18 ديسمبر، 2024 5:06 م

أضيق حلقة إستٍ منك

أضيق حلقة إستٍ منك

لم يستطيعوا تطهير انفسهم من الفساد، فعمدوا إلى تشويه عنوان النزاهة والشرف!

كانت و مازالت، المرجعية الدينية العليا، عصية على محاولات الغرب وعملائهم، لإختراقها أو تشويه صورتها، لأنها السد المنيع، أمام خططهم لكسر شوكة الشيعة، لأنهم التهديد الأكبر لعروشهم، فهي صِمَام الأمان، و البوصلة عندما يضيع طريق الحق.

هذا الدور المشرِّف، جعل من المرجعية، مصدر الثقة الوحيد للشعب، حتى من بعض الطوائف الأخرى غير الشيعة، مما جعلها مصدر تهديد لمخططاتهم الدنيئة.

تعددت وتنوعت محاولات المستعمر، قديماً وحديثاً، لإختراق منظومة الحوزة الدينية في النجف، من زرع طلبة ينقلون الأخبار، وإبراز شخصيات يلتف حولها، عدد من ضعفاء النفوس، ليشنوا حرباً تسقيطية، وغير ذلك، لكن في كل مرة تخرج المرجعية من الأزمة، بتوفيق من الله، و تصرفها الحكيم في أحلك الضروف.

أهم العوامل المساعدة، على فشل هذه المخططات القذرة، هو خوف هذه الجماعات، و قلة ثقتها بشخوصها ومن يدعمهم، لأنهم على علم، أنهم أقل بكثير، من الوقوف بوجه منظومة علمية وأخلاقية، تمتلك من المميزات والدعم الشعبي، ما يجعلها حصن حصين ضد الاعتداءات، فما تلبث هذه الجماعات، إلا أن تتفكك وتتشرذم، و تتصارع فيما بينها، ناسية هدفها الأصلي، وغارقة في المكاسب، فكأنها تعين المرجعية على نفسها، فتختفي و تذهب ريحها.

الطعن بنزاهة المرجعية-و خصوصاً و أن الحقوق الشرعية للمؤمنين، توضع تحت تصرفها- كانت و إلى الآن، من أهم الطرق لمحاربتها، وللأسف هناك من يصدق هذه الإدعاءات، ويشكك بقنوات إنفاق هذه الأموال، و يتقول بوجود أرصدة، لفلان وفلان من المراجع، أو من لهم صلة بهم؛ وكذلك إدعاء الدعم الأجنبي لهم، و لجهله يدعي أرقام، لا تعادل ما يأتي من حقوق شرعية لأيام قليلة.

كل هذا التخبط، لأن أي منهم، لم يصل لمعرفة حقيقة ثقل المرجعية الدينية العليا، ومدى ثبات أساسها، ولو عرف لأدرك أن ما يفعله، أقل من أن يقلقها، فهو يتعامل معها من منظوره هو، ويفكر بما يغريه و يُسيل لعابه، لأنه تربى على أن يكون مرتزقاً، ولا يفهم منطق الإعتدال، والنظرة الأبوية المسؤولة، التي تنظر بها المرجعية للناس.

النكتة في الأمر، أن قوة المرجعية العليا، تكمن في بساطتها، فهي لا تمتلك مخططات ولا استراتيجيات دفاعية، بل تمتلك أمرين أهم من كل شيء، طاعة الله وطلب رضاه من جهة، والحب الكبير لها في قلوب المؤمنين من جهة أخرى؛ فمن يريد منافستها وإسقاطها، عليه أن يمتلك قوة، موازية تستطيع كسر قوتها، لكن هيهات، من ينصره الله فلا غالب له.

إذا أردت أن تحارب الشرفاء، حاربهم بمن هو أضيق حلقة منك.