في هذا البحث المختصر ، سأتكلم بمحورين ، حول أيمان وولاء وثقة وخدمة رسالة وتعاليم .. أتباع كل طرف لنبيهم ، وسيكون المحور الأول عن : أرتباط الصحابة بنبيهم محمد ، وهل كانوا أوفياءا له وأمتدادا لدعوته . أما المحور الثاني فعن : تضحية تلاميذ المسيح بأرواحهم ، في سبيل رسالة ربهم ومعلمهم . من ثم سأسرد ختاما ، قراءتي الشخصية للموضوع .
المحور الأول – علاقة وموقف الصحابة من محمد ، في أحداث ووقائع مختلفة ومتباينة ! :- سأذكر بعضا من المؤشرات التي تدل على عدم ولاء الصحابة لمحمد / بشكل مباشر أو غير مباشر ، وبشكل مختصر : * من موقع / ويكي شيعة التالي ، أنقل بأختصار ، كيف لم يلتزم الصحابة ، بخطبة الوداع / الغدير ، لمحمد ، التي تشير على تولية علي { مَعاشِرَ النّاسِ ، تَدَبَّرُوا القُرْآنَ وَافْهَمُوا آياتِهِ .. فَوَاللهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَواجِرَهُ وَلَنْ يُوضِحَ لَكُمْ تَفْسيرَهُ إلاَّ الَّذي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَمُصْعِدُهُ إلَيَّ وَشائِلٌ بِعَضُدِهِ وَرافِعُهُ بِيَدي وَمُعْلِمُكُمْ : أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ ، وَهُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي ، وَمُوالاتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَيَّ}. * قبل موت محمد – وهو يحتضر ، رفض الصحابة ، وعلى رأسهم عمر ، أن يكتب محمد وصية لهم { عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا حُضِرَ النَّبِيُّ قَالَ : وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ قَالَ ( هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ) قَالَ عُمَرُ : إِنَّ النَّبِيَّ غَلَبَهُ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ فَحَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ ، وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ ، وَاخْتَصَمُوا ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغَطَ وَالِاخْتِلَافَ قال النَّبِيِّ ” قُومُوا عَنِّي ” / نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب } . وأرى أن هذا دليل على أن الصحابة أستهانوا بأحتضار محمد ، وقلقوا من فحوى الوصية ! . * الصحابة هرولوا للصراع على الخلافة بعد محمد – وهو مسجى لم يدفن ( وبينما بعض كبار المهاجرين منشغلون بالأمر نفسه ، وتجهيز النبي الكريم لدفنه ، وصل خبر اجتماع الأنصار لأبي بكر وعمر ، فقاما من فورهما متجهين إلى مؤتمر الأنصار السياسي / سقيفة بني ساعدة سنة 11 هج . وفي الطريق وجدوا أمين الأمة ، أبي عبيدة بن الجراح ، فطلبوا منه مرافقتهما ، فاتجه العظماء الثلاثة إلى المؤتمر الأنصاري .. وبايعوا أبي بكر خليفة لهم / نقل من موقع إسلام أون لاين ) . * وبعد موت محمد ، بدأ صراع الصحابة على الخلافة ، وفتحت حقبة قتال الصحابة فيما بينهم ، سأذكر بعضا منها ، وبأختصار : { ( مقتل عثمان بن عفان في سنة 35 هـ ) ، ( معركة الجمل 36 هج ، هي المعركة الأولى التي خاضها الإمام علي في زمن خلافته ، بينه وبين أصحاب الجمل ، طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعائشة بنت أبي بكر ، وكان عدد القتلى ” حدثني : كهمس بن المنهال ، قال : لنا : سعيد ، عن قتادة ، قال : قتل يوم الجمل 20 الفا ” ) ، ( معركة صفين 37 هجرية ، هي تلك المعركة التي دارت بين جيش علي وجيش معاوية .. أما عدد القتلى ” قال ابن أبي شيبة في المصنف : حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن سيرين قال : بلغ عدد القتلى يوم صفين 70 ألفاً ) . ( التمثيل بالحسين بن علي في موقعة الطف 61 هج ، وهو حفيد محمد وأبن علي / مولاهم وفق خطبة محمد – الغدير ) }.
المحور الثاني – تلامذة المسيح وفدائهم في سبيل رسالته :- * قبل الكلام عن حقبة الفداء لحواري المسيح ، لا بد لنا أن نبدأ بسرد خيانة أحد التلاميذ للمسيح { يهوذا الاسخريوطي هو من تلاميذ المسيح الذين عاش معه ثلاث سنوات . كان يهوذا أمين الصندوق بين الاثني عشر .. كان يهوذا سارقاً من الصندوق . في عشاء المسيح الاخير مع تلاميذه ، أعلن المسيح ان يهوذا سوف يسلّمه الى رؤساء اليهود . وهذا ما حصل اذ خان يهوذا سيّده بثلاثين من الفضّة ! بعد هذا الخطأ الفادح ” نَدِمَ وَرَدَّ ٱلثَّلَاثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشُّيُوخِ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ .. ” نقل من الموقع التالي : ” https://cbbclebanon.com } . * وأيضا سأسرد نكران بطرس لسيده ثلاث مرات – قبل صياح الديك ، ومن موقع / سانت تكلا ، أنقل التالي { إنكار بطرس يشير إلى ثلاثة فصول في حادث نكران التلميذ بطرس لمعرفته بالمسيح ، وذلك أثناء محاكمات السيد المسيح . وقد ذُكِرَت القصة في الأناجيل الأربعة ، فربما سمع بطرس أن رئيس الكهنة سأل السيد المسيح عن تلاميذه فخشي أن يُقبض عليه أو يتعرض لضربات مثل سيده ، لذلك أنكر أنه من تلاميذه .. } ولكن سنرى لاحقا أيمان التلميذ بطرس من رسالة المسيح ! . * من موقع / أرثوذكس أون لاين ، أنقل ظهور المسيح للتلاميذ ، بعد جلده وصلبه وقبره وقيامته ، وكيف أرسلهم رسلا للعالم مبشرين برسالته { وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ إليهودِ ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ ، وَقَالَ لَهُمْ : « سَلاَمٌ لَكُمْ ! » 20 وَلَمَّا قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَجَنْبَهُ ، فَفَرِحَ التَّلاَمِيذُ إِذْ رَأَوْا الرَّبَّ .21 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضا ً: « سَلاَمٌ لَكُمْ ! كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا ». 22 وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ : ” اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ . 23 مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ ، وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ .” } . هنا بدأت الرسالة تنتشر ، بقوة وثبات وتضحيات التلاميذ ، الذين آمنوا بربهم ، رغم كل المصاعب ، وعلى رأسهم بطرس.
القراءة : 1 * رسل المسيح ، تركوا الحياة الدنيوية ، في سبيل رسالة ربهم ومعلمهم ، ولأجله أستشهدوا أما صلبا أو قطعت رؤسهم .. ومن موقع / الأخبار السارة ، أنقل ما آلت أليه نهاية بعض الرسل { الرسول الوحيد الذي يسجل الكتاب المقدس موته هو يعقوب . فقد أمر الملك هيرودس بـ “َ قَتَلَ يَعْقُوبَ بِالسَّيْفِ ” ، أي الإعدام بقطع الرأس – إستشهد متى الرسول في إثيوبيا ، وقد مات بالسيف – وواجه يوحنا الرسول الإستشهاد بالقائه في حوض عظيم من الزيت المغلي أثناء موجة إضطهاد في روما . ولكنه نجا من ذلك بطريقة معجزية .. ثم حُكِم عليه بالسجن في جزيرة بطمس ومات بعد عمر طويل ، وهو الرسول الوحيد الذي مات بسلام – أما يعقوب ، وكان قائداً للكنيسة في أورشليم ، فقد ألقي به من قمة الهيكل الجنوبية الشرقية ( إرتفاع مائة قدم ) عندما رفض أن ينكر إيمانه بالمسيح . وعندما تم إكتشاف أنه قد نجا من السقطة ، قام اعداؤه بضربه حتى الموت – كان برثمالوس ، مرسل إلى أسيا . ولقد بشَّر في ما يعرف اليوم بتركيا ، وإستشهد بسبب الوعظ في أرمينيا ، فقد تم جلده بالسوط حتى الموت – ولقد صلب أندراوس في اليونان .. وقال تلاميذه أنه بينما كان يساق للصليب قال : ” لقد اشتهيت وانتظرت تلك اللحظة .. اذ قد تقدس الصليب بتعليق جسد يسوع المسيح عليه ” – الرسول توما فقد طعن بسهم في الهند خلال رحلاته التبشيرية لتأسيس الكنيسة هناك – الرسول متياس ، الذي اختير بدلاً من يهوذا الخائن ، فقد رجم ثم قطعت رأسه – والرسول بولس عذب ثم قطعت رأسه على يد الإمبراطور نيرون في روما عام 67 ميلادياً. } . { أما بطرس / الذي أنكر المسيح ، فرفض حين صلبه أن يصلب كسيده ، لأنه لا يستحق ذلك ، بل ” قد تم صلبه مقلوباً في روما ” } . 2 * هناك هوة واسعة بين صحابة محمد الذين ، حين قبره ، تنازعوا على الخلافة والسلطة ، وبين تلاميذ المسيح ، الذين تركوا الحياة الدنيا ، و وضعوا أمامهم الحياة الأخروية ، عن طريق التضحية بحياتهم في سبيل رسالة معلمهم ! . 3 * صحابة محمد ، كانوا ساعين للحكم والسلطة ، لاهثين وراء : الغنائم والجواري والعبيد والغلمان والذهب .. أما رسل المسيح كانوا بلا تيجان ولا مال ولا سلطان ، سوى سلطان الأيمان برسالة المسيح . 4 * ولا بد لنا من القول والتأكيد ، أن صحابة محمد ورسل المسيح ، الأثنين معا نشرا الأسلام والمسيحية ، ولكن الفرق : أن الصحابة نشروا الدين بالغزو وحد السيف ، أما الرسل ، فأنهم نشروا الدين عن طريق كلمة المحبة ، وأنتهى الأمر بهم ، بالتضحية بحياتهم في سبيل رسالة المسيح .
خاتمة : من كل مما سبق يتضح لنا ، أن رسل المسيح .. رسل تضحية وخلاص للبشرية ، عن طريق التبشير برسالة المحبة والغفران والخلاص .. أما صحابة محمد ، فهم ليسوا أمتدادا لدعوته ، بل هم حكام وسلاطين ، حكموا تحت غطاء دعوة محمد ، دون أن يكونوا صادقين مع رسالته ، وكانوا غيروا آمنين لآل بيته ، بل نكلوا بهم . صحابة وأتباع محمد لم يثبتوا على رسالة و دعوة محمد – التي أنتهت بموته ، لأجله خلقوا الخلفاء والأمراء .. أسلاما يتلائم مع متطلبات حكمهم ! .