الدين صراط رحمة ونقمة!!
الدين سيف ذو حدين , ووسيلة ذات غايات متنوعة , فالدين حصان غائر , والذي يركبه يفوز بما فيه!!
والنفس الأمّارة بالسوء عدوة الدين والمُستعبدة له!!
الدين طريق ذو إتجاهين!!
قد نستغرب مما تقدم , لكن وقائع السلوك البشري المتكررة تؤكد هذه النمطية المتقاطعة ما بين البشر والدين.
وفي مسيرات البشرية المتلاحقة تتفوق النفوس الأمّارة بالشرور على قوى الخير والمحبة والسلام , وتتمكن من تطويع أي دين للوصول إلى أهدافها والإمساك بغاياتها.
فالدين مصدر قوة وضعف في وقت واحد!!
وهو كأي موجود مادي أو معتقدي في الأرض , يمكن تسخيره للقيام بالعديد من الأفعال ذات النتائج المفتوحة المفترقة , فالدين كالسيارة التي تأخذنا إلى المكان الذي نبغيه , وفي نفس الوقت يمكنها أن تقتلنا , بإصطدامها بسيارة أخرى أو بإنقلابها , أو بتحويلها إلى قنبلة موقوتة بحشوها بالمتفجرات لتحصد العشرات منا , كما يحصل كل يوم في دنيانا المتأججة بالصراعات والصدامات الدموية المتنامية.
ولا يوجد دين لم يمارس سلوك السيف ذي الحدين.
وفي هذا تكمن مأساة الحياة بالدين!!
فيمكن قتل أهل اي دين بدينهم , وذلك بشقه إلى نصفين أو أكثر وتحويل كل مجموعة فيه إلى حالة تدّعي بأنها تمثل الدين , وغيرها عدوة الدين أو لا تمثله وتدّعيه , وبإذكاء جذوة الصراع وتوفير السلاح والأعتدة اللازمة للأجيج , يدخل الدين في متوالية إهلاكية محّاقة تحصد ما لا يخطر على بال من المعتقدين بالدين.
وما يحصل في مجتمعاتنا يترجم هذه القوانين والنظريات والتفاعلات القاضية بقتل أهل الدين بالدين , وترتيب أوضاع التقاتل بسيطة ولا تحتاج إلا لتسميات , وللقيام بأعمال إجرامية ذات طاقات إنفعالية صاخبة تؤجج ما في الأعماق البشرية من إنفعالات سلبية وعواطف عدوانية , وزرع أسباب الكراهية والبغضاء ما بين أصحاب الدين الواحد.
وعليه فأن من الواجب الديني والأخلاقي والإنساني وعي حقائق ما يجري ويتحقق , والكف عن التحوّل إلى أداة ودمية في دولاب تدمير الدين بالدين , وقتل المجتمع بالدين.