18 ديسمبر، 2024 8:43 م

أضواء على كتاب اﻹجتهاد والتقليد(76)

أضواء على كتاب اﻹجتهاد والتقليد(76)

مسألة (20): يجب تعلم مسائل الشك والسهو التي هي في معرض ابتلائه الشخصي ، وأما غيرها مما هو محل ابتلاء نوعاً فلا يجب وخاصةً فيما إذا كان مظنون العدم أو نادراً.
————————————————–
مسائل الشك والسهو الواجب تعلمها هو ما يرتبط بالواجبات بطبيعة الحال كالعبادات الواجبة.
فقد يحصل أثنائها سهو أو شك، فعلى سبيل المثال الصلاة الواجبة كالظهر فقد يصدر من المصلي قول أو فعل سهواً وبدون قصد.
وحكم هذا السهو يختلف من جزء إلى جزء فمثلاً لو كان الجزء واجبا ركنياً كتكبيرة الإحرام وقد أزادها سهواً كأن كبرّ مرتين فهذه الزيادة للركن سهواً توجب بطلان الصلاة .
ولو أزاد سهواً في جزء واجب غير رُكني كالتشهد فإن الصلاة لا تبطل ولكن يجب عليه أن يسجدَ سجدتي السهو وهكذا بالنسبة للشك في أجزاء العبادة كالذي يشك بأنه قرأ السورة أم لا.
وتوجد في الرسالة العملية تفاصيل لأحكام الشك والسهو كثيرة لكل عبادة كالصلاة والصوم والحج …الخ
إن هذه المسألة تبين حكم السهو والشك. فإن تعلم أحكامهما واجب ولكن في حدود الابتلاء الشخصي وليس النوعي.
أما الابتلاء الشخصي، فالمراد منه: ما يكون دائماً محل ابتلاء الشخص نفسه فليزمه تعلم أحكام الشك والسهو فيما ابتلى به شخصياً, كأن يبتلي دائماً في أن يسلمَ في غير محله فهذا ابتلاء شخصي يجب عليه تعلم حكمه.
وفي حال عدم ابتلائه الشخصي في شك أو سهو فلا يجب عليه شيء.
أما الابتلاء النوعي: فالمراد منه النوع الإنساني يعني عامة الناس والمجتمع يُبتلون بهذا الأمر.
والمسألة لا توجب تعلم أحكام الشك والسهو فما هو مبتلى نوعاً إذا كان المكلف لم يبتلِ به شخصياً
(وخاصة إذا كان مظنون العدم أو نادراً )، يعني: أن المكلف يظن بعدم ابتلائه بهذا الابتلاء النوعي…
أو نادراً ما يحصل له ابتلاء فيه ففي هذه الحال لا يجب التعلم .
هذا على مستوى الحكم الإلزامي، وهذا لا يمنع من التفقه في الدين في تعلم مسائل الشك والسهو فيما هو محل الابتلاء النوعي بل هو راجح أكيداً ولعله يكون من المستحبات لأن التفقه في الدين مستحب بلا إشكال.
في هذه المسألة ومسألة (20) يتضح من خلال وجوب تعلم الأحكام إلا أن هذا الوجوب وجوب غيري يعني لوجوب العبادات.
والمهم هو التطبيق والعمل الذي يتوقف على التعلم.
ومن هنا تتبين أهمية التعلم بعد أن سمعنا بوجوبه أحياناً كما هو الحال في هاتين المسألتين.
بل الأمر أكثر من ذلك حيث يقول السيد محمد الصدر ((قدس)) في أحد فتاواه أن التعلم الواجب للأحكام إذا توقفت على بذل المال وجب ذلك.
يعني أن المعاملة صحيحة في استئجار مدرس لأجل تعلم مسائل الشك والسهو وتعلم أجزاء العبادات الواجبة وشرائطها ومع ذلك وللأسف الشديد نجد الإهمال والتقصير من قبل الكثير في تعلم الأحكام والشيء الطريف أن الدروس العلمية كلها مجانية ولكننا نجد القليل من طلاب العلم وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وللحديث بقية إذا بقيت الحياة….