أهلآ بكم ! ربما هذه هي الكلمة الوحيدة او المساهمة الوحيدة التي اكتفت بها الحكومة العراقية عندما احتضنت المختطفات الايزيديات , او المهجرين المسيحيين الذين هربوا جميعآ من مجزرة داعش . ولربما الايزيديين هم القوم الاكثر تجرعآ للألم من جميع أقوام ومكونات الشعب العراقي , أغتُصِبوا , ذُبِحوا و قُتِلوا بمختلف الطرق الوحشية من قبل عصابات العصر الاجرامية برداءٍ أسلامي صرف .
ففي فجر يوم 3182014 هاجمت داعش بمباغتة تامة جبل سنجار واقتحمت القضاء واحكمت سيطرتها عليه , وسط أنسحاب الجيش والبيشمةركة والشرطة منها بشكل مؤسف ومحزن ومخيب , استولت داعش اولآ على الارض الاستراتيجية لجغرافية سنجار , ثم أسست حمام دمِ لتكون عبرة لكل من لا يبايعها من غير المسلمين حتى وان كانوا مسلمين , قسوة داعش تجسدت في اعدام المئات من الأيزيديين من سنجار بوحشية , وخطف نسائهم وبناتهم الفتيات الجميلات , ليكُنَ لاحقآ اداة وسلعة جنسية تباع وتشترى .
أحصائية غير دقيقة لحد ما تقول بأن الان لدى داعش خمسة الاف مختطفة أيزيدية تحت رحمة الهول الجنسي الهائل لدى أفراد داعش , أغلبهن فتيات قاصرات لا يتجاوزن التاسعة من العمر , يمارس معهن أغلب انواع التعذيب الجسدي والنفسي وممارسة الجنس اللاحدودي معهن , وبأستمرارية وتكرار التعذيب يوميآ ودوريآ , وفي أحصائية أخرى تقول بأن ثلاثين فتاة أيزيدية أنتحرت لاحقآ بسبب العذاب النفسي والجسدي اللتان تجرعوهنَ .
ففي بين مخض الحديث عن كل هذا الألم والعار الذي لن يغسل بسهولة وان طال به الزمن , لم تحرك هذه الجرائم شعرة واحدة من لحى رجال الدين او شعره من شعر صلعة السياسيين العراقيين “بسبب كثرة الصلع بينهم” , فنحن لم نشاهد أدانة واحدة من رجل دين بارز , ولم نشاهد لفتة وأدانة وتبني القضية من جانب سياسي بارز سوى ما فعلته من عويل وبكاء النائبة فيان دخيل , وهذا طبعآ بسبب هويتها الايزيدية و وقوع بعض من اقاربها تحت رحمة داعش .
ومن ناحية المجتمع الدولي لم نشهد أيضآ ادانة واضحة من قبل لا مجلس الامن ولا المنظمات والمفوضيات العالمية الدولية , فنحن الى الان لا نملك بحق مجزرة الايزيديين ادانة واضحة او تشريع واضح بحسابها كارثة أغتصاب جماعي لفتيات قاصرات !! , نملك اليوم تشريعين دوليين اثنين بحث الاغتصاب في العالم وهم تشريع قانون محكمة يوغسلافيا حول الاغتصاب الذي حدث بين الصرب والبوسنة , وتشريع قانون محكمة رواندا في فريقيا الوسطى .
الى الان لا حلول ولا معالجات ولا حتى الاعتذار من عدم تقديم دفعة معنوية ولو أن كانت اولية بحق الضحايا ! , ونعيد لنقول هل بالفعل نحن سبب هذا ؟ ام سياسات الحكومة الخاطئة ؟ ام مبدئ عدم تقبل الاخر والعشائرية الضيقة في مجتمعنا العراقي تسبب بكل هذا العنف والأسى ؟ أو بسبب الدستور العراقي الذي سبب كل هذه المشاكل بسبب ذكره للشعب العراقي على انه مكونات وليس شعب واحد ؟
هنا يجب ان نعلو لأعلى قمة الجبل ونصيح بأعلى صوتنا أننا مللنا من عدم فهم الأخر ولنبدأ بمساعدة البعض ومعالجة جزءآ صغيرآ من مشاكلنا بفتح باب الحوار مع “مكونات” شعبنا العراقي , شعبنا الذي يحمل عار المتعاونين مع داعش وعار المختطفات الايزيديات , الشعب الذي يجب ان يتصالح مع نفسه اولآ ثم يفكر بمستقبل عمليته السياسية التي يجب ان لا تبقى بيد سياسيي اليوم , ويفكر أستعادة ضمير المغتصبة الأيزيدية و جلب ماء وجه أم الشهيد الذي سقط وهو يدافع عن عرضه وشرفه فقط , بعد ان خسر أرضه .