19 سبتمبر، 2024 7:02 م
Search
Close this search box.

أضاءة .. أنتقال الخلافة في سقيفة بني ساعدة وعزل علي بن أبي طالب

أضاءة .. أنتقال الخلافة في سقيفة بني ساعدة وعزل علي بن أبي طالب

الموضوع :                                                                                                                               1 . بنظرة ماضوية لحقبة ما بعد موت محمد في 11 هج والتي تغوص لأكثر من 14 قرنا ، يخبرنا التاريخ أن صراعا حادا جرى تحت سقيفة بني ساعدة ، بين الأنصار يتقدمهم سعد بن عبادة وبشير بن سعد والحباب بن المنذر ، ولحق بهم رهط من المهاجرين ، وعلى رأسهم أبي بكر وعمر بن الخطاب ، تاركين محمدا مسجى لم يدفن ! . النظرة الأولية لهذا الحدث التاريخي الأهم أسلاميا ، أنه جرى على غفلة من المهاجرين ، ومنآل بيت محمد ، وتحديدا علي بن أبي طالب ، الذي كان وعمومته يحضرون محمد للدفن وهم”علي والعباس والفضل وصالح مولى الرسول/ نقل من موقع أسلام ويب“.

2 . هذا الحدث لا يمكن للمصادر الأسلامية أن تحدثنا عن حقيقة ما جرى تحت السقيفة فعلا ، وذلك لأن هذا الحدث كان مفصلا تاريخيا لحقبة الحكم والسلطة ما بعد محمد . والمصادر السنية تبين أن مبايعة أبي بكر كان تشاوريا ، أما المصادر الشيعية فتنحى خلاف ذلك ، وأنقل مقطعا من مقال د . محمد يسري أبو هدور/ موقع منشور ، يلقي الضوء على ما جرى : { أن المصادر التاريخية حملت إلينا عددًا من الروايات المتضاربة والمتباينة بشكل كامل ، إذ يستحيل التوفيق بينها . فإذا ما تناولنا تلك الروايات وحاولنا جمعها ، وجدناها تنتظم في اتجاهين رئيسين متعارضين :                                                               ( الاتجاه الأول ) ويشتمل على مجموع الروايات التي ترى أن علي بن أبي طالب وافق على نتائج السقيفة ، وسارع إلى مبايعة أبي بكر . من أهم الروايات التي وردت في ذلك السياق ، ما أورده الطبري في تاريخه ، نقلًا عن سيف بن عمر التميمي ، من أن عليًّا قد خرج من بيته ما عليه من إزار ولا رداء حتى بايع ، ثم أرسل يستدعي إزاره ” ، تحظى تلك الرواية بشهرة كبيرة في الأوساط السنية ، رغم شذوذها وعدم وجود أي شواهد أو متابعات قوية لها ! .                             ( الاتجاه الثاني ) – ويشتمل على مجموع الروايات التي ترى أن علي اعترض على نتائج السقيفة ، وتأخر في بيعة أبي بكر لاعتقاده أنه الأحق بالخلافة . تواترت تلك الروايات في مصادر شيعية كثيرة ، وبعض المصادر السنية . من ذلك ما نُسِبَ إلى عليٍّ أنه قال في خطبته المعروفة بـ « الشقشقية » : « أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة ، وإنه ليعلم أن محلي منها يقصد الخلافة ” محل القطب من الرحى » / بحسب ما ورد في شرح نهج البلاغة } .

3 . من كتاب الإحتجاج للطبرسي : 1 / 109 – طبع بدار النعمان ، تحقيق السيد الخرسان ، أنقل التالي ، حول أجبار علي على مبايعة أبي بكر { ثم انطلقوا بعلي ملبباً بحبل حتى انتهوا به إلى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه ، وخالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح .. وسائر الناس قعود حول أبي بكر عليهم السلاح ، وهو يقول : أما والله لو وقع سيفي بيدي لعلمتم أنكم لن تصلوا اليَّ ! .. فلعن الله قوماً بايعوني ثم خذلوني . فانتهره عمر فقال : بايع ! . فقال : وإن لم أفعل ؟! . قال : إذا نقتلك ذلاً و ضعاراً ! . قال : إذن تقتلون عبداً لله وأخا رسول الله . فقال أبو بكر : أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا نقر لك به .. ثم نادى علي قبل أن يبايعابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي ثم تناول يد أبي بكر فبايعه } .                                                

القراءة :                                                                                                                                                 أ – أن السيطرة على الحكم والسلطة ، وأول بزوغ لمنصب خليفة المسلمين ، كان مخططا له ، بين قطبي السقيفة ، أبا بكر وعمر ، وحتى نكون أكثر موضوعية ، كان مخططا له / ضمنا ، من كل من كان تحت السقيفة من مهاجرين وأنصار .. ونظرة عميقة على ما دفع لأجتماع السقيفة ، وما جرى من مشاحنات وما تمخض من نتائج ، تدلل أن المقصود هو أبعاد علي بن أبي طالب عن خلافة أبن عمه محمد ! . وذلك لأن المجتمعون يدركون أنه لو بويع علي ، لكانت الخلافة ستورث  لأولاد عليالحسن والحسين .. وأحفادهم من بعدهم . وهذا الأمر سيشكل خطرا ، لأنه سيبعد الطامعين من نيل الخلافة .                                                                                                       ب أن الموروث الأسلامي لم يجب بشكل واضح على سر حجب الخلافة عن علي بن أبي طالب ..والصحابة بدأت شكوكهم من واقعة طلب الرسول كتابة الوصية – والتي رفض أصحابه ذلك ، خوف أن يوصي لأحد بالخلافة / وعلي الأوفر حظا .  ج – أن الأمر مبيت على أبعاد علي عن الخلافة ، ويمكن أن نظيف لواقعة الوصية أعلاه ، أن الصحابة وضعوه في دائرة الشك ، لأسباب أخرى منها : قرابته للرسول ، وأنه زوج أبنته فاطمة ، قوته وشجاعته ، أضافة لخوفهم / لما سبق ذكره من أنتقال الخلافة لسلالة علي .                                                                                                  

خاتمة المقال :                                                                                                                       أورد نصا مقتضبا من خطبة الغدير لمحمد رسول الأسلام ، التي تتمسك بها الشيعة ، على أن محمدا أوصى بخلافة علي من بعده { ثم ضرب بيده إلى عضد علي فرفعه ، وكان أميرالمؤمنين منذ أول ما صعد رسول الله منبره على درجة دون مقامه مُتيامِناً عن وجه رسول الله كأنَّهما في مقام واحد. فرفعه رسول الله بيده وبسطهما إلى السماء وشال عليّاً حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله ، ثم قال : أيُّهَا النّاسُ ، مَنْ أوْلى بِكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ؟ قالوا : اللهُ وَ رَسوُلُهُ . فَقالَ : ألا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، أللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأنصر منة نصره وأخذل من خذله / نقل من ويكي شيعة } .                       أذن بهذه الوقائع وغيرها .. تتوضح الصورة لنا ، بعملية عزل علي عن واجهة الخلافة ، وأوجزها وفق رأي الشخصي ب : التي بدأت بواكيرها بخطبة الغدير ، وأنتهت عندما أراد الرسول كتابة وصيته – ورفض عمر ذلك ظنا منه ومن باقي الصحابة أنه سيوصي لعلي بالخلافة وأضطر محمد بعدهاالى طرد الصحابة ، يضاف الى ذلك ، خوف الصحابة في حال تولية علي ، أن يجعل من الخلافة توريثا لأبنائه من بعده .. وبدأ بعدها مسلسل تصفية آل بيت محمد !! .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات