مسألة (33): إذا حصلت الملكة لكن كانت ضعيفة مغلوبة للنفس من شهوة وغضب على نحو يكثر منه صدور المعاصي، وإن كان يحصل الندم بعدها هذه الملكة لا تكون عدالة، ولا تترتب عليها أحكامها.
—————————————————-
يتضح من خلال هذه المسألة أنه ليس كل ملكة تمثل العدالة المعتبرة، بل لابد أن تكون مانعة للنفس وغالبة للشهوة والغضب في أغلب الأوقات.
أما كونها مغلوبة للشهوة أو الغضب أم كلاهما فهي ليست عدالة. نعم، هي ملكة ضعيفة لا تمنع النفس عن ارتكاب المعاصي.
ولا ينفعها أو يقويّـها حصول الندم ما دامت الملكة ضعيفة مغلوبة.
وهنا ذكر السيد سببين من أهم أسباب صدور المعاصي وهما الغضب والشهوة، والملكة ينبغي أن تكون مانعة من تأثير الغضب والشهوة.
إن مثل هذه الملكة الضعيفة لا يمكن ولا يجوز ترتيب العدالة عليها فمن يجد في نفسه هذا الضعف لا يمكن أن يعتبر نفسه عادلاً((بَلْ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ))
إن هاتين المسألتين تتناول العدالة من ناحية الثبوت والواقع أما إحرازها من قبل الآخرين فيكون عن طريق مسألة (21).
أما نفس الشخص فهو لا يعتمد على شهادة غيره في عدالة نفسه.
بل أن العدالة أو عدالته يدركها بنفسه ووجدانه سواء تعرّف عليها الآخرون أم لا.
وللحديث بقية إذا بقيت الحياة….