23 ديسمبر، 2024 9:34 ص

من المفارقات الطريفة اني اسمع  الخبر عن الحقراء اللي اطلقوا النار على  البشر الآمنين في المانيا  ، وقبلهم الجبناء اللي دهسوا الابرياء بالقاطره في نيس  و اخبار الانقلاب الذي حدث في تركيا، من ابنتي ذات الثمان سنوات، وانا المختص المتابع للاخبار في العراق والعالم على مدار الساعة باستثناء نومي المتقطع المعتاد . كيف يحصل ذلك ؟  مشاجراتي اليومية  مع (لارسا – 8 سنوات) و(علي- 6 سنوات)  دائمة بسبب نزاعنا حول افضلية القناة  التي نوجه التلفزيون اليها . هما يريدان قنوات الاطفال وانا اريد قنوات الاخبار ، اتركهما والعائلة معهما واذهب الى مكتبي حيث صومعة الكتابة والبحث ومتطلبات العمل اليومي ، في البداية توقعت ان اخبارا كهذه يتداولها الصغار في المدرسة،  قالت لارسا  : بابا  الجيش بتركيا يريد يصير حكومة،كيف عرفت ذلك ؟  من الاخبار. اي اخبار ؟ اخبارنا على سي بي بي سي  CBBC ، في هذه القناة اخبار العالم معدة  من قبل  BBC بطريقة ميسرة للاطفال، ولذلك يضيفون حرف C  بالبداية اشارة الىChildren  .
في كل مرة احاول فتح موضوع مع اولادي  الصغار حول السياسة او المجتمع اجدهما يسبقاني لاكمال الموضوع ، اقول ، كل هذا من المدرسة ؟! يقولان لا؟.. انها   السي بي بي سي  ، منها نعرف كل شيء  ومن الكتب نعرف اكثر، حدثاني ببساطة شديدة ومعلومات موجزة  عن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ، مشاكله،  ، مناوئيه، راي الشباب ، ماذا يؤثر على العملة ،على السفر  .. حدثاني عن الحرب في العراق والعنف والارهاب وهلع الناس الامنين فيه   ، حدثاني عن  عن اسلحة الدمار الشامل التي لم يعثر الخبراء عليها (والحديث لهما يتناوبان) ، حدثاني عن تاريخ بريطانيا القديم  وقساوة الملك هنري الثامن واعدامه لزوجته ، وقصة الملكة وحياة ابنائها واحفادها ، علي  يحدثني بحماس عن نضال نيلسون مانديلا ويصف لي سجنه وينقل مقولته : اقوى سلاح في اي بلد هو التعليم ، حدثاني عن الاديان والسلام   . والله العظيم حتى حدثاني عن شروط البنك الدولي لاقراض العراق! ، وعن رئيس السودان  وعن الامم المتحدة ليش اسسوها  ،  شي مو طبيعي ، وليس امتيازا لاولادي ،ولا احد يشغل الحسد ! لا ابدا ، اغلب الاطفال يبدو على هذه الشاكلة من المتابعة ، نشرة اخبار للصغار ، يتعلمون كل شيء ، يتعلمون بحرية دون خوف ، في بلد مكونات شعبه من  كل شعوب الارض بفلكلوراتها ودياناتها والوان مواطنيها ، يديرهم  نظام صارم من الالتزام بالقانون،ونظام رؤوف رحيم  من الرعاية والعناية، ونظام شاسع من التنمية والتجديد اليومي والاستعداد للمستقبل ، كل من على هذه الارض  يشعر بالسعادة الا العراقي، ما ان يرى شيئا  جميلا حتى يجر حسره على عمامه  وخواله ، وكلما يشوف اخبار الصغار هنا، يتذكر صغار الاخبار هناك، الذين يديرون البلاد في اداء فريد من الفوضى والشراهة والعناد .   اخر مانفكر به هناك هم الاطفال ، الذين يولدون كبارا ليسوا (جهالا ) يشاطرون اباءهم وامهاتهم لهاث الحياة  ، تلك  الكلمة التي ترفضها  لارسا بشدة ، وتقول : الجاهل اللي مايفتهم  سواء كبير او زغير، واحنه موجهال، احنه اطفال ، وتعترض بشدة  حين  تسمع (خل الجهال ينامون من وقت )، باجرعدهم دوام .