18 ديسمبر، 2024 7:59 م

حين ولد الإسلام كان عبارة عن تحرر… تحرر من كل القيم التي ورثها البشر من اسلافهم.. تحرر من الرق.. من القبيلة.. من الإباحية.. إلا أنه جاء بعبودية من نوع آخر الا وهي عبودية الخالق.. لكنها بالتأكيد تختلف عن عبودية السيد والمالك التي كانت سائدة لأنها لم تكن لتشكل عيبا أو نقصا في الشخصية الإنسانية وأن كان بعض أهل قريش يراها هكذا فهذا نابع من كونهم تعودوا أن لا أحد فوقهم وليس سهلا أن يأتي من يفوقهم منزلة بما له من قرب من الإله فحتى الإله في نظر سادة القبائل يعرف ان سادة قريش هم أشرف القوم وأنهم يستحقون ما كانوا فيه من ثراء وسيادة ولم تكن عقولهم تتقبل التخلي عن هذه الأفكار لذا عمدوا إلى اتباع اسلوب التنكيل بكل من يأتي بما يخالف هذه العقيدة بل إن كثيرا منهم ممن أسلموا لم يكونوا في حقيقتهم مؤمنين بمحمد بل إن انتشار الرسالة اجبرهم على القبول بها ولو ظاهرا لسببين الأول تمني البقاء في نفس منزلته قبل الرساله أو الخوف من اتباع الدين الجديد هذه القسوة والبطش استمر منذ ذاك الوقت حتى اليوم فلسفة قريش في السلطة لم تتغير حتى فيمن يدعون الإسلام لا أحد ينازعهم سلطانهم أو ما يعتبرونه سلطانهم ولا أحد يفصح أو يعبر عن رأي مخالف لما بريده السيد أو القائد لأنه الأقرب للخالق والاصدق والاعرف بحالهم ومالهم وضمن هذه الفلسفة صار سمة المجتمع الإسلامي هو البطش والتنكيل والعنف على كافة المستويات ملايين الأشخاص أعدموا وقتلوا وأحرقوا ضمن هذا الإطار وأنهم لم يكونوا يستحقون الحياة فهل أن الخالق أخطأ في خلقهم ام ان ظروف وجودهم تغيرت هذا الخطاب ليس غريبا على كل المذاهب الإسلامية لذا ساد القتل بين هذه المذاهب لكل مخالف يعبر عن رأيه بل إنهم أخذوا بعض وظائف الخالق فصاروا يحاسبون الآخرين على أفعالهم وهنا نسأل ماذا سيفعل الخالق – حسب منطقهم – يوم الحساب أن كانوا هم الأقدر على محاسبة الآخرين أو ربما انهم لا يعتقدون بيوم الحساب أفكار شائكة ومعقدة يستخدمها الاسلامويون لتعزيز فكرة القهر والاستعباد قادت وتقود إلى مزيد من التخلف والتشظي واضمحلال آخر ما يمكن فهمه عن الدين الإسلامي بنسخته الأصلية لذا فأن كنت مسلم فالزم الصمت حتى لا يحاسبك وكلاء الله