23 ديسمبر، 2024 5:33 ص

أعدم روح الله وسكت آية الله!!!

أعدم روح الله وسكت آية الله!!!

مرت عملية اعدم روح الله زو مرور الكرام على مرجعية علي السيستاني، صحيح الرجل أخرس، لكن حتى الأخرس عندما يتهم بعملية تسهيل جريمة قتل، يدافع عن نفسه بالإشارة. ربما الصمت دليل الرضا والله أعلم! كان زم رئيسا لقناة (أمد نيوز) المعارضة الايرانية، وكان له دورا بارزا في نشر فضائح النظام القمعي وكيف تعامل مع المتظاهرين الايرانيين السلميين، سيما خلال احتجاجات عام 2017 ونشر الكثير من الوثائق المسربة عن الفساد الحكومي في ايران، وكان يحظى بمشاهدات الملايين على مراسلات (تيلي غرام)، الى ان تمكن نظام الملالي من تقديم رشوى كبيرة لأغلق القناة عام 2018.
حصل رزم على اللجوء السياسي في فرنسا، وحاول نظام الملالي اغتياله، ولكنه عجز عن ذلك، ففرنسا كانت توفر الحماية لزم، فلجأت المخابرات الإيرانية بالإستعانة بالمخابرات العراقية التابعة لها في استدراج زم للعراق، بحجة تحقيق لقاء مع المرجع الشيعي الأعلى السيستاني، ويبدو ان الحيلة انطلت على زم، بعد ان تأكد بأن الدعوة صحيحة وصادرة عن مكتب السيستاني وبختمه، ومن خلال الإتصال بوكلائه في النجف تأكد زم من صحة الدعوة، فلا مجال للشك، واقتنعت السلطات الفرنسية بأنه لا توجد مخاطر لأنه سيكون بضيافة السيستاني، ولم يدر في خلدها ان المرجع الأعلى او وكلائه تواطأوا مع المخابرات الايرانية والعراقية لإعتقال زم. كانت خطة ذكية رسمتها المخابرات الايرانية بالتعاون مع مرجعية النجف، ونفذتها المخابرات العراقية.
جرت الرحلة في تشرين الأول من العام الماضي من فرنسا الى عمان اولا، وتوجه بعدها الى العراق عبر مطار بغداد الدولي الذي تسيطر على جميع مرافقه الحيوية الميليشيات الولائية، وبعد نزوله من الطائرة، اصطحبه رجال المخابرات العراقية، وتم تسليمه الى المخابرات الأيرانية الموجودة في المطار (شعبة خاصة للحرس الثوري)، وتم نقله فورا الى ايران، واعدم شنقا حتى الموت في محاكمة صوريه بتهمة (معاداة الثورة) وهي تشبه في العراق تهمة (معاداة العملية السياسية)، والوقوف مع المتظاهرين السلميين، والإتصال بجهات خارجية (يعني جوكر حسب مفهوم الميليشيات الولائية)، سبحان الله كأن أحدهم بصق بفم الآخر، نفسه التهم والوسائل القمعية في ايران وولاية العراق.
فسر البعض سرعة اعدام روح الله زم، بان نظام الملالي المليء سجله بالإعدامات لا يجد حرجا في اجراء عمايات اعدام في عهد الرئيس ترامب، لأن الموقف سيصعب مع الرئيس الجديد بايدن، فخير الأمور اعجلها.
كانت الصدمة قوية للحكومة الفرنسية، فقد أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ” ان فرنسا تدين بشدة هذا الاعتداء الخطير على حرية التعبير وحرية الصحافة في إيران. إنه عمل وحشي وغير مقبول يتعارض مع الالتزامات الدولية لهذا البلد”. وتبعها الإتحاد الأوربي بتصريح آخر” نستنكر بأشد العبارات اعدام زم، ونعارض عقوبة الإعدام تحت أي ظرف”.
الأمر الذي يثير الشكوك، ان العملية تمت تحت عمامة المرجع الشيعي علي السيستاني، على اعتبار ان رسالته لروح الله زم هي سبب إستدراجه للقدوم الى العراق، فكيف نعلل سكوت السيستاني عن هذه الفضيحة؟ ولماذا لم يبرأ نفسه من التهمة؟ هل سيكوت الصمت سيد الموقف كما فعل تجاه ما وررد على لسان بريمر ورامسفيلد بشأنه؟
فعلا مرجعية صامتة!! مع ان الصمت يزيدنا ثقة بصحة الإتهامات الموجهة الى المرجعية ، وتواطئها مع قوات الإحتلال، والا هل من موجب للصمت؟ إفتونا يرحمكم الله.

 

 

في تزامن مع فضيحة زم، كشفت صحيفة الواشنطن بوست إختطاف معارض ايراني آخر (حبيب أسيود) وكان الرئيس السابق لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز العربية المغتصبة، وقد حصل على اللجوء السياسي في السويد، وعندما غادر الى تركيا، قامت المخابرات التركية بالتنسيق مع المخابرات الإيرانية بإلقاء القبض عليه، وتسليمه الى المخابرات الايرانية التي نقلته الى طهران، وحاولت المخابرات التركية التغطية على هذا التعاون من خلال التحقيق مع بعض الأشخاص الذين شهدوا الحادث، يعني بعد خراب البصرة، كما يقول المثل العراقي.
لذا نهيب بمعارضي نظام ولاية الفقيه من الإيرانيين في الخارج، وكذلك العراقيين المعارضين للعملية السياسية في الخارج بتجنب المطارات العراقية والتركية، فالأخطبوط الايراني له نفوذ كبير في هاتين الدولتين، فالحذر كل الحذر، واعلم ان الحذر يجنبك الضرر.