18 ديسمبر، 2024 4:56 م

إن الموت من حتميات الحياة وبطرق متعددة خارج عن ارادتنا حتى يصل إلى مراحل الموات وبعضنا غير مدرك لهذه اللحظة التي فيها من الاهوال التي يصعب على الانسان مواجهتها وبين عالمين مادي ومعنوي قال تعالى : (كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ), 1- ,وقد اختلف فيه لقوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)2-.
إن الموت حقيقة وأن اختلافنا في طريقة الوصول إلى اللحظات الأخيرة وعلينا أن نحترم هذا الاختلاف الذي يساعد الإنسان على الموت بسلام حسب رأيه ومعتقدة الذي يحقق امنيات هذا المحتضر وتوفير الراحة التامة وتلبية رغباته وغيرها من الامور ومنهم من جعل قيام المحتضر بالوصية وأن لم يفعل فيذكر بها .

الأعراض :

هناك عارضان في الموت وهما توقف القلب والرئة وكذلك موت الدماغ وأما الأول فيتوقف التنفس وكذلك النبض ليعلن عن موت الشخص وأما موت الدماغ فيعتبر الإنسان في غيبوبة لا رجعة فيها لأن توقف الدماغ عن القيام بواجباته وهذا الموت غالباً ما تتوقف عضلة القلب عن العمل وكلاهما ينبأ بموت الشخص وإن تأخر في غيبوبته 3-.

الاحتضار:

إن الشخص الذي يحتضر نتيجة مرض أو غيره عند اقتراب اجله يتباطأ التنفس قليلاً قليلاً ولعل يكون النفس والأخر النفس فترات منقطعة لعلها تصل إلى الدقيقة او الاثنتين إلى النهاية التي لابد منها من توقف التنفس وتزجج العينين وغياب النبض من خطبة لرسول الله محمد (ص) قال : (يا أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه)4-,وذهب بعضهم إلى ان الاحتضار يمر بمرحلتين قبل الموت الفعلي أي بما تسمى (المرحلة قبل النشطة و المرحلة النشطة ),والاولى تستمر إلى اسابيع او لعلها تستمر لشهور ومن علاماتها يقل النشاط الاجتماعي ويحب العزلة أي يحب البقاء وحيداً يفكر بعدة امور منها المالية والانتماء والوصايا ولعله يرغب ان يصلح ما فسد من دنياه ما يسبب له تشوش وعصبية من القلق الذي هو فيه وأما الثانية فهي اقصر منها حيث يعاني من صعوبة بلع الريق ولعله يصرح بأنه سوف يودع الحياة عن قريب وتغير ملامح شخصيته بارد الملمس خدر أطراف اليدين والقدمين 5- .

أغلب الناس لم تظهر هذه الملاحظات عليهم فمنهم من ينام فلا يقعد ومنهم من يتعرض لنوبة قلبية أو غيرها من الحالات ومنهم من يذهب بحالة دهس وكما يقال تعددت الاسباب والموت واحد وهذه الحالات متعددة المشارب ولكن المشرب الذي يحتضر والعائلة تشاهد المشهد وما يترتب عليها من ترطيب الشفاه بالماء وقراءة القران الكريم والدعاء حتى اقتراب موعد الموت الذي يقترب منه تدريجياً وكما الغرب لهم دراسة في هذا الخصوص تعتمد على الانجيل والتوراة من الربت على الظهر ووضع الموسيقى تساعد المحتضر على الشعور بالراحة ووضع المرهم على الشفاه لكي لا تتشقق وتقليل الاحساس بالوحدة بالنسبة للمحتضر حتى وصلت الدارسة إلى استشارة طبيب أو المرشد الديني لكي تتصالح مع الموت جاء في الانجيل (وبَعدَما قالَ هذا الكَلام،‏ أضاف:‏ «صَديقُنا لِعَازَر نائِم،‏ لكنِّي سأذهَبُ لِأوقِظَه.‏ 12فقالَ لهُ التَّلاميذ:‏ «يا رَبّ،‏ إذا كانَ نائِمًا فسَيُشْفى.13 لكنَّ يَسُوع كانَ يَقصِدُ أنَّهُ مات.‏ أمَّا هُم فظَنُّوا أنَّهُ يَتَكَلَّمُ عنِ النَّومِ العادِيّ.‏14 عِندَئِذٍ،‏ قالَ لهُم يَسُوع بِوُضوح:‏ لِعَازَر مات)6-

مشاهد رأيتها:

دق الباب ليلاً لكي احضر مع جاري الذي يشكو من مرض لم تكن عليه علامات الموت وبعد نصف ساعة من قراءة الدعاء والقرآن له لتهدئة اعصابه وإذا يقفز قفزة اربكني فيها ليقول لي عباس ولك انغلبت حتى يودع الحياة بعد عرق جسمه ودمع عينه اليسرى وكذلك مرة أخرى أمرأة تعارضت فذهبوا بها إلى المشفى وفي السيارة ضاق صدرها من ضيق التنفس حتى أرادت أن تخرج من السيارة لصعوبة التنفس ومرة اخرى احد الاخوة جاء من بغداد بالسيارة قال لولده بابا اجد وخز في قلبي اركن السيارة حتى امدد ظهري قال له باب مسافة قليلة حتى نصل إلى البيت وترتاح قال له بهدوء اركن السيارة وفعلاً ركنها وانزله ليمدد نفسه مطمئناً بقضاء الله ليودع الحياة بسكينة وغيرها من المشاهد في مصيبة الموت التي لها من الاهوال التي لم يقف عليها أحد.

أختم حديثي اعراض الموت وهو ماض المفعول ولا بد منه ومن خلال الايات المباركة لذا علينا أن ندرك الهول ونبتعد عن الغفلة ونعمل لهذا اليوم الموعود الذي نفر منه كما نجد هناك دهريه قال تعالى : (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)7- جاء عن أمير المؤمنين علي (ع) قال : (ما رأيت إيمانا مع يقين أشبه منه بشك على هذا الانسان، إنه كل يوم يودع إلى القبور، ويشيع، وإلى غرور الدنيا يرجع، وعن الشهوة والذنوب لا يقلع، فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوكفه ولا حساب يقف عليه إلا موت يبدد شمله ويفرق جمعه ويؤتم ولده لكان ينبغي له أن يحاذر ما هو فيه بأشد النصب والتعب، ولقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم، وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون أقوام قد أيقنوا بالمقام، و غفلنا عن المعاصي والذنوب غفلة أقوام لا يرجون حسابا ولا يخافون عقاباً( 8- .

المصادر :

1- آل عمران 185

2- محمد 27

3- https://altibbi.com/.

4- شرح أصول الكافي – المازندراني – ج ٨ – ص ٢٢٣

5- https://altibbi.com/mcetoc_1dhujmaug1ls

6- https://www.jw.org/ar//.

7- الجاثية 24

8- بحار الأنوار – المجلسي – ج ٦ – ص ١٣٧

صفحة 1 من إجمالي 2