22 ديسمبر، 2024 11:40 م

أضاءة في ” تحديد عدد الصلوات في الأسلام

أضاءة في ” تحديد عدد الصلوات في الأسلام

عدد الصلوات في الأسلام هي خمس صلوات ، والصلاة كما هو معروف ، هي أحد أركان الاسلام الخمسة : ( شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، إقام الصلاة ، إيتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ) ، وسأبحث في هذا المقال من أين جاء هذا التحديد ، ومن ثم سأعرض قراءتي العقلانية له .
الموضوع : أن رحلة الأسراء والمعراج ، كانت هي المصدر الرئيسي في تحديد عدد صلوات المسلمين – تحديدا في رحلة المعراج مع الملاك جبريل لله ، وكان الدور الأبرز للنبي موسى ، وكما هو موضح في التالي .. وأن الإسراء ثابت بالقرآن ، والأحاديث الصحيحة المتكاثرة ، أما القرآن ففي قوله ( سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ / 1 سورة الإسراء ) . أما قصة المعراج فقد جاءت وفق مفهوم ونص سورة النجم ” وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) “. وفي قصة المعراج أنقل التالي وبأختصار / من مواقع أسلام ويب ، موضوع و www.masr3.com : ( وبعدها رجع جبريل برسول الله إلى موسى ، فقام سيدنا موسى بإرجاع الرسول إلى الله ، ليسأله التخفيف في عدد الصلوات فأصبحت أربعون صلاة ، بعد أن خفف الله عنه عشر صلوات وبعد أن رجع الرسول إلى موسى ، قام سيدنا موسى بإرجاعه إلى ربه مرة أخرى ، ليسأله التخفيف وبالفعل خفف الله عنه عشر صلوات أخرى ، فصارت ثلاثون صلاة فقام موسى بإرجاعه مرة أخرى ليسأل ربه التخفيف فخفف الله عنه عشر ، وصارت عشرون صلاة في اليوم والليلة . وظل الأمر على هذا النحو ، ورسول الله يرجع إلى ربه في كل مرة ، ويسأله التخفيف في عدد الصلوات حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة ، وفي تلك المرة أراد موسى أن يرجع الرسول إلى ربه ، حتى يسأله التخفيف ولكن الرسول استحى من ربه ) .. ثم نادى الله الرسول قائلا ( قد فرضْتُ عليكَ وعلى أمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً ، وَالْخَمْسُ بِخَمْسِينَ ، وَقَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي ) .. وقد روى قصة الأسراء والمعراح ، الكثير من الصحابة ، حيث ( وعدَّ الإمام القسطلاني في المواهب اللدنِّيَّة ستَّة وعشرين صحابيًّا وصحابيَّة رَوَوْا حديث الإسراء والمعراج ، لذا فهو حديث متواتر مع نصِّ القرآن عليه في سورتي الإسراء والنجم ) .
القراءة : أولا – في بنية ونص قصة المعراج / وأنا أخترت تحديدا ما يخص موضوع المقالة وهو ” تحديد عدد الصلوات ” ، أرى أنه هناك عدة أركان رئيسية في الرواية ، وهم : الله عز جلاله – المصدر ، الملاك جبريل – المرافق للرسول في رحلته ، النبي موسى – الوسيط والناصح للرسول ، ومن ثم رسول الأسلام .
ثانيا – نحن أمام عملية أشبه بصفقة ، حول عدد الصلوات ، وليس أمام تحديد ركن أساسي للعقيدة الأسلامية ، فهل من المنطق والعقلانية ، أن يتم التفاوض بهذه الطريقة والأسلوب مع الله ، في قضية تحديد عدد الصلوات ! ، كما أن الله هو القادر على كل شي وهو العليم ، والقائل ( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ / 40 سورة النحل ) ، فلم هذا الأخذ والرد ! .
ثالثا – وفق المفهوم الأسلامي ، أن كل شي في ” في لوح محفوظ / 22 سورة البروج ” ، فلم الله ما حدد من أول الأمر عدد الصلوات بخمس صلوات ، وذلك على أساس أن كل أمر مقدر ومثبت منذ الأزل ، ولم هذه الطريقة في التعامل بين الله وبين باقي أركان القضية ! . ولم يقول الله للرسول في آخر الأمر ( قد فرضْتُ عليكَ وعلى أمَّتِكَ خَمْسِينَ صَلَاةً ، وَالْخَمْسُ بِخَمْسِينَ ) ! ، أما من المنطق أن يقول الله للرسول من أول مقابلة ” فرضت عليك خمس صلوات تعادل خمسين ” ! .
رابعا – لا بد لنا كمهتمين أن نرفع القدسية عن هكذا سرديات أو مرويات أو قصص ، ويجب أن نصنفها في خانة ما كان يدور في عقلية الرسول من خيال و وهم ، وللعلم أن هكذا مرويات قد سردت على قبائل ، لأنها تتسق مع العقلية السطحية لمجتمع القبيلة ، وأيضا تتفق مع ضعف الوعي الفكري للمحيطين بالرسول ك ” آل البيت والصحابة والتابعين ولمعشر المسلمين عامة ” ، كما أن في تلك الحقبة كان كلام الرسول لا يمكن رفضه أو رده ، وفق ما جاء به النص القرآني “(2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم ” .. ولكن الأن قد مات الرسول ، وأنتهت حقبة ” الدعوة المحمدية ” ! ، وأصبح كل نص تحت وهج قلم النقد العلمي ! ، فليس من نص ألا وأن يخضع للتحليل والبحث والتمحيص الدقيق ، و” صفقة تحديد عدد صلوات المسلمين ” هو أحد هذه النصوص .