل بعيدٌ مِن الله، بعيد من الناس، قريب مِن النار، ولَجاهل سخيٌّ أحب إلى الله عز وجل من عابد بخيل))[1]، وكان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يَدعو: ((أعوذُ بك مِن البُخل والكسل، وأرذل العمر، وعذاب القبر، وفتنة الدجال، وفتنة المحيا والممات، ومن هذا الحديث يقول معناه ان الجاهل السخي أو بمعني أقرب الكريم، أنه احب إلى الله من العابد البخيل، وأنه أيضاََ يحبه الله، وأنه سيدخل الجنة، فبالكرم نحن نتصف به مرضاة لي الله وحب في قربه ورضاه، وهذا أيضاََ يدل أن الكريم مهما فعل من ذنوب لا تقفل أبواب الله في وجهه، نحن يجب أن نتصف بالكرم ونجعله صفة نتسم بها في حياتنا مرضاة الله ولكسب حبه وللدخول الجنة. أيها الإعلام أقلامكم وأصواتكم تسألون عنها يوم القيامة، وما زرعتموه ستجدونه بدون أن ينقص منه شيء، احذروا النصيحة بالبخل فهذه ضد الدين وضد الفطرة البشرية، واعلموا أن ما زرعتموه ستحصدونه في الدارين، واعلموا أن الرسالة الحقيقية للإعلام هي أن ينشر الخير في قلوب وعقول من يسمعه، ويجعلهم يدركوا أهمية الوطن وأهمية المستقبل وصنع الأمل لديهم ليكملوا، فالرسالة تبدأ لحظة امساكهم بالقلم أو لحظة ظهور صوتهم في وسائل مختلفة من الإعلام، اصنعوا القيم والأفكار الإيجابية، فستجدون من يزرعها في داخلكم عندما تحتاجوا لها، وفي تلك لحظة ستكسبوا من يزرع في داخلكم أمل فقدتموه، عندما تتوقف رسالتكم ستجدون من يكملها بدلاََ منكم، وسترون تأثيره الإيجابية في حياتكم، وقتها ستدركون مقولة من زرع حصد، لأنكم ستحصدون ما زرعتم وقت حاجتكم له،وذلك لتتجنبوا أن تصبحوا أقلام وأصوات في أروقة الظلام.