18 ديسمبر، 2024 6:53 م

أضواء على كتاب الاجتهاد والتقليد(61)

أضواء على كتاب الاجتهاد والتقليد(61)

((مسألة 13)) إذا بقيَّ على تقليد الميت إهمالاً أو مسامحة من دون أن يقلد الحي في ذلك كان كمن عمل من غير تقليد وعليه الرجوع إلى الحي في ذلك.
——————————————————————-
وأعود إلى صلب الموضوع في هذه المسألة ذكر السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) الإهمال والتسامح بمعنى أن الذي بقى على تقليد الميت إهمالاًومسامحة كان كمن عمل من غير تقليد وبالتالي لابد أن يطبّق حكم ((مسألة 2 )) يعني بطلان العمل ولابد أيضاً أن يرجع إلى الحي الذي يجب عليه تقليده في مسألة البقاء على تقليد الميت وكذلك الأمر بالنسبة للتسامح، فالمتسامح هو الذي يعلم بوجوب الرجوع إلى الحي الجامع للشرائط ولكنه مثلاً رجع إلى الحي الفاقد للشرائط وهذه صورة من صور التسامح. لأنَّ الرجوع ينبغي أن يكون إلى أعلم الأحياء، وليس مجرد المجتهد الحي.
وللأسف الشديد نجد هذا التسامح يكاد يكون ظاهرة اجتماعية عند الكثير ولكن العواقب وخيمة تكون على التسامح.
إن الرجوع للحي يكون لأجل:
أولاً: تقليده في جواز البقاء على تقليد الميت وعدمه.
ثانياً: تصحيح الأعمال التي قام بها العامي من حين موت مجتهده لأنه لم يبقَ على تقليد الميت عن طريق تقليده للحي كما هو مفروض المسألة .
إن عبارة (( كان كمن عمل من غير تقليد ))، أي: أن حكمة حكم من لم يقلّد ولذلك استعمل السيد كاف التشبيه لأن هذا المهمل أو المتسامح هو مقلد ولكنه من حيث الحكُم لا يختلف عن الذي لم يقلّد فالتشبيه هنا من ناحية الحكم وليس من ناحية الموضوع وكأنّ الحكُم ينبطق على أكثر من موضوع وهو بطلان العمل إذا كان من غير تقليد أو إذا كان من المتسامح أو المهمل في البقاء على تقليد الميت من دون الرجوع إلى الحي وتقليده في ذلك .
وستأتي مسألة أخرى أيضاً يكون فيها الحكم بطلان العمل كالذي يقلّد غير الأعلم أو غير المجتهد وهكذا.
وللحديث بقية اذا بقيت الحياة…