المقدمة : قبل البدأ في سرد موضوع المقال لا بد لنا أن نعرف التراث الأسلامي / بعيدا عن التعاريف السائدة ، فأني أرى أن التراث الأسلامي (( هو مصطلح شامل وواسع ، لأنه هوية الأسلام ، لذا فهو يشمل كل ما نتج عن الأسلام كعقيدة ، ومن المؤكد يقف في أول كل ذلك القرآن والسنة النبوية ، وهو ما تركه / خلفه ، محمد بن عبدالله لأتباعه ، وفق الآية ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا / سورة فاطر:32 ) ، على أعتبار أن محمدا هو رأس المصطفين . لذا فهو يشمل سيرة وحياة محمد وأحاديثه ، يضاف الى كل هذا ، النتاجات التي تمخضت عن أصحاب محمد ، وكل نتاج رجال الحديث والسير والفقه والفتاوى ، مع كل النتاج الفكري للمذاهب والفرق الأسلامية المختلفة.)) وموضوع مقالي مجرد أضاءة بهذا الشأن .
الموضوع : سأسرد بعضا من المفاصل التي روي بها الجنس / بشكل مباشر أو غير مباشر ، حتى وأن كان بالأيحاء ، مع أضاءة : أولا – من أهم مراجع ومصادر ، التراث الأسلامي ، هو القرآن ، وسوف أستعرض آية واحدة ، في هذا المحور ، كمثال لتوظيف الجنس ( وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا / 3 سورة النساء ) . ووفق تفسير الطبري ، القول في تأويل هذه الآية : ” قال أبو جعفر : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . فقال بعضهم : معنى ذلك : وإن خفتم ، يا معشر أولياء اليتامى ، أن لا تقسطوا في صداقهن فتعدلوا فيه ، وتبلغوا بصداقهنَّ صدقات أمثالهنّ ، فلا تنكحوهن ، ولكن انكحوا غيرَهن من الغرائب اللواتي أحلّهن الله لكم وطيبهن ، من واحدة إلى أربع ، وإن خفتم أن تجوروا = إذا نكحتم من الغرائب أكثر من واحدة = فلا تعدلوا ، فانكحوا منهن واحدة ، أو ما ملكت أيمانكم ” . أضاءة – أولا ، لم يكن هناك أتفاق في تفسير هذه الآية من قبل المفسرين ، وهذا الأمر معتاد عليه ! ، ولكن التساؤل : لم الله يدخل في تفاصيل عملية تعدد الزوجات ! ، ولم الله يوصي عباده ، في حالة ” أن لم تعدلوا ” ، أن تنكحوا ما ملكت أيمانكم ! ، وهل الذات الألهية بهذا التصور الجنسي ، حيث يشجع عباده على موضوعة ” ما ملكت أيمانكم ” ! ، والتساؤل الأخير ، لم الله يستخدم مفردة ” أنكحوا ” بدل مفردة ” زواج ” ! وهل من مهام الله تحديد أنواع وعمليات نكاح عباده ! .
ثانيا – أما الرواية الجنسية في سيرة رسول الأسلام ، فهي أمرا مطروحا بشكل يثير الأنتباه ! ، فيذكر التراث الأسلامي تفاصيل زيجاته المتعددة ، حيث أنه تزوج ( إحدى عشرة ، مات منهن في حياته اثنتان ، وتوفي هو عن تسع / نقل من موقع طريق الأسلام ) . وتذكر السير كيف كان يعاشر زوجاته ( عن أنس : أن النبي كان يطوف على نسائه بِغُسْلٍ واحد . حيث كان يجامعهنَّ في ليلة واحدة تطييباً لخاطرهنَّ – حديث صحيح ومتفق عليه / نقل من موقع الجمهرة ) . كذلك تذكر الأحاديث قوته الجنسية ، فقد أخرج البخاري في صحيحه عن أنس قال : كان النبي يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن أحدى عشر ، قال – الرواي عن أنس – قلت لأنس : أو كان يطيقه ؟ قال : ” كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين ” ، وفي رواية الإسماعيلي : قوة أربعين . وفي موقع / طريق الأسلام ، يذكر كيف وطأ الرسول عائشة ( كان النبي قد عَقَد على عائشة في سنة 10 هج / زواج الرسول بعائشة وسودة ، وهي بنت 6 سنوات ، وفي العام الأول من الهجرة ، تم البناء بعائشة ) – و وفق المصادر كانت بنت 9 سنوات . وتذكرعائشة تفاصيل مباشرتها وهي حائض من قبل محمد ( كانت إحدانا إذا كانت حائضا ، وأراد رسول الله أن يباشرها ، أمرها أن تأتزر بإزار في فور حيضتها ثم يباشرها ، وأيّكم كان يملك إربه كما كان رسول الله يملك إربه ؟ / نقل من موقع معهد أفاق التيسير ) . أضاءة – وبهذا الشأن ، أرى أن القضية الجنسية والتفاخر بها وتوظيفها للرجل بها نوع من التفاخر والتباهي في ذلك المجتمع القبلي . ولكن هل الأمر هذا ينطبق على رجل ، قد بعثه الله نبيا ، هاديا للعباد ، ونزلت آية بحقه ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ / 4 سورة القلم ) ، وتفسيرها وفق الطبري(” وإنك يا محمد لعلى أدب عظيم ، وذلك أدب القرآن الذي أدّبه الله به ، وهو الإسلام وشرائعه ” . أضافة لحديث ” أدبني ربي فأحْسن تأديبي ” وقد جاءت بعدة روايات ، ذَكَرَها العسكري في كتابه” الأمثال “والسَّرَقُسْطِيُّ في كتابه ”الدلائل“والسيوطي في كتابه ”الجامع الصغير“) . أرى أن الأمر يثير الأستغراب !.
ثالثا – الزواج ، هناك عدة صيغ للزواج في الأسلام ، أضافة للزواج المعتاد ، منها ( المسيار ، العرفي ، المصواب ، السياحي المصياف ، المسفار ، المطيار .. و / نقل من مدونة كبيري البحراني ) ، وأنقل نبذة عن زواج المتعة (( الزواج المؤقت أو الزواج المنقطع أو النكاح المنقطع هو زواج يتقوم بالعقد والمدّة والمهر المعيّنين. لا يتوارث الزوجان فيه ولا تجب النفقة للمرأة على الزوج . ويستدل عليه بقوله ﴿ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً / 24 النساء ﴾ )) . أضاءة – ليس من معتقد أو دين به هذا التنوع في أشكال وصيغ الزواج ، وهذا الأمر تمخض عن أشكالا أجتماعيا ، خاصة في موضوعة ” المتعة ” ، الذي أعتبر صيغة من صيغ الدعارة المشرعنة ، وجعل من المرآة كسلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة ! ويدلل على عملية تحقير وأذلال وترخيص للمرأة ، أدى هذا الأمر الى شرخ مهين في دورها المجتمعي ! .
رابعا – أما في موضوعة حور العين ، أنقل ما يلي و باختصار (( فقد جاء في الحديث أن الشهيد يزوج من الحور العين ، وفي رواية الترمذي: ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين . وقد روى الترمذي (1663) وابن ماجة (2799) وأحمد (16730) عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : .. وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ .. وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ )/ نقل من موقع الأسلام سؤال وجواب)) . أضاءة – أن ما جاء في الموروث الأسلامي بصدد حور العين ، أوجد كارثة أجتماعية للشباب المنضم للتشكيلات الأرهابية ، القاعدة وداعش و.. ، حيث الشباب المسطحين فكريا ، أخذوا يهذون بحور العين ! ، والأنكى من كل ذلك أن النص القرآني يشجع على ذلك ويصف حور العين ب ( وَحُورٌ عِينٌ . كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ / سورة الواقعة22، 23 ) ، ومن هلوسات الأحاديث ، النكاح في الجنة (( وخرجه البزار في مسنده [ من حديث أبي هريرة ، قال : قيل يا رسول الله أنفضي إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : أي و الذي نفسي بيده إن الرجل ليفضي في اليوم الواحد إلى مائة عذراء ] . و خرج [ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله : إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا]/ نقل من موقع الموسوعة الشاملة )) .
خاتمة : أشارة الى النصوص القرآنية وأحاديث محمد ” وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى / 3 سورة لنجم ” – أي أن محمد لا ينطق ألا من خلال وحي ، وكل نتاج التراث الأسلامي ، والتي تبين الأوصاف الجمالية الخيالية لحور العين ، أضافة للقابليات الجنسية لهن / يعيدون أبكارا ، التي وعد التراث بها الشهداء / الأنتحاريين – وفق المعتقد الأسلامي ، أرى أنه أشارة لكل ما سبق / وما ذكر هو غيض من فيض ، أنه من الملفت للأنتباه – في الرواية الجنسية للتراث الأسلامي ، أن الله يقوم بدور ” المروج والمغري ” مع رسول الأسلام للحث على العمليات الأنتحارية ، التي تقوم بها عناصر المنظمات الأرهابية / داعش والقاعدة والنصرة .. ، ومن ثم لقاء ما سينالوه في الجنة من مغريات ، فهل من المنطق للذات الألهية ، أن يكون له هذا الدور ! وهل من أسماء الله الحسنى المروج والمغري ، خلاصة : أن الرواية الجنسية في التراث الأسلامي تغري الشباب للأنضمام للمنظمات الأرهابية ، ومن ثم دفعهم للقيام بالعمليات الأنتحارية ، ووعدهم بالفوز بحور العين ! .