نعم لم يعد العراق وطننا ،،لم يعد وطن الأغلبية ولا الأقلية،،،لم يعد للشيعة ولا للسنة ولا للعرب ولا التركمان،،ولنستثني الأكراد لأنهم اخترعوا وطنهم الوهمي تحت مظلة أمريكية حصينة،،،لم تعد هذه الخريطة المطعونة في خاصرتها اليسرى والمسحوبة من خاصرتها اليمنى وطننا،،،لم يعد ماء الفرات يروي ولا ماء دجلة يسلي هموم القلوب الجريحة عند غروب الضفاف،،العراق وطن الموت،،والشتات،،،،لا أرضه كالارض ولا السماء فيه تشبه السماء،،،الموت موزع فيه طبقيا ،،،مجانا للفقراء والمظلومين،،،لا يعرف طريق الموسرين الذين لا يموتون حتى حين يموتون،،كما ان التاريخ والجغرافيا كتبا عليه لعنة ان يكون في هذه البقعة الملعونة،،التي لا نلمس فيها آثارا للبركات المزعومة،،
فيه من الثروات ما يطعم شعوب الكرة الأرضية وفيه من اللصوص من لا تشبعه مجموعة شمسية،،،نسمع عنها وعود مستقبله(الزاهر)ولا نراها ،،،نسمع عن قصور ذهبية وشوارع وردية ومدارس عالمية،،ومنظومة خدمات انفجارية،،ولا نرى غير ارض تشبعنا موتا وسماها تمطر نيرانا وغبارا وحين تحن علينا بالأمطار تذيقنا سيولها دمارا،،،،،
وفي العراق المقدس خليط عجيب من الخير المطلق والشر المطلق،،،فيه يرقد الأنبياء والأولياء والصالحون،،وفيه يعيش اللصوص والقتلة بلا حياء ولا وجل،،يستحلون الحرام،،يسرقون اللقمة من فم الأيتام ،،،يرملون النساء،،ويستبيحون الدماء،،،
وهو فوق كل هذا استثمار دموي مكلف ،،،تصرف على آلة الفناء فيه ميزانيات الظالمين في دول الجوار،،وجوار الجوار،،من اعراب واغراب،،تنفق المليارات لإدامة استعار نيران الموت فيه من غير ان تشبع،،،
وطننا المزعوم تنقل أهله من الجوع،،إلى الخوف،،إلى الموت،،إلى الفناء،،في حروب لا يبدو ان لها نهاية،،،حتى انتهى به المطاف يستجدي ماءه،،وهوائه وترابه من أنياب أبناء العمومة،،وأصحاب الوصاية،،،،فماذا بقي لنا في هذه الكعكة المسمومة المسماة وطنا من نصيب،،!!!!!!!
نقترح للحفاظ على ما تبقى من نسلنا ان نهاجر هجرة جماعية للمريخ فهو حلمنا البرتقالي المنشود،،على الأقل نعيش فيه بسلام ونموت بسلام،،هذا إذا لم يكن المريخيون كالارضيين في حبهم الخرافي،،،،للعراقيين،،فينطحون خاصرة وجودنا بقرونهم الحديدية،،ويفززوننا من أحلامنا البرتقالية،،،!!!!!!