22 نوفمبر، 2024 1:33 م
Search
Close this search box.

أعزاءنا غير المشاهدين !!

أعزاءنا غير المشاهدين !!

إذ لا يوجد مُشاهد عَرَبَي واحد ونحن أمةٍ معصوبة الأعين مشدودة بوثاق مُقدس قد يكون جاروبه نتنه لجندي مارينز مثلاً (!), .. أو خِرقة من أسمال القتلة واللصوص والمارقين في كل العواصم العربية, ونحن نعيش في أوج عصر اللثامات والاقنعة والكليتات والخوذ والعمائم التي تبعث روائح الفتنة والتكفير .. فقط عيون تصطف وراء لثام اسود !
***
أعزاءنا غير المشاهدين …
نستعرض لكم حالة الطقس العربي لهذا اليوم حسب توقيت جنرالات الحرب والخراب الدمار .. وهم يسجرون فلاترهم وغليوناتهم فوق جثث القتلى الممروقة بالدم والتراب وبالويسكي في الشوارع والطرقات, .. وحسب التوقيت المحلي مدينة الأشباح وضواحيها!!
وحالة الطقس تشير الى إنْ الأجواء العربية بشكل عام غائمة ممطرة .. مَصَحُوَّبة بسُحِب دُخان المَدافع والدَبابَات الأمريكية والقصف العشوائي يُغطي سماء العروبة في الجانب الشرقي من الوطن .. مع أزدحام ملحوظ في الأرواح الصاعدة إلى السماء والتي قد تُسبب أزمة سكن هناك (!), .. في حين يشهد الجانب الغربي من الوطن العربي انخفاضاً حاداً للقيم النبيلة مقابل أرتفاع مفرط للغازات النبيلة (!), .. وتصاعد موجة برد شديدة, مع عصف ورعد وبرق يلامس أخيلة الوجدان العربي, ويُسعل جيوبها لأنفية بالمخاط والرّذاذ .. إذ لا توجد اي ملامح للصحو أو الجو المُشَّمس, أو
انفراجه لانقشاع هذه الغيمة السوداء الحالكة وتلك الأتربة والأغبرة والأمطار والوحول والأطيان والطمي الطافح بخطابات قادة العمل السياسي .. رغم إننا نعيش في عصر ربيعاً عربياً بنكهة الخريف !!
***
أما عن درجة الحرارة فهي سالب 50 تحت الصفر في الدم والضمير والكرامة والقيم الروحية والرمزية للإنسان العربي, بتفرد (!!)؛ كيف لا والإنسان العربي يُقتل بدم بارد درجته السيليزية تتجاوز الــ 66 تحت الصفر .. لكنه يذود ويحمي مرتزقة السفارة الأمريكية في كل العواصم العربية بدم حار أسخن من فوهات البراكين, .. ويضحي من أجل سلامة ذلك البدوي الأزرق المُعطر برائحة باروده والفسفور القاتل للكرامة!!
جُل ما يدهشني وأنا أعرض على حضراتكم نشرة الأخبار الجوية هو أمر أولئك العرب الأقحاح .. المحارق في كل مكان .. وألسنة اللهب تطال كل حارة وضيعة وشارع .. والنيران الصديقة والعدوة تشتعل في كل دار ومسجد .. مع هذا كله ما زالت ضمائرنا ودماءنا باردة مُثلجْة يكسوها الجليد, كأنها الباندا, .. ونحن بطاريقها البشرية!

أحدث المقالات