احد اهم الاسئلة التي يطرحها الساسة على انفسهم لماذا الناس يكرهون اغلبنا ؟ وجسور الثقة لهم تقطعت مع الشارع العراقي , تاريخ مبني على أعداء من الداخل وشياطين من الخارج والحقائق تقول ان الانسان لا يمكن ان يعطي رأيه بأحد دون قراءة التاريخ , فقد تفنن حكام الشعوب في كيفية توزيع الرفاه والعمران والزهور داخل البلاد وسعى اعداء العراق في توزيع المقابر الجماعية واليوم توزيع المذابح الجماعية في كل ارجاء العراق , تاريخ التجربة في العراق بعد 2003 افرزت قوى لم تخرج بطبيعتها عن خارطة تقسمت على اساس طائفي وعرقي وقومي والعمل به لترسيخ المحاصصة والعودة لقواعد عززت الانقسام فيما بينها لتقسّم المجتمع والعمل الخدمي والتشريعي والتنفيذي والرقابي ,اتجاهات متضاربة دفعت بها اطراف سياسية مستفيدة من المحاصصة ومكاسبها وجانب شعبي يعيش التخبط نتيجة لكونه اصبح صدى للافعال السياسية الطامحة بالسلطة , عملية تراكمت اخطائها لتتراكم وتتسارع بالسير للوراء وصلت بأطراف لرفض التداول السلمي للسلطة , حكومة تشكلت باختراع المناصب وتعين لكل ثلاثة مقاعد منصب وزير لتصل الى 42 وزير شكلي لأرضاء الرغبات السياسية , وهذا ما جعل مجلس الوزراء مخالف لقواعد الأدارة في الاجتماعات المبنية على العلمية , وزراء بكم من المشاكل لا يمكن حصرها بهذا الوقت ولو افترضنا ان كل وزير تكلم 5 دقائق وتم مناقشته ايضاّ 5 دقائق نحتاج بالأقل 400 دقيقة ناهيك عن فترات المرطبات والمجاملات والعتب والصفقات .
اغتراب يعيشة السياسيون عن المواطن جعلهم لا يعرفون كيف يخططون لتتوالد وتتكاثر ازمة في صناعة القرار وابتعاد عن الواقع وقرارات تحمل خفايا نواياهم واستشارة مقربيهم لأنتاج سوء القرار , برلمان محكوم بيد قادة الكتل وقوانينه لا تصدر الاّ بالمحاصصة والتنازلات من حساب الشعب والتراضي والصفقات, لذلك كانت الافكار وردود الافعال متشتتة لما يحدث من خروقات امنية خطيرة وغالباّ ما يعزى السبب للتدخلات الخارجية والخطابات الطائفية وفتاوى التحريض , المواطن يسأل وقد اصبح واضحاّ ان القاعدة هي العدو الاول ولكن ماذا اعددنا من خطط وهي تختار الزمان والمكان , اين كبار الضباط في بلد تجاوز فيه الضباط اي بلد في العالم ومن يحمل رتبة فريق ولواء بالمئات مع الامتيازات والسيارات المصفحة والرواتب الضخمة ورفاهية ونعيم وأموال طائلة استنزفت الموازنة العراقية على حساب القطاعات المهمة تجعلهم لا يشعرون بمعناة المواطن, حوادث في معظم دول العالم اقل تأثير يستقيل الوزير والمسؤول ولم نسمع في العراق محاسبة ضابط صغير بل نجد عدم المبالاة والاستخفاف والاختفاء من ساحة الازمات , لم نشهد اطلاق صفارات الانذار وتنبيه المواطن واصدار التعليمات للتنبيه من الاخطار لوجود سيارة مفخخة مثلاّ تتجول في حي من الاحياء , المواطن اليوم يتفجر غضباّ , واصابع الاتهام تشير لدول بتمويه ربما لا يتجاوز سكانها اكثر من مليون مثل قطر وهذا مازاد كم التفجيرات , سؤال مهم عن دبلوماسية العراق ودورها في منظومة الدول العربية ورئاستها لها في هذه الدورة ولماذا لا ترفع الشكاوي لجامعة الدول العربية والامم المتحدة والتحالف الستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية , وما فائدة الدخول في هذه المنظومات العربية والاقليمة والدولية ان لم تدفع عن الشعب العراقي القتل والتحريض على سفك الدماء وما دخول الشعوب في المعاهدات الدولية والأحلاف الاّ لغرض المحافظة على مصالح شعبها , سياسة لم تحمل في طياتها المسؤولية لتحمل هم شعب والافصاح للعالم بما يمر به المواطن البسيط من محنة تهديد الارهاب وموت جماعي , ومشهد واحد لطفل مقطع الرجلين يثير الفزع وحجم الجريمة البشعة بحق شعب اعزل , يقابله الصمت الحكومي وساسة يسكت ضجيجهم في قنوات الفضاء ليكتفون ببيانات التنديد الجاهزة واتهام لأطراف داخلية وخارجية غير معلنة, وبذلك يكون صمت الساة بمثابة اعداء المواطن من الداخل والسكوت والرضوخ والخوف من شياطين الخارج ومن يتعاون معهم ..