18 ديسمبر، 2024 7:21 م

أضاءة .. الأسلاميون في الغرب

أضاءة .. الأسلاميون في الغرب

1 . لا زال الغرب ينهج الحرية في ممارسة المعتقد ، ويكرس كل مبادئ الليبرالية والعلمانية والديمقراطية .. وتحطيم كل ماله علاقة بتحجيم الرأي الحر .. هكذا أسست هذه البلدان دساتيرها ، المشكلة ليس بتطبيق كل ما ذكرته من مبادئ على مواطنيها ، ولكن المشكلة الكبرى ، في كيفية تطبيقها على المهاجرين الجدد / خاصة المسلمين منهم ! ، الذين جاءوا من دول مجتمعاتها لا تؤمن بهكذا أفكار ، بل هي مجتمعات ، تكمم أي فاه يقول أو ينبس ولو بهمسة على النظام ! ، فكيف الحال وهم وجدوا حالهم ، في بلدان ينتقد الفرد بها النظام ورئيس الدولة وحتى رجال الدين علانية وهنا المصيبة الكبرى .
2 . شهد القرنين – الحالي والقرن المنصرم ، هجرة كبيرة للعالم الغربي ، فمثلا في ألمانيا ( يعيش نحو ثلاثة ملايين من ذوي الأصول التركية من أصل 15 مليون تركي مهاجر ، وهو ما يجعلهم يشكلون المجموعة الكبرى من بين المهاجرين خارج البلاد ./ نقل من موقع الجزيرة نت ) هذا عدا المهاجرين من أصل عربي ، وبالطبع معظمهم من المسلمين ، وتنفق تركيا الملايين في تشييد الجوامع والمساجد والمؤسسات الدينية الأسلامية لأجلهم ، أما المهاجرون من أصل عربي في فرنسا مثلا ( ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مركز أمريكي مختص أن تعداد المسلمين المقيمين في فرنسا سيزيد بمعدل 12.7% ليبلغ أكثر من 8.5 مليون شخص / نقل من موقع RT ) ، أما في بريطانيا ( فعدد المسلمين ؟ ، يزيد عن ثلاث ملايين ، وتبعا للإحصائيات البريطانية تصل نسبة تقريبية تصل 5.4٪ من إكمال عدد السكان في بريطانيا وقد وصل نسبة المسلمين عام 2011 إلى 4.8٪. / نقل من موقع مقال ) .. هذه فقط نماذج ، والأحصائيات غير محدثة ! .
3 . الكثير من المهاجرين المسلمين ، لم يكونوا متدينون في بلادهم ، ولكن في بلاد المهجر تديينوا ، وبعضهم أنظم الى ( جماعة الأخوان المسلمين ، الجماعات السلفية ، جماعة التبليغ و .. ) ، وأخرين تطوع للجهاد في العراق ، سوريا وليبيا .. وبعض الجماعات الأسلامية لديها طموح ، بتحويل البلدان التي هاجروا أليها الى أسلامية ، والمثال على ذلك ما يحصل في بريطانيا ، فن موقع / هوية بريس – متابعة ، أنقل التالي ( تحدثت صحيفة بريطانية عن الانتشار الواسع للإسلام داخل المملكة المتحدة ، حتى أضحت بعض المناطق خالية مما يخالف الدين الإسلامي ، وفقا للمفكرة ، وذكرت صحيفة “ ديلي ميل ” البريطانية أن المجتمعات المحلية قد امتلأت بملصقات وضعها الإسلاميون في بريطانيا وفيها : “ أنت تدخل منطقة تطبق فيها الشريعة الإسلامية ”. ) . أما الأنكى من ذلك أن بلجيكا من المتوقع أن تتحول الى دولة أسلامية ( يبدو أنَّ زعماء ‘ حزب الإسلام ‘ ينوون تحويل بلجيكا إلى دولة إسلامية يسمونها ” الديموقراطية الإسلامية ” وقد حدَّدوا التاريخ المستهدف لقيامها بالفعل : بعام 2030 . إنَّ برنامج الحزب بسيط إلى حد مربك : الاستعاضة عن جميع القوانين المدنية والجنائية بأحكام الشريعة الإسلامية – مجلة كوزور الفرنسية / مقال بقلم جوليو ميوني منشور بموقع معهد كاتيستون ) .
4 . الأشكالية .. أن الكثير من الدول الغربية ، تسهل دخول ذوو السوابق الأجرامية ، مثلا ( د . عمر عبد الرحمن / 1938 – 2017 ، عالم أزهري مصري ، وهو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية . كان معارضاً سياسياً لنظام الحكم في مصر، اُعتقل في الولايات المتحدة وقضي فيها عقوبة السجن المؤبد بتهمة التآمر، في قضية تفجيرات نيويورك سنة 1993، توفي بتاريخ 2017 في سجون الولايات المتحدة الأمريكية / نقل من الويكيبديا ) . وأرى أن الدول الغربية تستخدم الكثير من المعارضين كورقة ضغط على الحكومات ! .. وهناك الكثير من هذه الحالات . من جانب اخر ، أن بعض الدول تفضل المهاجرين من معتقد معين / الأسلام دون أخر ، بحجة عدم اخلاء المسيحيين من الشرق الأوسط ! .
خاتمة : هل الغرب بهذه السذاجة ! ، هل هم مغيبون ! ، هل هم غافلون ! .. ألم يدركوا أن ” تجمع نقاطا من الماء تملأ قدحا ، وأن عددا من هذه الأقداح تملأ دلوا ” .. وهكذا دواليك ، أن فتح الباب على مصراعيه للأسلاميين ، وتغلل الأسلاميون في مؤسسات الدول الغربية – وفق مبادئ الديمقراطية ، سيحول هذه الدول بعد عقود ، الى دول يتحكم بقراراتها الستراتيجية المجموعات الأسلامية المتزمتة ، تحت غطاء مؤسسات الحكم الغربية ! ، وعند ذلك لا ينفع من ندم ! . من جانب أخر ، ألم تتحول مصر المدنية مجتمعيا ، من دولة ” لا تعرف لا حجابا ولا نقابا للنساء في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ” ، الى دولة مسيسة دينيا ، والأن / بفعل السلفيين والأخوان والأزهر .. تغير وجه المجتمع حيث أن ” معظم نساء مصر بنقاب أو بحجاب ! ” . أعتقد أن الغرب لا زال لم يستوعب الدرس – مما يجري ومما سيحصل أن ترك ” الحبل على الغارب ” ! .