المجتمعات الغير قادرة على إطعام نفسها دولها تكون منقوصة السيادة ومرهونة بالذي يطعمها , فلا تتمكن من فرض إرادتها وتقرير مصيرها , فتخنع وتتبع وتدوم من الصاغرين.

الطعام قوة وحرية وعنصر سيادي مهم , وبه تتحرر الرؤوس من أصفاد البطون , فينتعش الإبداع وتتواكب المبتكرات , ويتنامى  العمران وحب الجمال وإستتباب الأمان.

المجتمعات الجائعة منكوبة تكثر فيها أنواع الموبقات والخطايا والآثام الجسام.

أنظمة الحكم في أية دولة إذا أهملت الزراعة والثروة الحيوانية , فأنها بلا سيادة وتنفذ أوامر الذين يوفرون لمجتمعاتها الطعام.

بعض الدول تستورد حتى الخضراوات ومنتوجات الألبان , ويتحدث أولياء أمورها عن القوة والتحدي وغيرها من الأوهام , وهم يطاردون سرابات رؤاهم ويخدرون الناس بالأضاليل , ويطعمونهم زقوم الويلات والتداعيات والحرمان من أبسط الحاجات.

الطعام أولا لكي تزدهر الأوطان , وينتعش المواطن الحيران , ويطلق ما فيه من الطاقات بثقة وإيمان , ويتحول من رقمٍ إلى إنسان , فلا تنبذوا اللون الأخضر فهو أصل القوة والإمكان.

الزراعة قوة , والطعام عتاد حضاري , والحروب المعاصرة تستهدف الثروات الزراعية والمائية والحيوانية والبشرية , وغيرها الكثير من الأهداف التي تتسبب بتركيع الدول , وتبيد المجتمعات المغفلة المغيبة في وديان الأضاليل ومطاردة خيوط دخان الغابرات , والتوهم بقدسية الأجداث وما فيها رميم.

بدى الإطعام ممنوعٌ علينا

عواقبهُ ألا وردت إلينا

كأنّا في مَرابعنا غفاةٌ

نقول كذا ولا عملا أتينا

وأجيالٌ تصادتْ أو تلاحتْ

وما غنمتْ بها صيدا سمينا

أحدث المقالات

أحدث المقالات