23 ديسمبر، 2024 12:39 م

أضغاثكم الى فناء!!

أضغاثكم الى فناء!!

لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي، هذه المفردات خير وصف لما يجري في العراق،  قتل مبرمج وفشل سياسي بامتياز، واتهامات مفتوحة أمامها كل أبواب التخندقات مدفوعة الثمن من حساب مصرف دم العراقيين الأبرياء الشرفاء.
 الله لا يرحم كل من يريد تدمير العراق وذبح أهله بخناجر غدر على مقصلة الطائفية وكل أشكال الانتماءات غير العراقية، والله يتغمد بكل عناوين رحمته الشهداء ويعجل بشفاء الجرحى، الذين لا حول لهم ولا قوة ولم يرتكبوا جرما الا لأنهم باتوا ضحايا الفشل السياسي والنخوة غير العراقية، سياسيون لا يرف لهم طرف خجل من كل أخفاقاتهم التي لا نعرف مديات ظلمها، لعنة الله مضروبة بكل الأرقام الحسابية على كل شخص يتفنن في ذبح طفولة أبنائنا، ويسرق الفرح من عيون الأمهات و الأباء، شلت أيديكم وخاب ظكم، أيها الحمقى و مصاصي الدماء، فالانتقام من عملية سياسية ليس بحصاد أرواح الأبرياء، جريمة يشترك فيها كافة أركان عملية سياسية حدباء، يتباهون بمناصبهم ولا يخجلون من استمرار نزف الدماء واتساع مواكب الحزن وقوافل الشهداء، كفاكم مزايدات سياسية وكفاكم ظلما للعراق وأهله، ألم تشبعوا من كل شيء غير الوفاء للعراق!! أرض العراق أصبحت كلها كربلاء، ومع ذلك يتبسمرون بمناصب الفشل ، جريمة تخجل منها الأرض وترفضها السماء!! العراق لن تهزمه أجندات الغرباء، أمتحنته عاتيات الزمن وظل بيت الأنبياء، ليس من طريق للخلاص غير العودة الى عراقيتنا بعيداعن الدين السياسي، وبعيدا عن التخندق المذهبي، وفهلوة الغالب والمغلوب، التي فتحت علينا أبواب كل الأشرار، الذين يكرهون أخوتنا بالفطرة، ونحن كلنا ضحايا هؤلاء، منحهم السياسيون آذن الاقامة بافتعال الأزمات و تقمص النزوات، نحن شركاء وهم أعداء، فلنحاربهم بالانتصار الى عراقية وطن أعزه الله بهامات الأنبياء و الأولياء، ليس من خيار غير العودة الى عراقيتنا وسحب البساط من تحت أقدام المزايدين من سياسيين ورجال دين وفقهاء لم ينجحوا لحد اليوم في حقن الدماء!
الذي لا يوفر الأمن و يصون حرمة وكرامة الرجال و النساء ملعون له البقاء ، أطفال العراق لم يكونوا يوما مضاربة في سوق البخلاء، و دم الأبرياء في أحياء العراق جريمة عصر حان وقت الأقتصاص من مرتكبيها بغض النظر عن المناصب و ” قرقوزية ” الولاء ، عراقيون نحن و أنتم غرباء!! وجوهكم صفراء و رحيلكم يزيح الكثير من العناء!! الذي لا ينتفض لأخوة شعبه هو أصل البلاء!! فهل في باقي عقولكم ذرة من حكمة العقلاء!!
ستبقى عصيا يا وطن المحبة والعشق و الوفاء، والرحمة لأبنائك الشهداء الأحياء منهم و الأموات فجميعهم يفتقد رحم الوصل والشفقة وعطر المحبة، بعد أن أثقلت كاهلهم أضغاف مسؤولين يعتبرون الفشل نجاحا لأن التجربة ” الديمقراطية جدا”ما زالت حديثة العهد، ما يعني ليس مهما، من وجهة نظرهم، خسارة ملايين اضافية لانجاح تجبة ولدت أصلا مشوهة، وليس من المنطق بمكان تحويل حياة العراقيين الى مشروع استشهاد دائم بلا سبب سوى نزوات سياسيين يغردون خارج سرب الحقيقة، ليطفوا وهم الأنتصارعلى جثث الأبرياء الذين لم يهاجروا ولا هم أنصار دعوات المزايدين في الليل والنهار!!
لم نكن يوما طائفيون ونكره التقرب من هذا الوتر، فكيف تسلل الوهن الى نفوسنا يا أل بيت سيد  الأنبياء وخير البشر؟ سؤال لا  ينتظر جوابا يشفي غليله الا بعودة المزاج الوطني لكل العراقيين!! وهل سيتفقه السياسيون في العراق يوما بحكمة الشاعر الحطيئة ، أم يفضلون العيش في وحشة ظلام الفتن والمؤامرات والمحاصصات، أيها العراقيون لا تنتظرون الكرم من أيادي البخلاء!!؟ و الغريب في المقام أن أغلب السياسيين في العراق بخلاء!! وهو ما يفسر خوفهم من قادم الأيام  لذذلك خلف المناصب يتجمدون وساء ما يحكمون، طالما  تتقاذف الشعب كل المنون، بسبب أنانية أشخاص لا يستغفرون !! 
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]