لا اشك وبدون تردد ان أهل التشابيه والطبر والإيذاء و الإدماء هم اعداء الحسين وقضيته ، ولايقلون عداء له عن الفرس الذين استخدموا قضيته نفاقا لتفرقة المسلمين والضحك على العرب المغيبين ،
فإن كان الحسين ثائرا فان أعداء الثائرين من يحرفون ثوراتهم ويستغلون دماءهم ، وان كان الحسين مصلحا فان عدو المصلحين هو من يفسد بعدهم ، و ان كان الحسين عاقلا حكيما فان عدو الحكماء هم الغوغاء السفهاء الذين يشوهون صورة الانسان ويؤذون جسده ويحطّون من قيمته التي رفعها الله.
و إن كان الحسين طالبا للعافية ان تحقق العدل بسلام فان اعداءه من لايقرون السلام ولايؤثرون العافية وان تحققت غاياتهم وكل مايطلبون ، و ان كان الحسين عربيا فان اعداءه من يعادون العرب ويكيدون لهم المكائد ويتحينون لتخريب دولهم ونهب ثرواتهم الفرص ،
و إن كان الحسين مسلما فان اعداءه من يبغضون المسلمين ويكفّرون الصحابة حَمَلة الدعوة وناشري الرسالة ويسبّون أعراضهم وينتقصون من تاريخهم وانجازاتهم ، وان كان الحسين منتفضا على الفاسدين فان عدوه من يؤي الفاسدين ويثقّف لإنتخابهم ولا يجرّمهم ولايطردهم ولا يحاكمهم ولا يخلّص الشعب والامة منهم وهو قادر على ذلك ، و لكنه يراقب ساكتا وربما فرحا شامتا ،
وأن كان الحسين أمينا وفيا فان عدوه الخائنين الذي يحاربون مع عدوهم ضد بلدهم ، ويهربون اموال بلادهم وثرواتها لأعدائه ، و ان كان الحسين واصحابه قتلوا دون عرضهم وصونا له و النأي بهم عن اعين الناظرين ، فان اعداءه هم الكاشفون لاعراضهم في الشوارع يرقصون كأنهم يندبون ويختلطون كأنهم يزورون ويخدمون ،ويكشفون سترهم كأنهم غاضبون.
و ان كان الحسين زاهدا لايملك من حطام الدنيا الا قوت يومه فان اعداءه المنتفعون الانتهازيون المكدسون للاموال ، و ان كان الحسين عالما فان اعداءه الجهلة المتفيقهون وان كان شجاعا فان اعداءه الجبناء المترددون ، وان كان الحسين محافظا على العهد ناصرا فان اعداءه الغادرون الخاذلون المتنكرون المنقلبون ، و إن كان الحسين محمديا سائرا على القرآن والسنة فان اعداءه المتسمّين باسم شيعته المخالفون لسنّة جدّه المدعون عليه ظلما و افتراء والرافضون لنهجه ونهج آل بيته واصحابه و هؤلاء هم المخربون المنحرفون