23 ديسمبر، 2024 7:05 ص

أضاءة أولية في كتابة التأريخ الأسلامي

أضاءة أولية في كتابة التأريخ الأسلامي

توطئة :
سأسرد فيما يلي بعضا من أهم الحقب التأريخية لحكم المسلمين – مع بعض الحوادث والوقائع ، وهذه الحقب كانت تحت مسمى ” الخلافة الأسلامية ” ، ومعظمها ليس من تأكيد ويقين على مجريات أحداثها ووقائعها ! .. وبعد السرد سأعرض أضاءة لقراءتي الخاصة للموضوع .
الموضوع : 1 . التأريخ الأسلامي ، من فترة ما قبل موت الرسول سنة 11 هجرية بأيام ، جرت الكثير من الأمور والأحداث ، منها : حين أمر الرسول حينها بأن يكتب وصيته ( روى البخاري بسنده عن عبيد الله بن عتبة .. قال : لما حُضِر الرسول وفي البيت رجال ، فقال : هلمُّوا أَكتب لكم كتابًا لا تضلُّوا بعده ، فقال بعضهم : إن الرسول قد غلبه الوجع ، وعندكم القرآن ، حسبنا كتاب الله ، فاختلف أهل البيت واختصموا ، فمنهم من يقول : قرِّبوا يكتب لكم كتابًا لا تضلُّوا بعده ، ومنهم من يقول غير ذلك ، فلما أكثروا اللَّغو والاختلاف قال الرسول قوموا. .. فكان يقول ابن عباس : إنَّ الرزية كلَّ الرزيةِ ما حال بين رسول وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب .. رواه البخاري أيضًا وفيه تسمية القائل بأنه هو عمر بن الخطاب ، وكذلك رواه مسلم / نقل بأختصار من موقع – سلف للبحوث والدراسات ) ، وأرى شخصيا أن سبب عدم السماح للرسول بكتابة وصيته ، هو أن الصحابة كانوا قد أدركوا بوهن الرسول ، وأن عصره قد أفل ! لذا لم يطيعوه بكتابة وصيته وهو نبي الأمة ! . هذا تفسيرعام وأولي للحدث .

2 . وبعد وفاة رسول الأسلام بأيام – وهو مسجى عند عائشة ، حدث أجتماع ” سقيفة بني ساعدة ” ، وما وقع بها من مطاحنات وسجالات ! ( أجتمعت الأنصارُ إلى سعد بن عُبَادة في سقيفة بني ساعدة ، فقالوا : مِنَّا أمير ٌ، ومنكم أميرٌ ، فذهب إليهم أبو بكر وعمرُ بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح ، فذهب عمر يتكلَّم ، فأسكتَه أبو بكرٍ ، وكان عمر يقول : والله ما أردْتُ بذلك إلا أنِّي قد هيَّأتُ كلامًا قد أعجبني ، خشيت ألاَّ يَبْلغه أبو بكرٍ ، ثم تكلم أبو بكرٍ ، فتكلم أبْلغَ الناس ، فقال في كلامه : نحن الأُمَراء ، وأنتم الوُزَراء ، فقال حُبَاب بن المنذر : لا والله ، لا نَفْعل ، منا أميرٌ ، ومنكم أميرٌ ، فقال أبو بكر: لا ، ولكنَّا الأمراء وأنتم الوزراء ؛ هم أوسَطُ العرب دارًا ، وأعرَبُهم أحسابًا ، فبايِعُوا عمر ، أو أبا عبيدة بن الجراح ، فقال عمر: بل نبايعك أنت ؛ فأنت سيِّدُنا وخيرنا ، وأحبُّنا إلى رسول الله – فأخذ عمر بيده فبايعَه ، وبايعه الناس ، فقال قائلٌ : قتلتم سعْدَ بن عُبَادة ، فقال عمر : قتلَه الله .. / نقل موقع الألوكة . ) ، وهناك روايات أخرى للسقيفة لا مجال لذكرها ! .

3 . بعد ” سقيفة بني ساعدة ” بدأت مرحلة ما يسمى ب” الخلافة الراشدة ” ! ، وهي مرحلة تؤشر لأنتهاء الدعوة المحمدية وبدأ حقبة السلطة والحكم تحت غطاء الدين ! ، وخلفاء هذه الحقبة هم : أبوبكر ، عمر ، عثمان وعلي ، و جرى بهذه الحقبة أحداث عديدة منها : حروب الردة ، ثم كان مقتل عمر سنة 26 للهجرة على يد ابو لؤلؤة المجوسي ، ومن ثم مقتل عثمان سنة 35 للهجرة على يد عبدالله بن أبي بكر الصديق وعبدالله بن سبأ / البعض يشكك بهذه الشخصية ومنهم دكتور طه حسين ! ، وجمع من الثائرين على خلافته ، وجرت معارك منها : معركة الجمل سنة 36 هجرية ومعركة صفين 37 هجرية ، وختمت بمقتل علي بن أبي طالب سنة 40 هجرية على يد عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم .
4 . عهد الدولة الأموية ، وأستمر من 41 هجرية لغاية 132 هجرية ، المؤسس هو معاوية بن أبي سفيان ، وهو أول من أتبع النظام الوراثي في الحكم ، حيث عين أبنه يزيد وليا للعهد ، فكانت هذا الحقبة بداية للأسر الحاكمة ، وخلال هذه الفترة بدأت مرحلة تصفية آل بيت رسول الأسلام ، من أجل الأستفراد بالحكم والسلطة بتخطيط من معاوية بن أبي سفيان وأولاده حيث : تم تسميم الحسن بن علي / ليس من تأريخ محدد على ذلك – يقال 49 أو 50 أو 51 للهجرة !! عن طريق زوجته / جعدة بنت الأشعث وبأغراء مالي من معاوية – وقدره 100 ألف درهم ، ثم واقعة الطف – التي نحر بها رأس الحسين سنة 61 للهجرة بيد شمر بن الجوشن ، وحدثت في ولاية يزيد واقعة الحرة 53 هجرية التي أستبيحت خلالها المدينة المنورة .

5 . سقطت الدولة الأموية على يد المدعين بأحقية آل البيت بِالخلافة ، وبعد فشلهم بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم الرسول ، وقد لاحق العباسيون الأمويين ولم ينج منهم إلا من لجأ إلى الأندلس ، وكان من ضمنهم عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ، وأستمر حكم سلالة بني العباس من 750 لغاية 1519 م ، وكان أول خلفائهم : أبو العباس السفاح 750 – 754 م ، وأتبعوا العباسيين أيضا النظام الوراثي في الحكم .
6 . الأمبراطورية العثمانية ، ومؤسسها عثمان الأول ، أستمر حكمهم من 1299 لغاية 1924 م ، وكان أخر خلفائهم عبد المجيد الثاني 1922 – 1924 م ، ومن أهم الأحداث التي وقعت في عهدهم هو سقوط الأمبراطورية البيزنطية وسقوط القسطنطينية عاصمتهم ، التي أتخذها السلطان محمد الثاني الملقب بمحمد الفاتح فيما بعد عاصمةً لملكه ، وسميت بذلك الوقت باسم إسلامبول والتي تعني تحت الإسلام .. ودعيت لاحقا ” أسطنبول ” ، ولسقوط القسطنطينية دور مهم في تغيير الوضع العالمي : حيث جاء في موقع / موضوع ، بهذا الصدد التالي ( انتشار الاسلام في أوروبا ، ظهور أهمية سلاح المدفعية ، هجرة العلماء من القسطنطينية إلى ايطاليا ثم بريطانيا ، واعتبر سقوط القسطنطينية نهاية العصور الوسطى و بداية العصر الحديث ) .

القراءة : * ما سردته هو مجرد عناوين لحقب تأريخية للخلافة الأسلامية ، وهو سرد مقصود ! ، وذلك لمعرفة الكم الهائل من التدقيق والفحص الواجب للحقب الزمنية التي يجب أن تخضع للمراجعة والتدقيق ! ، السرد أعلاه ليس فيه سبق تأريخي ، ولكن الأشكال أن أغلب المطلعين يثقون بما ورد بمجريات الحقب الزمنية أعلاه من أحداث دون أي تدقيق أو تمحيص في الخبر ! ، ولكن في التأريخ لا يوجد به مسلمات ، وفي نفس الوقت لا بد لنا ، أن نقدم ” العقل على النقل ” ، ويجب أن لا نقبل بالوقائع والأحداث التأريخية دون يقين من حدوثه ، ويقول ديكارت ” المبدأ الأول لا أقبل بأي شيء على نحو صحيح حتى أعلم أنه على هذا النحو من دون شك واحد . إذا أردت أن تكون باحثًا صادقًا عن الحقيقة ، فمن الضروري أن تشك” . * وسائل يسأل لما وضعت في أولا أعلاه ، وصية الرسول التي لم تكتب ! ، أني أرى في هذا الموضوع هناك أشكالية منطقية وعقلية في نقل هذا الحدث :

أولا – أن الرسول قبل مماته كان عند عائشة ، فهل من المعقول عند رفض الصحابة أن يكتب الرسول وصيته ، أن لا يلجأ الى عائشة في كتابة وصيته وهي / كما تحدث المصادر السنية ، قمة من الذكاء والفطنة والرجاحة ، حيث قيل عنها في موقع / صيد الفوائد ( قال الزُّهريُّ : لو جُمِع عِلمُ عائشة إلى عِلمِ جميعِ النساء ، لكان علمُ عائشةَ أفْضلَ ، أنَّ الله قد وهَبَها الذكاءَ والفِطنة ، وسُرعةَ الحافظة ، قال ابن كثير : لم يَكُن في الأُممِ مثلُ عائشةَ في حِفْظها وعِلْمها ، وفصاحتِها وعَقْلِها ، ويقول الذهبيُّ : أفْقَهُ نِساء الأمَّة على الإطلاق ، ولا أعْلمُ في أمَّة محمَّد ، بل ولا في النِّساء مطلقًا امرأةً أعلمَ منها ) .
*هذا الحدث موضع شك ! ، فلم يطلب الرسول أذنا من الصحابة لكتابة وصية ولديه عائشة ! .

ثانيا – لو فرضنا جدلا عدم وجود عائشة في هذا الحدث ! ، فأرى وجود أحتمال ، ولو كان 10% أن الوصية قد كتبت ! ، ولكن لم تكن في منفعة ومصلحة صحابة الرسول ، ومن المنطق أن الحاضرين وقت أحتضار الرسول ليس جمع غفير ، بل هم أقرب الصحابة للرسول / يتقدمهم أبوبكر وعمر ، لهذا عولج الأمر وحجبت الوصية ! ولو حدث وتأكد هذا الحدث ، فأنه من الممكن أن الوصية سيتغير الوضع المتعاقب أي المستقبلي كله ، ومن الممكن أيضا أن كل مراكز الحكم ستختلف ، أقصد مبدأ الخلافة والسلطة وطريقة الحكم .
* أن التأريخ يكتبه المنتصر والحاكم ، وليس من أستدلال مادي متفق عليه في مجريات أحدثه ووقائعه ، وذلك لأن الكلمة الفصل للخليفة وقواده ! ، فلو أخذنا كنموذج واقعة الطف 61 هجرية ، فالروايات السنية تخفف من وقعها ! ، فبخصوص مقتل الحسين تبين : ( لكن هناك أمراً لا بد من التفطن إليه ، فإنّ قتله / الحسين ، ليس بأعظم من قتل الأنبياء والمرسلين ، فقد قُدّم رأس نبي الله يحيى لبغيّ ، وقُتل زكريا ، وقًتل غيرهم من الأنبياء والمرسلين وهم بلا شك أفضل من الحسين وأفضل من جميع الصحابة / موقع فيصل نور ) ، وحول سبي آل بيت الرسول ، أيضا تقول عكس ذلك ( وَلَمَّا قَدِمَ أَهْلُهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، عَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ : أَكْرَمَهُمْ ، وَسَيَّرَهُمْ إلَى الْمَدِينَةِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ لَعَنَ ابْنَ زِيَادٍ عَلَى قَتْلِهِ ، وَقَالَ : كُنْت أَرْضَى مِنْ طَاعَةِ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِدُونِ قَتْلِ الْحُسَيْنِ !! لَكِنَّهُ مَعَ هَذَا لَمْ يَظْهَرْ مِنْهُ إنْكَارُ قَتْلِهِ ، وَالِانْتِصَارُ لَهُ ، وَالْأَخْذُ بِثَأْرِهِ : كَانَ هُوَ الْوَاجِبَ عَلَيْهِ ، فَصَارَ أَهْلُ الْحَقِّ يَلُومُونَهُ عَلَى تَرْكِهِ لِلْوَاجِبِ ، مُضَافًا إلَى أُمُورٍ أُخْرَى / موقع الاسلام سؤال وجواب ) ، وحول يزيد بن معاوية هناك روايات تبين فضائله ( وكان ذا جمال وحسن معاشرة . وحتى شيخ الإسلام ابن تيمية ، والمشهور عنه بأنه لم يكن من محبي يزيد بن معاوية ، قال عن يزيد : ” ولا كان كافرًا ولا زنديقًا ، وكان فيه شجاعة وكرم ، ولم يكن مظهرًا للفواحش كما يحكي عنه خصومه “. ويقول عنه الإمام الغزالي : ” بل إن يزيد بن معاوية مدحه عدد من أهل البيت أنفسهم ، منهم محمد بن علي بن أبي طالب المشهور بمحمد بن الحنفية وهو أخو الحسين من أبيه ، فقد قال محمد بن علي بن أبي طالب عن يزيد فيما أورده الإمام تاريخ الطبري : ” وقد حضرته وأقمت عنده فرأيتهُ مواظبًا على الصلاة ، مُتَحَرِياً الخير ، يسأل عن الفقه ، مُلازماً للسنة ” / نقل بأختصار من كتاب مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ للكاتب جهاد الترباني ) . بينما الروايات الشيعية تنهج عكس ذلك : فحول سبي آل البيت تبين التالي ( وقال البهائي في الكامل : أوقفوا أهل البيت على باب الشام ثلاثة أيام ، حتى يزينوا البلد فزينوها بكل حلي وزينة ، ثم استقبلهم أهل الشام من الرجال والنساء مع الدفوف ، وخرج أمراء الناس مع الطبول والصنوج والبوقات ، فلما ارتفع النهار أدخلوا الرؤوس إلى البلد ومن ورائها الحرم الأسارى من أهل البيت ، قال سهل بن سعد الساعدي : رأيت الرؤوس على الرماح ويقدمهم رأس العباس بن علي فنظرت كأنه يضحك ورأس الإمام كان وراء الرؤوس أمام المخدرات .. / نقل من موقع جامع المبرقع ) ، ويقال أن يزيد أنشد شعرا بحضور السبايا ( لقد وصلت العقيلة زينب مع السبايا بعد مسيرة طويلة مضنية الى ديوان يزيد بن معاوية عليه اللعنة ، وكان السبايا منهمكين متعبين .. وبعد استقرارهم اخذ يزيد يتغنى في ابيات شعرية يقول بها : ليت اشياخي ببدر شهدوا – جزع الخزرج من وقع الاسل . لأهلوا واستهلوا فرحا – ثم قالوا : يا يزيد لا تشل ./ نقل من موقع وكالة أنباء براثا ) ، أما يزيد ، فالروايات الشيعية تقول عنه التالي ( صفاته الخَلقيّة : كان ضخما ، كثير الشعر ، شديد الأدمة ، بوجهه أثر الجدري ، صفاته الأخرى : كان ناصبيا فضًا ، غليظًا ، جلفًا ، يتناول السكر، يفعل المنكر ، نشأ عند النصارى ، تجاهره بشرب الخمر ، إقامتة مجالس اللهو والفسق ورقصه مع الجواري ، ملاعبته للقرود .. / نقل من موقع ويكي شيعة ) .
الخاتمة : أولا – هذا مجرد غيض من فيض حول تقاطعات كتابة التأريخ الأسلامي ، فلو دققنا بكل ما ذكر في أعلاه من الحقب التأريخية المتعددة ! ، لما أستوعبت المكتبات ! ، أن الكل لا يكتب بمنهجه أو بدوافعه الفكرية بل يكتب وفق ما يؤتمر به من قبل الحاكم ، ولكن لا بد من المتلقي العقلاني ، أن يدقق فيما يقرأ ، ويجب أن تعلوا رجاحة العقل على النص الأصم ، وهذا خلاف ما يقوله أهل السلف ، فقد جاء بهذا الصدد في موقع / الشيخ محمد صالح المنجد ، التالي ( عباد الله ، هذا دين الإسلام الذي أنزله الله تعالى رحمة للأنام ، وأنزل فيه ما هو خير لنا ونهانا فيه عما هو شر لنا . عباد الله ، إن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، ومن أعظم البدع التي حصلت في تاريخ الإسلام تقديم العقل على النقل ، وادعاء أن العقل يخالف النقل في بعض الأحيان ، وأنه إذا حصل خلاف بين دليل وبين العقل يقدم العقل ) . خلاصة أن السلفيون مدفونون بالنص المكتوب وعقولهم مغيبة تماما ! .

ثانيا – أن الفقهاء والكتاب لم يستطيعوا أن يقولوا كلمة حق في الحدث أو الواقعة أو النهج ! ، ولو أخذنا مثال : طريقة أنتقال الحكم ، حيث أن معاوية بن أبي سفيان مؤسس الدولة الأموية ، غير طريقة الحكم من الشورى / بشكل أو باخر ، الى الحكم الوراثي ، حيث أوصى بأنتقال الخلافة الى أبنه يزيد ، وهذا الوضع يتقاطع مع النص القرآني ” وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38)/ سورة الشورى ” ، كما أنه بفعله يعزز السلطة والأنفراد بالحكم ! . فلم نرى أي فقيه أو قاض أو صحابي أن يتجرأ و يعارض الحاكم ، لأنه سيفصل من عمله وسيقطع رزقه ، وقد يقطع رأسه لمخالفته ولي الأمر . وحول أطاعة الفقهاء وشيوخ الدين للخليفة ، مثلا : قضية سب علي بن طالب ، وهو أبن عم الرسول وزوج أبنته ( وقال ابن الأثير عن معاوية ” فكان إذا قنت سب عليا وابن عباس والحسن والحسين والأشتر ” وقد ثبت بالأسانيد الصحيحة أن المغيرة بن شعبة أول ولاة معاوية طاعة له في سب علي / نقل من موقع شبكة الشيعة العالمية ) .
* أذن الكل يطيع الحاكم حتي في السباب والشتيمة ، ما دام الخليفة بذاته / أي معاوية بن أبي سفيان ، يسب ويشتم ! ، و وصل الأمر الى سب عليا من على المنابر الى عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز ، وليس من معارض أو مخالف لذلك ! . ثالثا – ما يثر أنتباهنا أنه هناك عدة قراءآت للتأريخ الأسلامي / أحداث ووقائع وغزوات .. ، منها : القراءة السلفية ، القراءة الشيعية ، القراءة الأستشراقية ، قراءة أخرى مستندة على الحكايات والمرويات والقصص ، ومن ثم قراءة وعاظ السلاطين / فقهاء البلاط ، ونحن ركزنا على أثنين منهما / السلفية والشيعية ، وأن كل حقبة كتبت وفق مرحلتها ، يؤثر بها الحاكم وبلاطه وحاشيته ، حيث أن مادة الموروث هو فكر الحاكم ورأيه في الحدث أو الواقعة – المكتوب بقلم ودواة الفقيه أو الكاتب أو القاضي ! ، فليس من رأي حر ولا نهج مستقل ولا حيادية في السرد ! ، ولهذا كان لكل حدث عدة قراءأت مختلفة متباينة ومتقاطعة ، معتمدة على الكاتب وزمن حكم الخليفة ! .