23 ديسمبر، 2024 10:07 ص

أضواء على كتاب الاجتهاد والتقليد(31)

أضواء على كتاب الاجتهاد والتقليد(31)

(مسألة 6) يشترط فيمن تقلده ما يلي :
أولاً ـ الإسلام.
ثانياً ـ الإيمان .
ثالثاً ـ العدالة.
رابعاً ـ الذكورة .
خامساًـ طهارة المولد .
سادساً ـ التكليف بمعنى أن يكون بالغاً عاقلاً .
سابعاًـ الحياة للتقليد ابتداءاً .
ثامناًـ الاجتهاد .
تاسعاًـ الأعلمية على الاحوط وجوباً.
عاشراً ـ عدم السفه وأضرابه من العيوب الذهنية والنفسية.
ومع التساوي يتخير والأحوط أن يعمل بأحوط القولين.
——————————————————–

ثامناً: الاجتهاد.
—————
بمعنى أن يكون مرجع التقليد قد بلَغَ رتبة الاجتهاد، وقد تمَّ الحديث عن الاجتهاد في مسألة (5) فراجع.
تاسعاً: الأعلمية على الاحوط وجوباً.
———————————-
وقد تَطَرقتُ للأعلمية في شرح مسألة (5)، وإن كانت الأعلمية تحتاج إلى مجلّد كامل، ولكن أقتَصر على بعض الكلمات، ولِتكُن من خلال بيان بعض الأمور:

الأمر الأول:ـ أن شرطيّة الأعلمية هي من المسائل الخلافية، فَمِنَ الفقهاء مَنْ أفتى بعدم شرطيّة الأعلمية، وينتُج من هذه الفتوى جواز تقليد المجتهد غير الأعلم؛ إذا كان جامعاً للشرائط الأخرى. بمعنى أن فتوى الأعلم وفتوى غير الأعلم كلاهما تتصفان بالحجّية حتى في حال الاختلاف بالفتوى.
وهناك من الفقهاء مَنْ يشترط الأعلمية، وهو اتجاه مشهور المتأخرين، سواء كان الاشتراط بالفتوى الصريحة أو بالاحتياط الوجوبي.

الأمر الثاني:ـ أن الأعلمية ثبوتاً هي صفة مَنْ كان أقوى في مَلَكَة الاجتهاد وأدق في النظر والاستدلال.
أمّا الأعلمية إثباتاً فقد تكفلَت بها مسألة (22)، فلابد من تأجيل الحديث لحين الوصول إلى تلكَ المسألة إذا بقيت الحياة, والمهم لدى المكلّف العامّي هو مراعاة الأعلمية من ناحية إثباتية، أي إحراز الأعلمية في مرجع التقليد، عن طريق قيام حجّة شرعية تامة تُثبت ذلك..

الأمر الثالث:ـ وهذا يخص السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) الذي كان ولازال المصداق الأوضح للأعلمية في الفقه والأصول، هذهِ الأعلمية التي مكّنت السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) في السير لوحده وتفرده في مستعصَيات الفقه ومستحدَثاته، كفقه الفضاء وفقه الموضوعات الحديثة وفقه الطب…الخ التي شكّلت من ناحية إعجازاً فقهياً، ومن ناحية أخرى فقد ملئت فراغاً في الفقه الإسلامي بمختلف مذاهبه، ومن ناحية أخرى برهاناً واضحاً وحجّة عظمى على إثبات أعلمية السيد الشهيدمحمد الصدر (قدس سره) في الفقه، فضلاً عن أعلميته في الأصول التي هي محل تسليم وتسالم لدى الحوزة العلمية في النجف الأشرف..
وقد وفقني الله لكتابة أكثر من ثمانية بحوث في البرهنة على إثبات أعلمية السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره)! والشيء الطريف أن فقه السيد الشهيد محمد الصدر(قدس سره) ومن خلال رسائله العلمية العديدة، واستفتاءاته الكثيرة لازال هذا الفقه ملاذاً يلوذ إليه الكثير من أهل العلم؛ لأنه الفقه الوحيد الذي تصدى للكثير من المسائل الصعبة المستعصية كما لا يخفى لكل منصف يخشى الله!
والخلاصة أن السيد محمد الصدر (قدس سره) لا يجوّز تقليد المجتهد غير الأعلم في حال وجود الأعلم الجامع للشرائط. بمعنى أن فتوى الأعلم هي التي تتصف بالحجّية دون غيرها.

عاشراً:ـ عدم السفه وأضرابه من العيوب الذهنية والنفسية.
——————————————————-
السفه يُقابل الرشد.
وهناك عيوب ذهنية ونفسية لها تأثير على الفرد، فمثلاً شدّة النسيان تكون مانعاً للأعلمية، وهكذا…
وللحديث بقية اذا بقيت الحياة….