22 ديسمبر، 2024 10:53 م

أعداء العروبة الأشاوس!!

أعداء العروبة الأشاوس!!

ما تغفله الأجيال أن دعاة العروبة من ألد أعدائها , وقد إنطلقت الحملة الشرسة ضدها منذ منتصف القرن التاسع عشر , عندما تحقق إستثارة المشاعر القومية وتشكيل الجمعيات والمنتديات , ومن ثم الأحزاب المنادية بها زورا وبهتانا , لأن الهدف كان لإسقاط الدولة العثمانية وترويج القول بأنها الرجل المريض.
وبعد أن تم إنجاز الهدف أجهزوا بقسوة على العروبة , وتحقق إغتيال ثورة العرب الكبرى بقيادة الحسين بن علي ونفيه إلى قبرض , ودفنه في القدس بعد وفاته.
وإنطلقت الأحزاب المؤدينة والقومية المتصارعة مع بعضها , وأدّت إلى تباعد الدول العربية التي تأسس معظمها وفقا لإرادة المصالح للقوى المستعمرة , فكانت معاهدة سايكس بيكو التي لم يوظفها العرب لصالحهم , بل إتخذوها مطية لتدمير وجودهم وتأكيد تناحرهم , وواحدهم يدّعي بأنه قومي ومن دعاة العروبة , فأصابوها بمقتل , حيث مضى القرن العشرون والعرب ضد العرب , فإنصب جهدهم لإنهاك بعضهم البعض , وقتلَ العرب من العرب ما لم يقتله عدو لهم , وعانى العربي من جور العربي , وأقيمت أنظمة حكم ضد المواطنين , والأمثلة في سوريا والعراق اللذان كان فيهما حزب واحد بشعاراته القومية وما تقاربا والعداء بينهما مضى لذروته.
ولا ننسى حرب اليمن وإجتياح الكويت , والتقسيمات المجحفة لعدد من الدول , فانفصلت السودان ومن ثم تقسمت , وتعقدت القضية الفلسطينية وتطورت على حساب العرب في كل مكان.
وما جرى يؤكد آلية ” قل لي ما تريد لأقتلك بما تريد” , وبذلك قتلوا العرب بما يريدونه ويسعون إليه , على المستوى الوطني والقومي , وحالما إرتفعت النداءات العروبية تحقق قتل العرب بعروبتهم , حتى وجدتنا ننكرها ونحسبها نسيا منسيا , ومهزلة سلوكية لا نفع منها , فصرنا نطلق عليها تعريفات تحط من قيمتها ودورها , ونتخذ نهجا معاديا لها , ونستحضر المرير والعسير لتأمين نكرانها , وتجميدها في ثلاجات العدوان السافر عليها.
العروبة ثقافة راسخة في الوعي الجمعي على مدى الأجيال , ولا يمكن إنتزاعها من الأعماق , لأن الإنسان سيبدو تائها , ومنزويا في كينونات متصاغرة متناحرة ذات تداعيات خسرانية كبيرة.
وبعد المسيرة المتعثرة المستهدفة لرسالتها ومنطلقاتها , لا بد من الإستفاقة والتأكيد على أن الأمة لن تكون بخير إذا أهملت نبضها ونزفت نسغها!!
فهل من عودة إلى نبع وجودنا العزيز؟!!