18 ديسمبر، 2024 8:01 م

أعلنها لرئيس التونسي الدولة ليس لها دين

أعلنها لرئيس التونسي الدولة ليس لها دين

الدولة كما يقول أ.د . حسن الجلبي استاذ القانون الدولي العام ، هي ليست سوى ظاهرة اجتماعية وحدث تأريخي تساهم في تكوينه عوامل جغرافية واجتماعية واقتصادية وسياسية توجه الأوضاع في جماعة ما على نحو يهيئ لها القدرة على الحياة بكيان سياسي وذاتي مستقر بتميز بالتنظيم والاستقلال في مواجهة الجماعات الأخرى ، والدولة عند العميد دكي هي التمييز بين الحكام والمحكومين ، فهي إذن عبارة عن شعب وإقليم تبرز من بين مكوناته سلطة تنفذ مقاصد الدولة ، وتعمل على تعزيز سيادة الدولة في الداخل واستقلال قرارها في الخارج ، فالدولة إذن كيان معنوي مستقل وفقا لعلم السياسة ، وهي شخصية معنوية قانونية تعمل وفقا لقواعد الدستور ، فهي أي الدولة حالة فوق تكويناتها لذا فهي لا قومية لها ولا دين ولا مذهب محدد ، إنما هي في طبيعتها تمثل الجميع الملون ولكن بلون حيادي ، فالدين يمثل علاقة الإنسان بالخالق ، أي علاقة الإنسان بالآخرة ، أما الدولة فهي تمثل علاقة الإنسان بالدنيا ، وقد أعلنت الكثير من الدول المسيحية ، أنها لادين لها مثل الويلايات المتحدة ، ولكنها تؤمن أنها دولة مسيحية ، والسويد لا دين لها رغم أنها دولة مسيحية ، وهناك دول علمانية لا تعترف بالاديان وتحرم ممارسة اي طقوس دينية ، مثل الصين وكوريا الشمالية ،
أن الدولة أي دولة كي تضمن مبدأ المساواة لابد لها من الابتعاد عن العقائد المفرقة بين البشر ، ولا بد لها من الإعلان عن مدنية الدولة التي تحترم الأديان ولكن لا تإخذ بكل أحكامها ، وتونس اليوم إذ تعلن أن الدولة لا دين لها ، إنما أرادت أن تكون دولة الجميع لا دولة حزب النهضة ، دولة الانكماش السياسي ، دولة عبث الإسلاميون عبثا بيينا
في اروقتها وكان رد فعل الشارع الانقلاب على حزب النهضة وهم اخوان تونس الذين حملوا الدولة ما لا تحتمل ، وما إعلان قيس سعيد الا ردة فعل لفعل قائم على تسخير الدين لصالح فئات سياسية ، وتونس اليوم تؤشر إلى انقلابات حقيقية ضد التيارات الدينية الحاكمة في تونس والعراق وإيران والسعودية والسودان ومؤخرا وتركيا وغيرها من الدول. .
أن الدول لا تحكم بالدين لوحده ، إنما تحكم بقوانين وضعية ربما وقفت الأديان حاجزا أمام تقدمها بعد كل هذا التطور الذي أصاب العالم المعاصر…