22 ديسمبر، 2024 9:51 م

أطفال اليرموك طيور على ابواب الجنان

أطفال اليرموك طيور على ابواب الجنان

يبدو إن التغيير والإصلاح لا يشمل المفسدين والفاسدين؛ وأيضا لا يشمل من يقف خلفه مارداً حزبي، أو طائفي منذ أن شرع أبواب العراق التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003، وبقينا كما كنا كل جزء على جبلا لا نعرف متى يجمعنا وطن، ويعيدنا كسيرتنا الأولى تحت عراق خالي من تجار الإنسان؛ وادركولاء السياسة التي لم تبقي فينا قطرة دم.
الفشل الإداري نشب في معظم المؤسسات، والوزارات والدوائر الحكومية العراقية كالنار بالهشيم؛ لا سيما وزارة الصحة التي تعد من أهم الوزارات كونها تلامس حياة المواطن، ويعد عملها إنساني بالدرجة الأولى كون العراق يمر بظرف إستثنائي، جرحى الحروب والأمراض التي إنتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة؛ نتيجة الإنفجارات وما ينتج عنها من مواد، وإشعاعات سامة.
مستشفى اليرموك وصالة الخدج تحديداً؛ لم تكن بعيدة عن الصراع السياسي الصحي، والفشل الإداري الذي أنتج عنه 12 طفلا، أستنشقوا رائحة وطن ممزوجة بالشهادة؛ ورءوا كواسر يفترسون أشلاء مقطعة من الفقراء والايتام والأرامل، وسمعوا عويل الثكالى وأنين اليتامى، ففضلوا أن يرحلوا بعد ساعتين أو ثلاثة عن هذه الدنيا التي لا مكان لهم فيها؛ وإذ بقوا فمكانهم الرصيف والساحات العامة ليبيعوا الحلوى، والكلينكس في تقاطعات المرور.
لاشك إن هؤلاء هم طيور الجنة وسيقفون على بابها، ويرون من حرمهم حنين الام ودفئ الاب؛ ويشتكون إلى بارئهم إن هؤلاء قد حرقونا بعد ساعتين في الدنيا، بسبب إرضاء كتلهم السياسية وأحزابهم الفانية التي جعلت الفاشلين في الصدارة؛ وسلطت أصحاب القلوب الغلف كالحجارة وأشد قسوة، لا يعرفون الرحمة ولا الإنسانية؛ حيث ملئت بطونهم الحرام وجيوبهم الدولار، وأغشت أبصارهم المصالح الشخصية والحزبية.
جريمة يندى لها جبين الشرفاء والأحرار في العالم الإنساني؛ وهزت جميع الضمائر الحيه، لكن لم يعرق لها جبين ساسة الصدفة واليا نصيب، ولم تهز ضمائرهم الخاوية؛ هذه الحادثة لم تكن الأولى في بلد الفرهود واللهث على المناصب، قد سبقتها حادثة الكرادة التي راح ضحيتها أكثر من 300 بين أب، وزوجه وبنت وأبن صغاراً كباراً، فسجلت هذه الحوادث ضد فاعل مجهول أو تماساً كهربائي
إن معظم الجرائم في العراق؛ وفي مقدمتها جريمة أطفال الخدج في مستشفى اليرموك، يجب أن لا تسجل ضد فاعل مجهول، وإنما فاعلها معلوم لدينا، أول فاعل لها هم مؤججي الطائفية والحزبية، والفاعل الثاني المحاصصة السياسية، والفاعل الثالث الفاشلين في الادارات وتسنمهم مواقع مهمه، والفاعل الرابع اختيار الاشخاص على أساس الولاء الحزبي وليس الكفاءة؛ والفاعل الخامس عدم المتابعة ولا وجود لمبدئ الثواب والعقاب.