18 ديسمبر، 2024 11:23 م

أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر يا كمال الحيدري

أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر يا كمال الحيدري

حينما فرض ديننا الحنيف الجهاد على العباد جعله في درجات متفاوتة ففي الوقت الذي كان فيه جهاد الأعداء من المواقف التي تتطلب الشجاعة و التضحية بالمال و النفس فإنه رغم ذلك لم يرتقي إلى منزلة جهاد النفس الذي عدَّه رسولنا الكريم ( صلى الله عليه و اله و سلم ) بالجهاد الأكبر و الأعظم منزلة لكنه أيضاً لم يكن بالمستوى المطلوب الذي كانت عليه كلمة الجهاد التي تجلت فعلاً في قول الحق بين يدي السلطان الجائر و الإمام الفاسد هنا يكون الجهاد على حقيقته ؛ لعظيم منزلته و لما فيه من إحقاق الحق و إنصاف المظلومين و الدفاع عن حقوقهم التي اغتصبها السلطان الظالم فهل غابت تلك الجواهر البلاغية عن كمال الحيدري ؟ ففي سؤال طُرِحَ عليه حول محاولات السياسيين الفاسدين للضحك على الذقون و شراء ذمم الناخبين و الظهور بدور ملائكة الرحمة و تعاطفهم مع معاناة الفقراء و البؤساء و المستضعفين و أنهم مَنْ يحملون معاناتهم و يدافعون عن حقوقهم من أمثال موفق الربيعي و غيره من الفاسدين وهو يستغل الناس لكسب الأصوات و جمع أكبر عدد ممكن منها في الانتخابات القادمة فكان جواب الحيدري بأن العمل مع هؤلاء السياسيين كالربيعي و مَنْ على شاكلته من محترفي الفساد و أدوات الإفساد غير مبرئ للذمة ، جواب لا غبار عليه لكن ما يُعاب عليه أن الحيدري على علم بما يجري في العراق طيلة 15 سنة من الفساد و الإفساد ولم يحرك ساكناً فجاءت خطوته تلك متأخرة جداً بل وكما يُقال أتت في الوقت الضائع ، فلماذا هذه المواقف السلبية التي تنم على عدم الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق كمال الحيدري و أمثاله من رجالات الدين ؟ لماذا هذا الخنوع للسيستاني ؟ لماذا لا تكشف الأمور على حقيقتها ، حقيقة السيستاني رأس الفساد و الممول الأول للإرهاب في العراق ؟ فهل تخشون سطوته و نفوذه أم تخافون على واجهاتكم المزيفة من غضب أسياده في إيران زمرة الملالي المتغطرسة و دكتاتورهم الأعلى صاحب ولاية السفيه ؟ لماذا لا تعملون طبقاً لما يمليه عليكم دينكم و إنسانيتكم إنْ كنتم حقاً أحراراً في دينكم و دنياكم ؟ ثم ما الضير لو سميتم الأشياء بمسمياتها الصريحة و وضعتم النقاط على الحروف و أعلنتم أمام الرأي العام صراحة عن دور السيستاني في وصول الطبقة السياسية المفسدة إلى قيادة العراق و أنه تقع عليه المسؤولية الكاملة ، و كذلك علاقته المتينة بهؤلاء السياسيين الفاسدين و تقاسمه الكعكة معهم حول ما يحصل في هذا البلد من خراب و دمار بدل لغة الألغاز المبهمة ؟ فهل يا حيدري تعتقد أن كلماتك تلك سوف تكون لك بمثابة صك الغفران و النجاة من خزي الدنيا وعار الآخرة و أنت منزوي في إحدى كهوف إمامك ولي الفقيه ربيب السيستاني داعم الفاسدين و حصن المفسدين فكلمة الحق عند السيستاني هي حقاً أعظم و أقدس الجهاد و موقف مشرف وعمل إنساني و تاريخي ، تدبروا في مواقفكم و قيموا أعمالكم علكم تصلحون دنياكم قبل آخرتكم و العاقبة لمَنْ أتقى .