خذ الحكمة من أفواه (صدام حسين و عبد الجبار اللامي وجميع الذين ينطقون الهندية ولا أقصد سدة الهندية ومن ضمنهم النائب الهندي طه اللهيبي).
في يوم من الايام أراد صدام ان يكتشف شيئاً خارقاً وبمشورة عبد الجبار اللامي ووعده بأن يسمي له مقام يسمى “مقام اللامي يطرب الأسماع” وصدقَ الأخير بالمقابل ان يكتب له موضوع وسيكون لدى صحابة القائد سورٌ خالدة في سفر خالد وكذلك كانت عند الصداميين فيلوكونها حيناً ويَشتَّرون بها أحياناً أخرى كالأنعام بل هم أضل سبيلاً فكتب له في حينها تحقيق مسهب نشر في إحدى الجريدتين (الثورة او الجمهورية) وربما بكليهما مفاد التحقيق ان “أهل الجنوب من أصول هندية وقد جلبهم الانكليز”.
فلو سلمنا جدلاً بأن أهل الجنوب بالأصل هنود لكان لزاماً علينا بأن نقف عند بعض الملاحظات الجديرة بالوقوف عندها :-
1. النمو السكاني على افتراض جلبوا عشرة آلاف هندي أو خمسين الف او مائة الف من سنة “1917- 1920” ولغاية هذا الوقت مع وجود الحروب التي كانت وقودها أهل الجنوب والإعدامات والمقابر الجماعية التي كان لأهل الجنوب الحظ الأوفر منها وبذلك يكون النمو السكاني من مائة ألف هندي الى ما يزيد على ثمانية ملايين أي ثمانون ضعف (إذا ما احتسبنا الجنوب هو محافظتي ميسان والبصرة) هذا النمو السكاني لا يصدقه مجنون فضلاً عن العاقل بالوقت الذي كثير من دول العالم بل وأغلبيتها تنعم بالاستقرار والأمن مما يستدعي نمواً سكانياً مضطرداً لتلك البلدان اي يفترض ان يكون عدد سكان العالم يربوا على خمسمائة مليار نسمة اي ثمانين ضعف سكان العالم الحالي والذي هو سبعة مليارات نسمة.
2. هل جلب الانكليز الهنود ليكونوا سكان لجنوب العراق (أطفالاً او شباباً او شيوخاً) عندها سيقول قائلهم شباب لان الجميع يستطيع ان يفند الاحتمالين الآخرين .
في العراق نجد أقليات مثل الايزيديين او الاثوريين وعلى مستوى العالم توجد أقليات كثيرة وان تلك الأقليات احتفظت بأهم ارث لديها وهو اللغة … إذن لماذا لا نلاحظ اهل الجنوب يتكلمون اللغة الاوردية او اي لغة هندية اخرى والتي يزيد عددها على مائتين وخمسين لغة.
3. يبدو بأن الانكليز جلبوا هنود اذكياء جداً بحيث لصقوا انفسهم بقبائل ذات أصول عربية وأوهموا النسابة حتى اذا تحدث احد النسابة ارجع كذا عشيرة الى زبيد او ربيعة او قريش او قيس عيلان وغيرها بالوقت الذي نرى فيه ان الذين ينعقون خلف نبيهم المزعوم وصنمهم الأزلي بأنهم يلقبون بأسماء المدن “هيتي او عاني او راوي وهكذا” او منسوب الى مهنة او حرفة كما في (اللهيبي فهي صفة للسراق وهي لفظة عامية تعني “النهيبي”) … كما يلقب الفرس والهنود فذاك نيسابوري وبخاري او قزويني او طهراني وغيرها. مما تقدم على المتلقي ان يميز بين الغث والسمين وان لا يخوض مع الخائضين وان يتقي الله في السر والعلم.