23 ديسمبر، 2024 10:41 ص

التراث الشعبي العراقي, يزخر بالقصص والحكايات التي تجمع بين الواقعية, والخرافة أحيانا, ومن هذه القصص”طوير الذهب”, الرجل الذي كان يسابق الريح ويسبق السيارات, وكان معروفاً في بادية السماوة, حيث كان في نفس اليوم يعبر حدود السعودية والكويت ويعود للعراق.يقال أن أحدى أمراء الكويت أطلق عليه هذه التسمية, لأنه يشبه الطائر بسرعة, وفيما يقال أن طوير الذهب ركبتاه لاتحتوي على صابونة الركبة, وقدماه مسطحة, وينتمي الى عشيرة التوبي, في السماوة.
هذه القصة قد تكون نوع من الخرافة, ولكننا اليوم نشاهد”طوير الذهب” الحقيقي العراقي, الذي يظهرفي كل مكان من جبهات القتال,ويسير بسرعة البرق, بحيث بدا لي يسابق سيارات الدفع الرباعي الحديثة, فقد كان طويرنا السابق الذي عاش في بدايات القرن الماضي, يسابق سيارات لاتتجاوز سرعتها 20كم بالساعة, اما طائرنا الذهبي العراقي الحديث, فأنه يسابق الضوء في سرعة,حتى بات حديث وسائل الأعلام المحلية والعالمية.
طائر الذهب المقدس, يوم تجده في بيجي وأخر في الرمادي, وتارة في الفلوجة, وأخرة في صلاح الدين,ويوم في صحراء سامراء, وبكل تأكيد أنه حشدنا المقدس,نعم أنه طائر الذهب العراقي الحقيقي, نشأ وترعرع وشرب من أهوار الجنوب, ولفحت وجه شمس بادية السماوة, وأكل من برحي البصرة, وتملح من أسماك ميسان, وزار أثار أور, وركب فوق الجنائن المعلقة في بابل, وتشرف بتقبيل أعتاب أبا الأحرار في كربلاء, وشابكت يداه شباك أمير المؤمنين, وزحف عند باب المراد في الكاظميين, وشارك في أعمار العسكريين.
أذن لانتعجب من أن قصة طائر الذهب حقيقية, وليست خرافه, فكل يوم نشاهد طيور الذهب, تزف بحواصل طيور خضر الى الجنان, تقاتل,تدافع, تحمي الأعراض, تنذر الروح قبل المال للدفاع عن الوطن.الأن صدقت قصة جدتي عندما قالت أن طوير الذهب يسير بسرعة السيارة, التي لم ترها, طائر الذهب من أبطال حشدنا الشعبي, حقق ماعجزت عنه, أمبراطوريات تملك جيوش عظمى, وصقور ونسور,وغيرها من مسمياتهم, لسبب بسيط أنهم أمنوا بوحدة العراق, وبمرجعيتهم التي صاغة تلك الطيور بأناملها ورسمت لوحة الأنتصارات بعقليتها الفذة.