18 ديسمبر، 2024 6:55 م

كل شئ في هذا العالم المجنون قد تغير او بطريقه للتغيير نحو الاسوأ ؟ . فما بقي شئ على حاله , حتى الاحلام صارت مسيسة وتستخدم لآغراض النفاق والرياء للوصول الى غاية ما ؟. فلأجل الوصول الى الكرسي في دائرتك أو الاستمرار في منصبك للأبد , ولم تكن تملك المؤهلات المطلوبة , أو المال المطلوب , عليك بطريقة سهلة ورخيصة , وهي أن تلفق حلما رأيته في منامك يخص مسؤولك الهمام الذي تترجى منه الوصول الى الكرسي أو المنصب الذي تتطلع اليه, ولآجل ذلك عليك أن تعلق صورته وهو يكشر عن انيابه على جدار غرفة نومك وأمام سريرك , بدلا من صورة عرسك حتى وأن زعلت زوجتك ففي النهاية سوف تتفهم مقصدك طالما لم تضع صورة امرأة غيرها , وحتى يكون اخر شخص تراه قبل النوم لعلك تحلم به فعلا !! وان لم تحلم به فلا ضير أن تدعي كذبا أنك حلمت به وأن تؤلف من خيالك قصة رؤياك الصالحة له بمنامك وأن تنشرها على الملآ في مواقع التواصل لعله يقرأها , رغم أنهم لا يملكون الوقت للقراءة ,فهم مشغولون ليل نهار بخدمة الناس, وأن لم يرسل هو في طلبك لسماع قصة الحلم, فأذهب أنت لمقابلته .
وحينما تتوجه اليه فى الصباح , عليك أن تستيقظ مبكرا ولا تأكل شيئا , حتى يبدو عليك الشحوب وانت تقابله, فالرجل المؤمن الورع يجب أن يكون شاحب الوجه دلالة على التقشف في النعمة ,وأنت في طريقك اليه, اجعل صورته على شاشة جوالك واكتب عليها اسد الاسود, ثم اقرأ كل المعوذات والسبع المثاني وكل أذكار الصباح والمساء واحمل معك قريبا لجهة قلبك (حجابا ) فيه كل التمائم والحرز, والبس باصبعك خاتما كريما مجربا ,يكون محكوما من جني اختصاصه اشاعة المحبة بينك وبين اصحاب القرار والمسؤولين, ثم عند دخولك على مسؤولك وانت شاحب الوجه اخفض من نبرة صوتك وأبدأه السلام وعينك في الارض حتى يظن أنك من أهل الصلاح لا الاصلاح !! ,ومع كل كلمة يقولها تبدأ بالتهليل والتكبير والتحميد, ثم حينما يبتسم, ابتسم وحينما يبكى , ابك معه, رغم أنهم لا يبكون الا كذبا !!. ثم ابدأ بعد أن يأذن لك بالكلام بسرد رؤياك الصالحة التي رأيتها في منامك وتظاهر بالخشوع ولا ضير أن تضع قطرة من عصير البصل فى عينيك قبل دخولك عليه ,لاضفاء طابع الحزن والتأثر على قصتك , وقل له أنك كعادتك كل ليلة توضأت قبل النوم حتى تكون على طهارة, ثم اضطجعت على نصفك الايمن, بعد أن صليت كل انواع الصلاة بما فيها التراويح حتى وان لم تكن في رمضان, وبعدها جعلت رأسك مستقبلا القبلة وأعطيت ظهرك لزوجتك بعد أن تعوذت الشيطان الرجيم , وبدأت بالتسبيح حتى غاب وعيك وحينها رأيت في منامك الأخضر الوردي أن رجلا طويلا مهابا ابيض الوجه كحيل العين يشع النور من كل وجهه كأنه ملك كريم, يتوشح البياض ,يركب فرسا بيضاء محجلة ركلك من قدمك وسألك : أنت فلان أبن فلان ؟ اجبته أنت : نعم, أنا هو , قال لك: قم معي أريك الجنة , فركبت خلفه على فرسه البيضاء تطوفان فيها حتى صرتما الى قصر ابيض كبيرمشيد من الزمرد والياقوت , تطوف حوله الجواري والحور العين وتحيطه الانهار والبساتين من كل جانب , فيه ما لا عين رأت, ولا اذن سمعت , ولمى حاولت أن تدخل القصر منعك رفيقك الملاك, وحينها سألك هو: أتعلم من صاحب هذا القصر ؟ فتوقعت ان القصر لك !!, قال لك: لا , أنت لم تعمل شيئا تستحق عليه هذه المنزلة , ثم أردف الملاك: أنه لمسؤولك في العمل , قلت له : وماذا فعل المسؤول حتى يرتقي لهذه الدرجة العالية في الجنة مع الانبياء والشهداء ؟, قال : انه كان صادقا , نزيها , مخلصا , لا يتقبل الحرام , يرعى الايتام والمساكين وينام على الارض ويصرف كل امواله على الفقراء ,لا ينام الا وقد سعى في حاجة المواطنين وخدمتهم واثرهم على نفسه , رغم أنك تعلم أنه سرق نصف البلد حتى البطاقة التموينية لمملكة الصومال لم تسلم منه , ولا سلمت منه مخصصات النازحين في امارة كندا ولا أرامل دولة النرويج الفقيرة !!.
ثم وانت تنهي سرد حلمك على مسؤولك ,انهض وقبل رأسه وأمسح بيديك على كتفيه تبركا وانصرف من عنده مهلهلا مكبرا وبذا تكن قد اختصرت الطريق للوصول الى مرادك وهدفك.
وأنا أكتب هذه المقالة غالبني النعاس ودون احساس مني نمت , وحينها حلمت بكابوس مفزع واذا برجل بأقبح الاوصاف, ضخم الجسم, مترامي الاطراف ,كثيف الشعر وذو لحية سوداء طويلة , يلبس الاسود ويمتطي فرسا سوداء ضخمة قبيحة مثله , فزعت من هيأته, ثم صاح بي بقوة : أأنت فلان الفلاني ؟ ,حينها انعقد لساني وأحتبس صوتي , وبالكاد أجبته : نعم , فما كان منه الا أن شدني من شعري بعنف و قال: قم معي أريك منزلك من النار؟؟ قلت له : وماذا فعلت ؟ ثم تمالكت نفسي وصحت به : أنا لست برلمانيا ولا يوما كنت عضوا في مجلس محافظة ولا حتى عضوا في بلدية او قرية صغيرة , ولا يوما كنت وزيرا او مديرا لدائرة , ولا كنت مسؤولا لأحد المصارف وقبضت العمولات , ولا يوما عملت مخبرا سريا او مرشدا دينيا ولا حتى مرشدا سياحيا, ولا وضعت يدى بيد المحتل وقلدته سيف الخلافة , ولا بعت ارضي وسلمتها لداعش, ولا عقدت صفقات لشراء اسلحة فاسدة , ولا تامرت لاخراج المجرمين من السجون , ولم يكن بيدي ( كاك ) النفط وشفطت المليارات لحسابي , ولم يكن لدي حزب أقمع به الناس, ولم أكن يوما رئيس عصابة ؟, أنا رجل فقير من عامة الناس طريقى محدد ومعروف من الجامعة الى الجامع ومن الجامع الى الجامعة , فما كان منه الا أن أفلت شعري وأسقطني على الارض واعتذر وقال: يكفي عقوبة لك انك تعيش في هذا البلد , وهذا اقسى عليك من منزلة جهنم !!. ثم استيقظت فزعا مرعوبا من هذا الكابوس وبصقت ثلاث مرات الى جهة اليسار وحمدت الله أنه كان مجرد حلما.
كنا في الماضي نحلم احلاما بسيطة بان ننجح في عملنا وان نخدم بلدنا, وان نتزوج امرأة واحدة لا تشبه ( السعلوة ) تلك التي كانت تخوفنا بها أمهاتنا حتى يجبروننا على النوم , وان نحلم بالأمان والعيش في وطن سعيد( على أن لا يكون اليمن التعيس), كل شئ فيه مقدس وأولهم الانسان وهذا قمة ما يمكن أن نحلم به.
ملاحظة: عذرا لآحدهم ممن سرد لي حلمه مع السيد المسؤول , ذلك الحلم الذي أوصله الى مراده وجعله يجلس على الكرسي!!, ان لم تستح فكن قردا على الاشجار واحلم بمسؤولك كلما احتاج الامر !!.