23 ديسمبر، 2024 2:43 م

أعاجيب لافونتين ونزعات سبنسر الوردية

أعاجيب لافونتين ونزعات سبنسر الوردية

سمعتُ الصوتَ من التمثال فشككتُ أولَ الأمر
لكني حين التفتُ تجاهَهُ شاهدتُ حركةَ يدَهُ اليمنى

وضعتُ الحقيبةَ على الأرض ورمقتُ قبةَ السماء اللامتناهية وكأني أبحث عن من يصدقني الأمر،

ثم بدأت أوعز ذلك لإرهاصاتِ ليلة البارحة ونداءات غيث جمعة في ساعة تكاد تكون متأخرة أن يجد كرسيا على طاولتي وأن لا أرحل عنها.

نظرت حقيبتي كما هي على الأرض ونَظَرت إليَ وكما أنا فوق الأرض وكل شئ وكما أُريدَ أن يكون في موضعه. انتبهتُ إلى التحايا والقبلات والأكف التي تتصافح والأذرع التي تطوق الرقاب والباعة والأصوات وما حوت تلك البيئة في تلك الساعات، وكدت أهم برفع حقيبتي ولكن تكرر الصوت من التمثال وكسابقتها شككتُ اول الأمر وحين التفتُ نحوه شاهدت يده الشمال تشير لي أن أنظر ساعتي. نظرتُ ساعتي، نظرت ساعتي ولم أجد عقاربَها التي تدور، في تلك اللحظة لم أكن معنيا بالوقت لأن فاصلا زمنيا مريحا بيني وبين حركة القطار وحين رفعت رأسي للمرة الثالثة لم أجد أثرا لأي تمثال.

اتفقت مع نفسي من أن بعض الآثار التي تأتيني آثارٌ انطباعية وقد خلقت في نفسي عوارضَ عدةً ولم يكن بيني وبين ما أرى أي غاية يصطلح عليها ضمن إلا اعتياد أو بمفهوم الحاجات التي تأتي من أوقات أزلية

ولاشك أنني قرأت عن هيبولت تين وما له من الوسائل المتعارضة والرؤى الفجائية وبدأت أكثر يقينا من أني سأرفع حقيبتي وأتجه إلى مقعدي في عربة القطار وسأتركُ هناك كرسيا شاغرا لغيث وسأدعه يقص على جلاسه المجاورين مالديه مالديه من أعاجيب لافونتين، خصوصا أني بدأت بارتقاء الدُريجات الثلاث التي أودعتني إلى B22.كان الليلُ قد أسدل النافذةَ وهدأ المناخُ العقليُ وطُردَت الأفكارُ الفاسدةُ والكئيبةُ وأستعرضت نزعات سبنسر الوردية، وهوى لميعة عمارة وتفلسفت بحركة الزمن وحركة القطار بفلسفة جون ستيوارت مِل وكذلك بفلسفة الزوال لسامي مهدي، وأمسكت بالطيور من أرجلها وما أن هدا كل شيء شممت جذور الزنبق.والمرأة التي طهت الطعام والعصا الأفقية ذات الأصداف، وأشياء أخرى كنت أعدها من الأعاجيب حين أفرغت ماأحتوى الفراغ الذي لا يراه أحد، كانت الأبواقُ والرعدُ في مساحةٍ محدودةٍ، وكان القصدُ الإشكاليُ يظهرُ أماميَ بما ترسله الأشباحُ لي من مئاتِ التماثيل، شاهدتُ حركةَ أيديهن وهُنَ يشرن لي أن

أنظر ساعتي وأنا أشك بما أرى وأنظر وأعيد وكلما غادرت محطة وأتت أخرى وأنا مازلت أنظر بساعتي التي الى اليوم لم أجد عقاربها وأرقامها حين توقفتُ في زمن تمنيت أن لا ترى أرجلي الأرضَ بعدها أبدا.

*[email protected]