خان وطنه: تخلى عن واجب المواطنة والإخلاص للوطن.
النفس البشرية ذات تطلعات ونوازع متاهية غريبة , عندما تعصف بها تعميها وتطلقها بإنفعالية هوجاء وممارسات شنعاء , تبغي من ورائها الوصول إلى ذروة الإشباع الرغبوي الفوري البهيمي الفتاك.
والخيانة سلوك تعجز عن فهمه وتحليله العقول المتخصصة في ميادين السلوك البشري , فهو سلوك مبهم ومطلق لا يمكن الوصول إلى منطلقاته وجذوره بسهولة , لكنه فاعل في الحياة البشرية وبسببه تعاني المجتمعات من الويلات الجسام , لأن الخونة يساهمون في تدميرها وتحطيم أركانها وتقديمها هدية سهلة للطامعين بها.
وتدمير أي هدف يستوجب وجود الخونة الذين يعملون على تأهيل عناصره للإستسلام والضعف وفقدان قدرات المقاومة والتحدي , والعمل على تعزيز إرادة الطامع فيه.
ولو تأملنا معظم الأهداف التي تدمرت أو تحقق الإستحواذ عليها , سنجد أن للخونة دورهم الأساسي في إنهيارها وإنتصار عدوها عليها.
وفي بعض المجتمعات تتنامى نزعات الخيانة , حتى لتجد في كل حالة خونة يديرون شؤون إضعافها وإنهاكها , وتأهيلها للإفتراس من قبل الآخرين.
ولا يُعرف لماذا هذا الميل الفتاك الفاعل فيها؟
هل لأن المواطن مقهور؟
هل لأن الحكومات فاشلة وخائنة في جوهرها؟
هل لأن المواطن محروم من حقوقه؟
الأسباب متنوعة ومتراكمة , والمطلوب تعلم كيف لا تخون , بدلا من البحث في أسباب لماذا تخون!!
فهل ستنتصر على نزعة الخيانة الكامنة فيها؟!!