23 ديسمبر، 2024 11:01 ص

لكل شعب تكوينه العقلي فبه يصنع واقعه ويرسم مستقبله له ولأبنائه، أما الفكر الشيعي فعامر بالتكوين الفقهي، فمتى ما فتشت في كنه العقل الشيعي، لن تجد فيه غير مراجع وزيارات وقال العالم المرجع هذا، وقال ذاك الإمام، وفكرهم النضالي ورفضهم للظلم، أدعية وبكاء ولطم ونحيب وصراخ، وصلاة وصوم ثم صوم وصلاة، منتظرين مصلح سوبرمان لأحوالهم، همه سفك الدماء لإحلال العدل ولتنفيذ رسالة السماء، بعد أن أكتشف الله أخطائه، فعدل الى إستراتيجية الإكراه على الإيمان بالقوة، فأخفى مهديه عنهم ليباغتهم فجأة، فيفوز فوزاً عظيما!

ألايعجب الله كل هذا الفقه والصوم والصلاة ليرسل لهم مصحح إيماني بالقوة؟

كيف لي أن اتفق مع الفقه لأؤمن بأن الشعب الشيعي بحاجة الى مهدي آخر؟ فالعقل يهدي وقد هداه الله مادة الهدي وهو السبيل (كتابه القرآن) اذ يقول الله تعالى:

إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) الاسراء

الله له هدايته، كتبه ورسله، لكن من لاعقل له ؛ اي لايريد تشغيله كيف يهتدي؟ الله يعلم ذلك ولذلك كرر 811 مرة لعلهم يعقلون يتفكرون ومرادفاتها، ومن رحمته أن حاول معهم، عسى ولعل يحدث لهم حراك فكري وذكرى كما قال الله تعالى في سورة طه:

وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)

العقل العراقي الشيعي لايختلف عن باقي الشيعة في العالم، فهو متشبع بعقلية التسليم للمراجع حتى باتت له أصناماً، ولذلك لانستغرب حال الشعب الشيعي العراقي بالخصوص، لأنه شعب مقاد لايقود، والله كرم بني آدم بالعقل، فمن هجر عقله لادين له، ومن كان دينه فقه المراجع، لن يتغير حاله، وسيبقى شعب ذليل مهان لايخرج من إحتلال حتى يدخل بغيره، فكل ملة فيه تبيع تشتري بحقوق الله فقهاً، لاعهد لها، فحلت المراجع فيهم مقام دين الأصنامِ، لادين الله في القرآنِ.