كم كتبت عن الأقلام الساقطة , فسلوكها يتكرر في الواقع الثقافيوالإعلامي على مدى العقود , وهي مرتزقة ذات أجندات نفعية لا غير , فرسالتها ذات عناوين دونية , لكنها تكتب وتكافؤها الكراسي , وتنال العطايا والإمتيازات , شأنها والعمائم الرجيمة التي تحوم حول الكراسي منذ أن وجدت الأديان والدول.
وهذه الأقلام تتوالد بسرعة أميبية خلاقة , ويساهم في تكاثرها المجتمع الذي تطغى فيه العواطف وتسود الأضاليل وابواق البهتان.
أقلام ملعونة محقونة بالسم الزعاف , وكأنها العقارب العمياء التي تخط على السطور بزعانفها اللاسعة اللاذعة.
وتتساءل لماذا يكتبون؟
ويجيبك أحدهم إنهم يرتزقون!!
وبما يكتبون يغنمون , وفقدوا ضمير الكلمة وجوهر الحقيقة , وإعتنقوا الأكاذيب والركض وراء الناعقين ليؤازروا غيهم وجورهم وعدوانهم على حقوق الإنسان.
وما أن تسألهم عن هذا السلوك المناهض لرسالة الكلمة , تجدهم من قطيع العمائم المؤدلجة المفخخة بالطائفيات والمذهبيات , والتفاعلات التنافرية المعادية لأبسط معاني ومعايير الوطنية , وكل منهم مسلح بذخيرة هائلة من الفتاوى الحمقاء والتصورات الخرقاء , لكنهم يؤمنون بها وعلى إيقاعها يتراقصون , ووفقا لمعطياتها ينبحون.
فهم يرون كل متحرك عدوا , وكل جديد غريبا , ولا بد من مواصلة النباح على السطور , لأن الكراسي تريدهم القيام بذلك , حتى يأمن الجالسون عليها , وينادون بالفساد المقدس العظيم!!
“ن. والقلم وما يسطرون.” القلم: 1
و”عقول الناس مدونة في أطراف أقلامهم”!!