لدينا ظواهر مجتمعية كثيرة منها ظاهرة التسول، وهي معروفة وأصبحت مألوفة، الآن اعتدنا رؤية مجاميع من المتسولين منهم من يطلب المال ومنهم من يجلس وينتظر أن تعطيه المال .
المال نعمة.. فيقول الله تعالى: المال والبنون زينة الحياة الدنيا، وغيابه يعني غياب النعمة وهذه النعمة لها بعد نفسي واجتماعي قبل أن يكون اقتصادي ، ولذلك حثنا الله أن نتصدق لما لذلك أثر في ادخال السرور في قلب المحتاج.
نعطي المال بين حين وآخر لسائل دون أن نعرف اذا كان محتاجاً أو تاجراً لأن التسول أصبح عادة وليس حاجة.
لكن حاجة بعض الشباب والأطفال جعلتهم ينخرطون للعمل على شكل مجاميع نراهم في الإزدحامات وعند الإستدارات يلَّمعون زجاج السيارات أو يبيعون مناديل وأقراص الأغنِّيات .. يتخلّوُن عن كبريائهم ليحتفظوا بكرامتهم، من المؤكد انهم تركوا دراستهم وأحلامهم وأصبحوا عاملين يشقوُن ويتعبون ليدبروا معيشة عوائلهم .
العوائل الفقيرة التي تعاني الفاقة تلجأ الى الأعمال الشاقة، لأن وطننا اليوم اصبح شاق رغم خصب الخيرات التي تذهب دون حسيب أو رقيب .
ذكرت الإحصائية أن 7.3% من الأطفال العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و17 عاما، ينخرطون في عمالة الأطفال، و16% من الأطفال العاملين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما يعملون في ظروف خطرة.
الخطورة تأخذ بالتمدد .. والعجيب نسأل لماذا تزداد الظواهر السلبية في المجتمع وكيف يتحول الأطفال الى مجرمين؟ حالات قتل و ابتزاز أو لجوء الأطفال للسرقة والتسول أو اتجاههم الى ” الكوفيات الشبابية ” ، كل هذا يدل عدم وجود الرقابة أوغياب الملاذ، وعدم توفر الأموال الكافية لشمولهم بشبكة الحماية الاجتماعية، أوفقدان الأبوين أو تفكك الأسرة بصورة عامة .