23 ديسمبر، 2024 10:00 م

أغتيال الحكيم مفتاح الفرج!

أغتيال الحكيم مفتاح الفرج!

“لو عرفنا أين نحن و ماذا جرى بنا، لعرفنا ماذا نفعل و هل ما فعلناه كان كما يجب” ابراهام لينكولن
يمر العراق بمنعطف تاريخي، وأيام ربما تكون حزينةعلى البعض، ومفرحة للبعض الآخر، سنشهد سقوط المتسلطون، ممن لم تجلب وجوههم الخير للبلاد، ولم يعملوا الا لمصلحتهم الشخصية والحزبية، والفئوية، حتى أغرقوا الوطن بفسادهم، وأرهقوا المواطن بأزماتهم.
الديمقراطية حديثة الولادة في بلدنا، لكن لابد من تجذيرها، لأن الأستغناء عنها سيعود بالعراق الى المربع الأول، مربع المقابر الجماعية، وأنتهاك حقوق الأنسان، وتسلط الحزب والواحد والقائد الضرورة مرة آخرى.
ضربة قاسية تلقاها المواطن العراقي، سبقت ثورة الأصابع البنفسجية، أذ توهم للحظة أن كل طرف من الأطراف المشاركة في المحلمة الأنتخابية، له القدرة على تشكيل تحالفات قبل أن يقول الشعب كلمته في 30 نيسان 2014،” منو يشتري سمج بالشط”!
بالوقت نفسه لن يستطيع أي كيان مشارك بالانتخابات تشكيل الحكومة بمفرده، مهما كان عدد المقاعد التي حصل عليها, فالسنة بكل قوائمها لن تتمكن من تشكيل حكومة بمعزل عن الشيعة، والشيعة بمفردهم لن يتمكنوا من تشكيل حكومة، بمعزل عن السنة.
راهنا ً نحن بأمس الحاجة الى من يجمع شتات التحالف الوطني، ويجعل منه مؤسسة قوية وفاعلة، كما كانت عليه أبان تولي السيد عبد العزيز الحكيم مسؤولية قيادة التحالف الوطني الموحد بعد سقوط النظام الصدامي سنة 2003، ولعل الوهج الذي يتمتع به تيار الحكيم الشاب عمار، سيجعله قادر على تقريب الكتل الشيعية الكبيرة( الحكيم والصدر والمالكي) وسيكون تيار شهيد المحراب في المرحلة القادمة بمثابة البيت الجامع للقوى الشيعية وخيمة الائتلاف الوطني.
هل سينجو حلم الحكيم من الأغتيال؟ فالانتهازية التي يتمتع بها شركائه المستقبليون، تقف عائق بوجه مشروعه الوطني، فنوري المالكي، من أجل الولاية الثالثة، على اتم الاستعداد للتحالف مع متحدون وتقديم التنازلات المذلة مرة آخرى كما حصل سنة 2010 بأتفاقية اربيل مجهولة البنود، وذاك السيناريو ربما يتكرر، سيما وأن المالكي اعتاد الغدر والانقلاب على عقبه ونقض العهود، وانتخابات مجالس المحافظات السابقة تشهد بذلك، وانتخابات مجلس النواب لسنة 2010 ، برهان على ما أسلفنا. فكيف سينقذ رئيس المجلس الاعلى مشروعه؟
أغتيال الحكيم سيكون مفتاح الفرج، للفساد، والسرقات، وتقسيم العراق، وهذا ما يسعى له ألانتهازيين من اجل تجديد الولاية.
الوطن وحاجته الى الشراكة والتوافق، والسكينة، ونبذ الخلاف والجفاء، والتعامل مع الآخر بوصفه الشريك الواقعي في البلاد، ليس آمر من باب الرجاء وإنما الوجوب لكل ذي لب.