لكل وطن رموزه المعبرة عن جوهره الثقافي الإبداعي الأصيل , ومن حق المواطن أن يفتخر ويتباهى برموزه الوطنية , بعيدا عن أي مؤثر.
شعوب الدنيا تصنع رموزها الفنية والعلمية والأدبية وغيرها , إلا في واقعنا المنهوك بنا , حيث ترانا نتطاول على بعضنا , ونسحق رأس الموهوبين والقادرين على العطاء المنير.
العديد من الرموز التي تدعونا للتفاخر بها تجدنا وفي زمن التواصل المنفلت اللامسؤول , تحت لافتات حرية التعبير عن الرأي , نتوهم بأننا نستطيع الصعود على أكتافهك , بالنيل منهم والحط من قيمتهم , وإتهامهم بما يحلو لنا من التهم والتوصيفات المشينة القاسية.
هذا المطرب الألمعي أفتخر به , ولا أحب السماع لأغانية , لدي وجهة نظر تجاهه , لكن هذا لا يدفعني للعدوان عليه , بل للتفاخر به لأنه نجم وطني ساطع.
وذلك الشاعر رغم عدم تمتعي بقراءة أشعاره وتصفح دواوينه , لكنهرمز البلاد , والناطق بلسان حالها على مدى القرن العشرين , فلماذا لا أفتخر به؟
سلوك النيل من بعضنا عاهة مدمرة أدت إلى ما آلت إليه الأمور , من دمار وخراب وتمزق مجتمعي , وقسوة بينية ذات خسائر مروعة.
فهل لنا أن نستفيق من غينا , ونتكاتف ونتباهى ببعضنا , ونعتصم بالوطن , ونبتعد عمّا يحط من قيمنا وأخلاقنا وقدراتنا على التواكب والصيرورة المعاصرة الرائدة؟
أيتها الأقلام السقيمة , لابد من تشخيص الداء , وتناول الدواء , فلا يصح في الأفهام أن ينال إبن الوطن من إبن وطنه البارز في الميدان.
فهل هذا طبعنا أم عاهتنا النكراء؟!!