23 ديسمبر، 2024 9:40 ص

أقلام …بلا هوية حرية 

أقلام …بلا هوية حرية 

ما أروع ما بالقلم هو أن تكون له هوية يعبّر فيها الكاتب عن ذاته تجاه من يكتب عنه.. وان ينطلق من إرادة الظمير والوازع الديني والسلوك الانساني لا من منطلق الرغبات والميول وشراء الذمم وان يكون مؤمن بقناعة راسخة مستمدة من المبادئ التي آمن بها وتشير الى أهدافٍ يسعى لتحقيقها بوسائل وأساليب منسجمة مع تلك الثوابت والقيم التي في داخله. وليس كما هو عند البعض الكثير من هؤلاء الذين نشاهدهم اليوم في حياتنا اليوميّة والأدهى والأمرُّ: هو الغرور الذي أصاب كثيرًا من هؤلاء الكتَّاب بما يسطرون وما تخطه يمينهم من كلمات خبيثة، يجعلونها قراطيس يهدمون بها الأركان، همهم الوحيد هو نيل حظٍّ من حظوظ الدنيا و متاعها الفاني حيث جعلوا أقلامهم وسيلة لكسب المال من خلال كتابات باطلة وحقائق مزيفة ضد جهة دون الاخرى كما نشاهده اليوم خصوصاً هؤلاء الذين سخروا أقلامهم وما اعطاهم الله عزوجل من موهبة الكتابة حيث سخروها لِبَعْض اصحاب السُلطة والحكم الفاسدين ممن تلطخت أيديهم بسرقة المال العام وغيرها من الامور وذلك لأجل التقرب مِنْهُم وكسب رضاهم والتملق لهم على حساب الحقيقة ” بستثناء الشرفاء مِنْهُم الذين لازلت أقلامهم تنطق بالحق رغم ما يولاقونه من صعوبات ومحن وقد لا يخفى على الجميع اننا اليوم نعيش مرحلة صعبة وأصعب منها هو ما نواجهه في هذا الظرف بالذات؛ نظرًا لما تفشى بيننا من فِتنٍ التي تأتينا كقِطع الليل المظلم، وقد تسببت في كثيرٍ من الشرور، وتفشَّى على إثرها داءُ العداوة والبغضاء، مما أدى الى فتك كَبِير بكِيان الأمة، وهدم روابطَها وأواصرها، وكل ذلك هو بسبب فتنة القلم المزيف والكاتب المنحرف وقد اتسعت دائرةُ الكتابة بشكل رهيب، وتوفرت لدى الكتَّاب وسائلُ عديدة مثل التواصل الاجتماعي والوتساب وووووووووو الخ من تلك الوسائل الإعلامية والتي أصبحت في العديد من الأحيان هي الشغلَ الشاغل لدى الصغير والكبير. حيث تراه
يكتب كل ما يحلو له دون ان يراعي حُدُود الاخلاق والظمير والانسانيًة تجاه من يحاول الكتابة عنهم او انتقادهم والخ ونحن لا نعيب او نجحد هذه النعمةَ التي منَّ الله بها علينا، والتي أقسم بها في كتابه؛ فقال عزوجل ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾. فالقلم جعله الله تعالى وسيلةُ للفهم والعلمِ والمعرفة، ًًواصلاح الأمة والمجتمع وفضح المنافقين والفاسدين وليس وسيلة للتسقيط والتنكيل بالآخرين من خلال تشويه سمعة الشرفاء والمخلصين سواء كَانُوا هؤلاء الناس رجال دين او دولة ،ولا يخفى على أحد دور الكتابة في حضارة الأمم ورقيِّها وتقدمها ،لكن واجب التذكرة يفرض علينا وعلى كل انسان شريف وغيور ومؤمن أن نوجِّه من يكتب إلى معرفة حقائقَ قد تغيب عنه، وربما يجهلها، ولا يحيط بها علمًا، والله – تعالى – يقول: ﴿ فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى ﴾ وهذا شيئ جيد وجميل بل هو ما يريده الله سبحانة وتعالى ورسوله وأهل البيت الأطهار لان القلم سلاح ذو حدين: فقد يمثل القلم بتلك الشجرة وارفةِ الظلال، طيبة المَنْبت، دائمة الأُكل، إذا كان استعمال هذه الوسيلة في ما يجلب الخيرَ للبشرية، ويعود عليها بالنفع العاجل والآجل. وقد يمثل بتلك الشجرة الخبيثة التي لا ظل لها ولا قرار، إذا كان القلم يستعمل في ما يجلب للناس الدمارَ والشنار، وما يشعل بينهم النار. لان الكلمة تعتبر من أعظم الأمانات في ديننا الحنيف، وخيانتها من أعظم الخيانات، والله عزوجل – يَقُول في كتابه المقدس ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ ، وتبقى هذه الوسيلة هي الطريقةَ المثلى لطلب العلم والمعرفة، ووسيلة التعارف والتقارب، حتى يرث الله الأرض ومن عليها