حينما فرض ديننا الحنيف الجهاد على العباد جعله في درجات متفاوتة ففي الوقت الذي كان فيه جهاد الأعداء من المواقف التي تتطلب الشجاعة و التضحية بالمال و النفس فإنه رغم ذلك لم يرتقي إلى منزلة جهاد النفس الذي عدَّه رسولنا الكريم ( صلى الله عليه و اله و سلم ) بالجهاد الأكبر و الأعظم منزلة لكنه أيضاً لم يكن بالمستوى المطلوب الذي كانت عليه كلمة الجهاد التي تجلت فعلاً في قول الحق بين يدي السلطان الجائر و الإمام الفاسد هنا يكون الجهاد على حقيقته ؛ لعظيم منزلته و لما فيه من إحقاق الحق و إنصاف المظلومين و الدفاع عن حقوقهم التي اغتصبها السلطان الظالم فهل غابت تلك الجواهر البلاغية عن كمال الحيدري ؟ ففي سؤال طُرِحَ عليه حول محاولات السياسيين الفاسدين للضحك على الذقون و شراء ذمم الناخبين و الظهور بدور ملائكة الرحمة و تعاطفهم مع معاناة الفقراء و البؤساء و المستضعفين و أنهم مَنْ يحملون معاناتهم و يدافعون عن حقوقهم من أمثال موفق الربيعي و غيره من الفاسدين وهو يستغل الناس لكسب الأصوات و جمع أكبر عدد ممكن منها في الانتخابات القادمة فكان جواب الحيدري بأن العمل مع هؤلاء السياسيين كالربيعي و مَنْ على شاكلته من محترفي الفساد و أدوات الإفساد غير مبرئ للذمة ، جواب لا غبار عليه لكن ما يُعاب عليه أن الحيدري على علم بما يجري في العراق طيلة 15 سنة من الفساد و الإفساد ولم يحرك ساكناً فجاءت خطوته تلك متأخرة جداً بل وكما يُقال أتت في الوقت الضائع ، فلماذا هذه المواقف السلبية التي تنم على عدم الشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتق كمال الحيدري و أمثاله من رجالات الدين ؟ لماذا هذا الخنوع للسيستاني ؟ لماذا لا تكشف الأمور على حقيقتها ، حقيقة السيستاني رأس الفساد و الممول الأول للإرهاب في العراق ؟ فهل تخشون سطوته و نفوذه أم تخافون على واجهاتكم المزيفة من غضب أسياده في إيران زمرة الملالي المتغطرسة و دكتاتورهم الأعلى صاحب ولاية السفيه ؟ لماذا لا تعملون طبقاً لما يمليه عليكم دينكم و إنسانيتكم إنْ كنتم حقاً أحراراً في دينكم و دنياكم ؟ ثم ما الضير لو سميتم الأشياء بمسمياتها الصريحة و وضعتم النقاط على الحروف و أعلنتم أمام الرأي العام صراحة عن دور السيستاني في وصول الطبقة السياسية المفسدة إلى قيادة العراق و أنه تقع عليه المسؤولية الكاملة ، و كذلك علاقته المتينة بهؤلاء السياسيين الفاسدين و تقاسمه الكعكة معهم حول ما يحصل في هذا البلد من خراب و دمار بدل لغة الألغاز المبهمة ؟ فهل يا حيدري تعتقد أن كلماتك تلك سوف تكون لك بمثابة صك الغفران و النجاة من خزي الدنيا وعار الآخرة و أنت منزوي في إحدى كهوف إمامك ولي الفقيه ربيب السيستاني داعم الفاسدين و حصن المفسدين فكلمة الحق عند السيستاني هي حقاً أعظم و أقدس الجهاد و موقف مشرف وعمل إنساني و تاريخي ، تدبروا في مواقفكم و قيموا أعمالكم علكم تصلحون دنياكم قبل آخرتكم و العاقبة لمَنْ أتقى .