9 أبريل، 2024 6:12 م
Search
Close this search box.

أفكــار في القيـادة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ترجمة – وليد خالد أحمد
نص – وليم آر. فريمان

لقد أنهيت مؤخراً ثلاثين عاماً في الخدمة الفيدرالية . وبذلك سوف أفتقد للتحديات والأوقات الممتعة والرديئة والمراكز الكبيرة وغير الكبيرة . كما سأفتقد للرؤوساء المخلصين وللمرؤوسين وجميع الأشخاص الآخرين ، وفوق ذلك كله ، افتقادي للصحبة والرفقة.
ومن خلال ترسخ هذه الفترة في ذهني ، أود أن أدون بعضاً من أفكاري حول القيادة وعلى الورق.
كم مرة طُلب منك أن تجري تحليلاً لذاتك ، وأن تميز بين خواصك القوية وخواصك الضعيفة ، ومن ثم الاستفادة من خواصك القوية والعمل من أجل تقوية خواصك الضعيفة ؟
ربما كان ذلك في أحوال كثيرة ، إلا أنني سوف أراهن على أنك نادراً ما تخبر بالطريقة التي تمكنك من فعل ذلك . إذن جرب هذه التقنية :-
أولاً- استخدم نفاذ بصيرتك لكي تقدم صورة ذهنية جيدة عن الشخص الذي يتحتم عليك احترامه والإعجاب به أو كل ما ترغب في تسميته . بعد أن تتكون لديك فكرة حية عن هذا الشخص . قم بتحليل هذا الشخص تدريجياً وجزءاً جزءاً ، وخطوة بعد خطوة ، ثم استخرج صفاته التي تضعه ضمن هذه الفئة أو تلك ، وأياً كان ذلك الشخص ، فأنا أعرفه ، وفي ما يلي بعض من صفاته :-
إنه شخص غير أناني.
يعنى ويهتم بالأمور بإخلاص.
يبدو موجوداً دائماً عندما تكون هناك حاجة إليه.
تكون نصائحه وتوجيهاته سليمة ، إلا إنه عندما يقدم لك معلومات خاطئة عن طريق الصدفة ، فإنه سوف يعمل كل ما بوسعه ليصحح الوضع.
يؤمن بالقاعدة الذهنية التي تقول :- أن على المرء أن يعامل الناس كما يجب أن يعاملوه.
يضع نفسه بعد الآخرين.
يقوم بوظيفته على أحسن وجه ، ويتوقع من الآخرين عمل الشيء نفسه.
يثق في الطبيعة البشرية ، رغم أن ذلك وفي بعض الأحيان يكلفه الكثير.
كثيراً ما يضغط على نفسه رغم أن ذلك يؤذيه أحياناًًًًً.
إنه شخص صديق سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وسوف نطلق على هذا الشخص اسم الشخص الأول.
ثانياً- إفعل الشيء نفسه مع الشخص الذي غالباً ما تحتقره ، أظهر له كل الازدراء والاستخفاف أو كل ماترغب في تسميته . قم بتحليل هذا الشخص بنفس الطريقة ، ثم أوجد الصفات التي تصفه ضمن هذه الفئة أو تلك من الناس مرة ثانية. فقد أجبرت على القول إنني أعرف هذا الشخص.
وفي مايلي بعض من صفاته:-
إنه شخص أناني.
يعتني ويهتم بنفسه وطموحاته.
يبدو دائماً موجوداً في الوقت الذي يحين فيه منح المكافأة.
سوف تظل نصيحته وتوجيهه إذا كانت سيئة ، سارية المفعول ، وسوف لايعترف أنه يستطيع أن يرتكب خطأ (أنت لاتسمع) أو (إنك تسيء الفهم).
يؤمن بالقاعدة الذهبية التي تعود عليه بالفائدة.
يضع نفسه أولاً في المقام الأول والدائم.
يمنح وظيفته غاية الجهد إذا التقت مع أهدافه الشخصية.
يثق بالطبيعة البشرية ويستغلها إلى آخر قطرة من الدم.
ينهمك في عمله عندما يكون الشخص المسؤول متيقظاً.
إنه شخص صديق حتى في وقت الشدائد.
سوف يعاملك وجميع الآخرين بسوء إذا رأى أنه من جراء ذلك يستطيع أن يحصل على مكسب شخصي.
عندما يتساءل عن عمد عن شيء ما ، فإن سؤاله الأول هو :- ماهي الفائدة التي تعود إلي من جرائه ؟
نطلق على هذا الشخص اسم الشخص الثاني.
ومن هذين الشخصين ، يتوفر لديك الآن مثالان حيويان وحقيقتان عن الصفات القوية التي طلب منك تحليلها ، وعن الصفات الضعيفة التي طلب منك تغييرها . بعد ذلك ، أعط نظرة مفصلة عن الشخص الثالث. وهذا الشخص هو الذي سوف يسبب لك القلق والاضطراب ، فهو أجبن وأمكر شخص ، وهو غير ذي أهمية وغير موثوق به ، وكثيراً مايستخدم مصطلحات مثل (النفس/الذات) و(نفسي / أنا) . فإذا تطرق إلى مصطلح (النفس/الذات) بلغة الشخص الأول والشخص الثاني ، ستجد أنه يقترب من صفات الشخص الثاني.
ولكن دعنا نكون عادلين مع مصطلح (النفس/الذات) . أنت تعرف الكثير عنه ، كما تعرف الأمور العميقة والغامضة التي لم يعرفها الآخرون عنه ، فإذا كنت تستطيع من خلال نفاذ بصيرتك أن تجعله يقف بشكل صحيح في موقع وسط بين الشخص الأول والثاني ، فإن بقية العالم سوف يراك بنفس الطريقة التي ترى فيها الشخص الأول.
ولايتطلب ذلك مطلقاً بذل الجهد المتعمد أو التفكير لمعرفة كونه يشبه الشخص الثاني . وإن كل ما عليك فعله ، هو أن تكون قلقاً على نفسك ، وسوف تكون مثله تماماً.
فإذا كنت مديراً أو قائداً على سبيل المثال ، تذكر رؤساءك وأفكارك عنهم الجيدة منها والرديئة.
حسناً ، إن مرؤوسيك يمتلكون نفس الأفكار عنك ، ويمكنك اليوم أن تكون شديداً معهم . كما ترغب أن تكون جاداً وعادلاً ومستقيماً وصادقاً ومهتماً بسير الأمور . وفي حالة فشلك في أي هذه الأمور ، فإنك سوف تخسر ، وحالما تخسر، سوف يكون من المستحيل استعادة ماخسرته.
نعم ، إنها مهمة عسيرة ، لذلك سوف لايتم إكمال العمل ، وما يحصل عليه المدير أو القائد في المقابل ، هو ساعات عمل أطول وعمل أصعب ، وكلمة (شكراً) ، إضافة إلى الرضا الشخصي الذي يشعره بأنك منحته أفضل مالديك.
وكل مايطلبه المسؤول (الرئيس ، المدير ، القائد…) هو أن يكون محترماً من قبل مرؤوسيه وربما لايكون محبوباً ؟
ولكن أليست مسألة الاحترام مسألة أكثر أهمية ؟
أما إذا كنت تابعاً ، تذكر أن مرؤوسيك لايمكنهم إشباع جميع حاجاتك ورغباتك ، وإذا حاولوا ذلك فإنهم سوف يصابون بالجنون حالاً وسوف يكون عليك أن تحاول أن تحل محلهم في القيادة . وإذا أعطيت الأمور التي تتوقعها من القائد (التخصيص والصدق والعمل الجاد والعناية) كأن كلاً منكما سوف يكون راسباً، وفيما بعد سوف تتلاقى حاجاتك وبعض من رغباتك.
عبر التاريخ ارتفع مستوى الأمم والشعوب إلى القمة ، فقط لكي يعودوا أدراجهم ثانية . فشعوب (الهون) وسلالة (المنغ) والرومان مثلاً ، امتلكوا جميعهم مجتمعات جيدة وقوية ، إلا أنهم ارتكبوا جميعاً خطأ محتوماً . فقد نسوا المعايير والمبادئ التي جعلتهم عظماء ، وعندما تذكروها هووا.
لقد بنيت الأمم على أساس الجماعة وليس الفرد ، وفي التحليل النهائي ، يتبين أن الجماعات هي التي سوف تبقى على قيد الحياة وتصنع التاريخ ، أما أولئك الذين يعتقدون أن الفرد يجب أن يكون له أسبقية على مصالح الدولة والمجتمع ، فسوف يصيبهم الهلاك وسيكونون مجرد هامش في صفحات التاريخ.

عن مجلة Infantry
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب