23 ديسمبر، 2024 4:32 م

أضحى موحد ومبارك !!

أضحى موحد ومبارك !!

نتمنى أن يكون عيد الأضحى المبارك عام 2012 بداية مفرحة في حياة العراقييين، بحيث لن تبقى أحلامهم بالسعادة والاستقرار والحياة الكريمة مفردة مؤجلة في قواميس سياسييهم،  مثلما ندعو العزيز القدير ان يبارك لشعب العراق صبره الكبير على المحن من خلال اعادة روح الأخوة الحقيقية بين أبنائه، واعانتهم على تجاوز أخطاء الماضي، خاصة وأن الدوران حولها يخلخل التماسك الأجتماعي وليس العكس، كما هو متحقق ومع الأسف.
ولأنها المرة الاولى منذ نحو عقد من السنين التي يحتفل بها العراقيون بيوم واحد  لعيد الاضحى المبارك، فأنها مناسبة لتذكير الجميع بأن الأخوة العراقية أكبر من التناحرات العابرة والأجندات الطارئة، لأن هذا لشعب ولد من رحم واحد وسليم، حاولت جهات عديدة تمزيق حبله السري لكنها أخفقت، قبل أن تتمكن في غفلة من الزمن في الالتفاف عليه مرحليا، ما يجعل التبصر بحلول عقلانية من الضروريات الملحة،  سيما وأن شعب العراق غير قابل للتجزأة والفرقة جغرافيا وعشائريا ووجدانيا، فكل منطقة تعزز تكامل الأخرى، ويستهجن الجميع نداءات الفرقة، التي  أصبحت اسطوانة لا يسمعها الا المشغوفين بلحنها النشاز،  وهم قلة قليلة.
عيد أضحى موحد بحول الله يعزز من أواصر أخوتنا العراقية التي تعرضت لهجمة شرسة، أضرت ببعض اركانها ، لكنها لم تصبها في الصميم والحمد لله، لذلك يحتفل العراقيون بهذه المناسبة الكبيرة وفي قلوبهم رغبة جامحة لعودة الاستقرار الى النفوس وارتفاع رصيد الأخوة الوطنية، لأن العراقيين لم يعرفوا يوما أقوى من أخوتهم، لذلك يستغربون في نفوسهم كيف تسلل الوهن الى بعضها بشكل غريب، لكنه طاريء والحمد لله، بعد ان اراده الغير اسفينا راسخا.
لا يختلف أي عاقل على ان العزيز القدير خص شعب العراق بكل خيراته، لكن في المقابل ظلت ارادة الانسان حجر عثرة في طريق بناءه الصحيح، حيث الأخطاء السياسية والمزاج الشخصي وأولويات الأحزاب ، التي لم توازن بين أمور الدنيا وحدود الله في خلقه، كل هذه الأمور خلقت أجواءا من عدم الاستقرار ، ونحن هنا لا نقصد مرحلة بعينها، فمصائب العراقيين متواصلة منذ نصف قرن، وما يجري حاليا نتيجة طبيعية لتراكم الأخطاء، ما يستدعي العودة السريعة الى الجذور العراقية، التي لم تعرف التعكز على  التصورات الخارجية، مثلما تنأى بنفسها عن الانغلاقات الضيقة بكل أطرها ومناهجها، ما يجعل أيضا من اعادة قراءة التاريخ ضرورة ملحة، لكل شخص يريد لنفسه مكانا في ذاكرة هذا الشعب.
وبمناسبة عيد الأضحى المبارك نرفع أكف الدعاء الى العزيز القدير في أن يؤلف بين قلوب العراقيين، بعد أن ذهبت ببعضهم اضغات أحلام سياسيين شرقا وغربا ، مثلما بات ملحا على السياسيين أنفسهم مراجعة حساباتهم جيدا، فسكوت الشعب على الأخطاء وعناوين التخوين والفتن لا يعني استسلاما أو خوفا من المراهنين على المزيد من االخلافات مدفوعة الثمن، مثلما أن الصبر له حدود، فمن غير المعقول ان يتواصل بكاء السياسيين على حل خلافاتهم، دون الالتفات الى هموم الشعب ، علما أن هناك من السياسيين من لا يعرف اصلا ما يجري خارج ” صومعته الحزبية”، مثلما بات من مفارقات ” الزمن العاثر” أن يصبر الشعب ويتقاعس السياسي أو المسؤول عن خدمته، ما يستدعي صحوة وطنية تكون فيها مواعيد الوفاء للعراق وأهله محددة بوضوح ومن الخطط الحمراء التي لا يجوز الاقتراب منها، لأن تعليق الفشل على شماعة الغير ما عاد بضاعة مقبولة من قبل العراقيين.
العراقيون يتوحدون و يتوسدون أخوة غير مفتعلة، ولا تقبل القسمة الا على حب العراق وأهله بلا تمايز، لذلك يستحق هذا الشعب الأحتفال بالاعياد والمناسبات الوطنية بلا ظروف استثنائية، غالبا ما يوظفها السياسيون لتحقيق احلام صغيره قياسا بالفوز برضا العراقيين، الذي كان وسيبقى حجر الزاوية الأهم والأقوى في اي خيار عراقي حقيقي، فهل هناك من يدكر قبل فوات الأوان؟ سؤال ستجيب عنه الأيام القادمة القريبة، لأن العراقيين لن يستغلهم أحدا بعد اليوم، حيث عرفوا الحقيقة ونقيضها وما يناسبهم من توجهات ، لذلك نكرر الدعاء للعزيز القديرأن يجعل من عيد الأضحى المبارك والموحد بوابة خير والفة وسلام على العراق وأهله، مثلما بات ملحا صحوة بعض السياسيين من غفلتهم،المرشحة الى سبات أن واصلوا السير باتجاه واحد، لأن العراقيين حزموا أمرهم وتعاهدوا على أخوة لا تلين مرة أخرى، مهما ارتفعت سخونة أجواء السياسيين ، فبارك الله بالعراق واهله وكل من يسعى لتعميق اسس الأخوة والمحبة والسلام،  وكل عام والعراق وأهله بكل خير يا رب!! .
رئيس تحرير ” الفرات اليوم”
[email protected]