من المفارقات الطريفة اني اسمع الخبر عن الحقراء اللي اطلقوا النار على البشر الآمنين في المانيا ، وقبلهم الجبناء اللي دهسوا الابرياء بالقاطره في نيس و اخبار الانقلاب الذي حدث في تركيا، من ابنتي ذات الثمان سنوات، وانا المختص المتابع للاخبار في العراق والعالم على مدار الساعة باستثناء نومي المتقطع المعتاد . كيف يحصل ذلك ؟ مشاجراتي اليومية مع (لارسا – 8 سنوات) و(علي- 6 سنوات) دائمة بسبب نزاعنا حول افضلية القناة التي نوجه التلفزيون اليها . هما يريدان قنوات الاطفال وانا اريد قنوات الاخبار ، اتركهما والعائلة معهما واذهب الى مكتبي حيث صومعة الكتابة والبحث ومتطلبات العمل اليومي ، في البداية توقعت ان اخبارا كهذه يتداولها الصغار في المدرسة، قالت لارسا : بابا الجيش بتركيا يريد يصير حكومة،كيف عرفت ذلك ؟ من الاخبار. اي اخبار ؟ اخبارنا على سي بي بي سي CBBC ، في هذه القناة اخبار العالم معدة من قبل BBC بطريقة ميسرة للاطفال، ولذلك يضيفون حرف C بالبداية اشارة الىChildren .
في كل مرة احاول فتح موضوع مع اولادي الصغار حول السياسة او المجتمع اجدهما يسبقاني لاكمال الموضوع ، اقول ، كل هذا من المدرسة ؟! يقولان لا؟.. انها السي بي بي سي ، منها نعرف كل شيء ومن الكتب نعرف اكثر، حدثاني ببساطة شديدة ومعلومات موجزة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ، مشاكله، ، مناوئيه، راي الشباب ، ماذا يؤثر على العملة ،على السفر .. حدثاني عن الحرب في العراق والعنف والارهاب وهلع الناس الامنين فيه ، حدثاني عن عن اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر الخبراء عليها (والحديث لهما يتناوبان) ، حدثاني عن تاريخ بريطانيا القديم وقساوة الملك هنري الثامن واعدامه لزوجته ، وقصة الملكة وحياة ابنائها واحفادها ، علي يحدثني بحماس عن نضال نيلسون مانديلا ويصف لي سجنه وينقل مقولته : اقوى سلاح في اي بلد هو التعليم ، حدثاني عن الاديان والسلام . والله العظيم حتى حدثاني عن شروط البنك الدولي لاقراض العراق! ، وعن رئيس السودان وعن الامم المتحدة ليش اسسوها ، شي مو طبيعي ، وليس امتيازا لاولادي ،ولا احد يشغل الحسد ! لا ابدا ، اغلب الاطفال يبدو على هذه الشاكلة من المتابعة ، نشرة اخبار للصغار ، يتعلمون كل شيء ، يتعلمون بحرية دون خوف ، في بلد مكونات شعبه من كل شعوب الارض بفلكلوراتها ودياناتها والوان مواطنيها ، يديرهم نظام صارم من الالتزام بالقانون،ونظام رؤوف رحيم من الرعاية والعناية، ونظام شاسع من التنمية والتجديد اليومي والاستعداد للمستقبل ، كل من على هذه الارض يشعر بالسعادة الا العراقي، ما ان يرى شيئا جميلا حتى يجر حسره على عمامه وخواله ، وكلما يشوف اخبار الصغار هنا، يتذكر صغار الاخبار هناك، الذين يديرون البلاد في اداء فريد من الفوضى والشراهة والعناد . اخر مانفكر به هناك هم الاطفال ، الذين يولدون كبارا ليسوا (جهالا ) يشاطرون اباءهم وامهاتهم لهاث الحياة ، تلك الكلمة التي ترفضها لارسا بشدة ، وتقول : الجاهل اللي مايفتهم سواء كبير او زغير، واحنه موجهال، احنه اطفال ، وتعترض بشدة حين تسمع (خل الجهال ينامون من وقت )، باجرعدهم دوام .