23 ديسمبر، 2024 4:48 ص

أعتذر لقلبي ملىء قلبي

أعتذر لقلبي ملىء قلبي

تؤرقني كثيرا مقولة الكاتب المسرحي (جان كوكتو) :- (على الفنان عندما يشعر بدفىء وسادته أن يركلها بعيدا) ..
كلما أصادف إعوجاجا أتذكر هذه المقولة ، وأشعر بمسؤوليتي في المساهمة في تقويم هذا الاعوجاج لو كان ذلك بمقدوري ..
ربما لم أكن أدرك في بداية مشواري مقدار المسؤولية الجسيمة التي تقع على عاتق الكاتب أو الفنان للحد الذي تؤرق حياته وتحيلها الى قلق مزمن ..
كلما تقدم بي العمر يزداد شعوري بمقدار جسامة تلك المسؤوليات ، وأركل وسادتي بعيدا ، لاسيما لو تزامن ذلك مع استفحال جرح الوطن ، وفي داخلي شعور يقول :- لاخير في قلم لم يسل حبرا لجرح الوطن ..
كيف يغفوا لي جفن ؟.. وكيف لا أركل وسادتي ؟ وأنا أنتمي لوطن يعد الوحيد في العالم حكامه ينامون على مليارات الدولارات ، وشعبه يضع رأسه على وسادة من الحجر ، وينام جائعا وعاريا على الحصران !..

× × × ×
أعتذر لقلبي ملىء قلبي لأني ومنذ 68 عاما أضخ له كما هائلا من القهر والعذاب ..
عذابات من العيار الثقيل للحد الذي اتعبته وأنهكته ، ولو لا حبوب الكلسترول والاسبرين وغيرهما لما كان قد صمد لحد الآن ..
ياقلبي أردتك أن تأخذ أستراحة محارب ولو الى حين .لكن ألايام تشاء أن يذبح وطني كل يوم ألف مره .. ولما كان حبلي السري مرتبطا بالوطن لا أرى مفرا من أن أضخ له مزيدا من القهر ، وأنا المدرك تماما بأن القهر الذي حملته لقلبي يعد حملا ثقيلا ماعاد يتحمله ..
عذرا قلبي ، أقبل أذينيك وبطينيك ، وأشد على شرايينك ..

عنكاوا