22 ديسمبر، 2024 5:55 م

أضاءة في المناطق المحظورة

أضاءة في المناطق المحظورة

* روي في التراث الأسلامي أن محمدا أرسل رسائلا الى عددا من الملوك – غير مؤرخة ! ، منهم : ” هرقل (عظيم الروم) وكسرى (عظيم فارس) والنجاشى (عظيم الحبشة) والمقوقس (عظيم مصر) و .. ” ، يدعوهم بها للأسلام ، ولكن هذه الرسائل قال عنها الكتاب والباحثين ، أن الموضوع غير حقيقي ! ، وقد قال بهذا الصدد الباحث والمفكر فراس السواح / في لقاء مع أبراهيم عيسى – برنامج مختلف عليه : ” أن رسائل محمد مزورة ! ، ولم تثبت تاريخيا ” ، وقد عمل السواح استاذا في جامعة بكين للدراسات الاجنبيه ، يدرّس مادة تاريخ الحضارة العربية ومادة تاريخ أديان الشرق الأوسط . أن المصادر الأسلامية تزخر بهذه الرسائل ، وتعتبرها من عظمة و قوة وشدة حقبة الرسول في نشر الأسلام ، ولكن هذه الرسائل وغيرها هي من وهم رجال الأسلام ، الذين صنعوا سيرة رسول الأسلام ! ، سيرة كتبت على يد أبن هشام المتوفى 218 هج ، المعتمد على روايات سيرة أبن أسحق المتوفى سنة 151 هج ، فكيف لسيرة الرسول أن تكون حقيقة وهو المتوفي سنة 11 هج ! ، والفاصل الزمني بينهما أكثر من قرنين من الزمن ! . أرى أن سيرة الرسول في مجملها ، هي نسج روائي قصصي لا غير ! صنع من قبل رجال العهود اللاحقة ، وما بني على وهم كان ناتجه وهم ، ومنها رسائله ! .
* يدعوا رجال الأسلام من خلال منصات التواصل الأجتماعي الى العودة الى نهج حقبة الرسول وعهود السلف الصالح ، غافلين أن مفهوم الماضوية عامة ، هي دعوة للتخلف ! وهي ليست خطوة للتحضر ، فكل خطوة لرجوع تأريخي ، هي نقيض للنظر المستقبلي ، فمثلا الدعوة الى عهد الرسول ماذا ممكن أن تستلهم منها ! ، سوى الغزوات والسبي وقتل الأسرى ، وفتاوى وقصص عائشة وزيجات محمد ذاته ، أما حقب السلف فمختلف عليها ! ، وأجمالا كانت حقبا كلها حرق وقتل للمرتدين ، وأحتلال للبلدان والأمصار .. نحن أذا رضينا بالماضوية جدلا ، فنحن لا نقبل بنسخها ! ، بل نقبلها دون فكرها وعقائدها ونهجها ، التي أصبحت خارج نطاق الزمان والمكان ، وما يمكن أن نقبله منها ، هو أستلهام بعضا من مفاصلها التي يمكن أن تتطور مع الواقع المجتمعي الحياتي الحالي ، وهذه المفاصل هي قلة قليلة ! .
* كان رسول الأسلام يجمع القيادة والزعامة مع السلطة الدينية ، وبعده أفتقد هذا الدور ، ألا الخليفة عمر بن الخطاب الذي مارس بعضا منه لشدته وجرأته ( فهو الذي ألغى نصوص سهم المؤلفة قلوبهم ، وفي عام الرمادة أوقف قطع يد السارق .. ) . أرى أنه بموت محمد أنتهت الدعوة وبدأ عهد الحكم والسلطة ، الحكم بكل مصائبه وظلمه ومجونه وفسق خلفائه ، فهذا مثلا ( الخليفة الأموي الوليد بن يزيد 706 – 744 م ، دخل يومًا فوجد ابنته جالسة مع جليستها فبرك عليها وأزال بكارتها فقالت له المرأة :‏ هذا دين المجوس فأنشد ‏:‏ مخلع البسيط من راقب الناس مات غمًا وفاز باللذة الجسور .. وهو الذي أيضا ” أخذ يومًا المصحف وفتحه فأول ما طلع له ” واستفتحوا وخاب كل جبارٍ عنيدٍ ” فقال‏ :‏ ” أتتوعدني؟ ” ثم علقه ولا زال يضربه بالنشاب حتى خرقه ومزقه . / نقل من موقع المعرفة ) . بموت محمد بدأت السياسة تتشكل من أجل تحديد من الذي يحكم ، فخلفاء الرسول ، خلفوه سلطويا وليس دينيا .. لا توجد سلطة دينية ، سوى بزمن محمد لأنه هو صاحب القرآن ، ومحمد قد مات .
* الخلفاء والحكام بعد رسول الأسلام أبتعدوا عن القضايا الدينية بشكل عام / ألا الخليفة العباسي المأمون 170 – 218 هج – ودوره في خلق القرآن ، وذلك لأن الخلفاء أنشغلوا بأمور الدنيا دون الآخرة ، كالسلطة والحكم ، وهنا برز دور الشيوخ والأئمة والفقهاء ، فهم الذين مارسوا الكهانة ، بل تحولت السلطة الدينية التي كان محمد يحمل رايتها ، تحولت أليهم ، وأصبحوا هم يوجهون الدين والعقيدة والعباد معا ، فنشأ التمذهب وتشكلت الطوائف ! . فهل يوجد من ضرورة لهذا الأمر ! وعلى أثر ذلك نشأ الأزهر ، وكان أول شيوخه محمد الخرشي عام 1090 هـ -1679 م / ويعتبر الأزهر من مؤسسات أهل السنة والجماعة ، وفي عام 448 هج – كان لهجرة الشيخ أبو جعفر الطوسي الى النجف من بغداد ، أول ملامح شيعية لتشكيل حوزة النجف .. والتساؤل هل خدمت المرجعيات تابعيها ، أم أنشغلت بالزكاة دون النظر الى مصلحة العباد !.
* ليس كل ما كتب في التراث الأسلامي صحيح ! ، والمروي ليس دقيقا دون قرائن وسند ، والحقيقة دائما نراها غائبة في الكثير من المرويات وحتى في أغلب ما كتب في التراث ! ، لأن التاريخ دوما يكتبه الحاكم أو المنتصر ! ، أن معظم المكتوب لم يعمل العقل بوقائعه وبأحداثه ، وأرى أن أعمال العقل ليس بما جرى ويجري وبما سيجري ، ولكن يجب أعمال العقل أيضا ، في النص القرآني وفي سيرة الرسول وفي سننه وأحاديثه ! ، آن الآوان أن نفكر بما نقرأ وبما نسمع ، وأن لا نقبل الأمر على وضعه ، أن الفعل العقلي في كل ما دون أمر يجب تفعيله ، فكم من الأخبار قد كتبت في العهود السحيقة كنا نقبلها ، دون وعي ، وهي من نسج الخيال ! ، وهي هلوسات رجال الدين … هذه مجرد دعوة للوعي والتفكير بما نقرأ !! .