23 ديسمبر، 2024 12:56 ص

أقطفوا ما شاء لكم.. وما شئتم

أقطفوا ما شاء لكم.. وما شئتم

عقد ونصف من عمر التغيير خلق جدار سميك من الرتابة والنمطية في استمرار سلوك الفساد لانسان عراقي هيئتة وأعدته ظروف القهر والحرمان أن يخلق لمهمة كهذه ؟ وتعطيه الحق أن يتجاوز على القانون والقيم والضوابط ومسلمات الدين الذي ينهى عن المنكر..فكانت بوابة التجاوز على الممتلكات العامة طريق سالكه وممهدة من لا يوجعه الحق ولا يقره شرع ولايوافقه قانون.

ومن المسلمات الراهنة نحن بحاجة الى تقويم اعوجاج انسان ما بعد 2003 بعد ما ترسخت لديه مفاهيم خاطئة ومعتقدات طارئة على البلد وناسه.. حتى أتخم البعض بعد أن كان فقيرا ونهب وتعدى بلا رحمة على وطن وأهله بعد غنائم غزوة غمامة الجوع.

الظروف الموضوعية لا زالت غائبة عنه والذاتية لاتحتاج الى من يوقضها فهوغط في نوم نهر السحت ولا يريد أحد أن يصحيه أو حتى ينبهه بمظاهرة في رابعة نهار ساحة التحرير.

الكل يعلم أن هذه المظاهرات المعتادة هي لذر الرماد بالعيون.. والهاء الناس عن قضايا اختلاس الأموال العامة.. وجل ما يرغب من يهيجها لاظهار مدى شعبيته ..بل الخوف من ازالة المصالح والامتيازات والامكانيات التي توفرت له بفضل هذا الغطاء والتمويه.

فما الذي تغير حتى يبات فينا هذا المشوه [ الفساد ] ونقضي عقد ونصف ولا زلنا ننزف من مشاريع وهمية اقعدتنا ..حصدها كثرة من عليهم ملفات فساد وزير ونائب ومدير عام.. والاعلام يعج بسلسة طويلة عريضة من أسماء حصاد نهب جماعي لم يتركوا في مراحهم لقاط سنبلة يعتاش عليها الفقراء .

أشد مرارة في الحلق رواتب موظفي مكاتب الرئاسات الثلاث وايفاداتهم ومخصصاتهم وحماياتهم التي لا تعقل قياسا الى راتب المتقاعد والموظف البسيط ..لأننا ننظر الى مناقب الفاسدين ومن غادرتهم النزاهة ربما في يوم ما يطالهم القانون ويسترد ما نهبوه ..!! ولكن هؤلاء يغرفوا باسم القانون.

فكيف نتعامل مع من يقبض من أمين صندوق الرئاسات حفنة من ملايين الدنانير أو ربما الدولارات ولا يخجل من لحظة عوز لفقير ويوم جائع لمن ذلتهم الحياة .

اللهم ارحم ضعفنا.. ويخجلنا أن نكتب عن أبناء جلدتنا ولكن ما في يدنا غير أن ننبه الذين انتخبناهم ..وخان الامانة ..وجافته العفة ..واصرارهم على بيعنا وبيع العراق خردة ..الا أن ارض الله واسعة ونجد فيها عزائنا هربا ومكان نستقيم فيه بعد ما ذلت الأنفس ..فاقطفوا ماشاء لكم.. وما شئتم ..فلا نكتب اي وصية ولا مرثية بعد بيع الوطن بيع الجواري .. ولم نستطيع الصمود أمام الشك والظن أن تستقيم ألامور والعيش في ارض اسمها العراق.