تعرض النظام الديمقراطي الناشئ في العراق الى حملات دعائية من مراكز قوى إعلامية قوية شنتها باسلوب إسقاط التجربة في أذهان الناس حملت لوائها فضائيات تبث من دول قريبة وأخرى بعيدة باسم المعارضة والنقد لمحدودي الذهن .. والمظلومية والتهميش للسراق والفاسدين .. وعندما لم تجد منفذ لأباطيلها لجئت بعض دول المنطقة التي تمول وتدعم هذه المراكز الى احتضان منظمات إرهابية وإسنادها ماديا وتجهيزا ورفدها بعناصر انتحارية مما شكل العنف عنوانا ومظهرا ليس له مثيل في الوحشية في تاريخ المنطقة .ولذلك كانت هذه المؤثرات بعضها أمام العين والبعض لا يرى ..قوى عاملة ومؤثرة وضخمة تدل على التدخل في أعمالنا شكلا ومضمونا بالإرهاب والفتوى التكفيرية .. تذهب بنا الى مجاهل كبيرة تفتح عيوننا وأخرى لا نحيط بها ..فالشعب يقتل ويفجر..والشعب يقتل ويهجر والشعب يعيش في خيم الموت البطيء.. وفتاوى مشايخ الفتنة والتحريض الطائفي تفتت..والكل تهاجر تحت خيمة الموت الى أماكن بعيدة تحت ظلال تجربة القسوة والمرارة قد تؤويها وتحميها من سواد العيش في أوطانها وتشاطرها الحرية في منفاها .
أن خسارة التجربة نكسة كبيرة رغم الظروف الحالكة التي تحيط بنا وبها ..عطاؤها كبير ولا يستطيع أحد الشعور بقيمتها إلا حين نفقدها ..لان المنجز تتقاذفه أيدي فارغة وغير نزيه .. في سعينا في التقدم في الاعتبارات الإنسانية تظهر العشائرية ..وفي خلق نظام برلماني تطفو الشللية والمحاصصة..وتمتع بحرية وطن وناس تجابه بصراع المليشيات واملائاتها الجرمية.. وفي وحدة البلاد نواجه بالقتال والمزاحمة..فترة اضطراب وواقع سيء افقدنا قدراتنا في التحكم في تلافي أخطاؤنا مما اضعف موقفنا أمام بصمات دول الجوار والخليج الواضحة في استعمال وسائل خبيثة ومنها القوة في تهديم الديمقراطية الفتية القائمة في بلادنا وزرع الألغام في طريقها من تحالف داعش والحاضنة وفئة الفساد المزروعة في الدولة .
الاسلام منح الناس حرية واسعة ومساحة كبيرة للفكر لرسم خارطة التآخي لحلم رسمه لبني البشر والتعايش في سفينة الوطن في ارض الله الواسعة بدلا من الغرق في فتاوى أصحاب التكفير المتحجر ..ومنحنا النور للفوز في ارض بلا دموع وألم ..ولكن خناجر الظلام تغدر أي رحمة وهي ترفع الرايات السود لحجب نور الشمس وببديل بهيم يعود بنا الى حافات الجاهلية بغياب حكمة العقل وباسم وهم الإسلام تمارس أحداث التطرف والجهالة وخنق الحضارة..أن أعداء هذه التجربة التي خرجت من عنق نظام باغ ومعتد على كل ما يمت للعدالة والإنسانية بصلة يطمحوا أن يرونا في أتون الرعب من فئة متسلطة وتحت رقابة سياسية من خلال التهديد باستمرار وهم الماضي في منع الشعوب وبخاصة العراق من بناء حكومة ومجتمع حديث يجد كل أطيافه مجسدة في نظام ديمقراطي كخيار وهوية.