18 ديسمبر، 2024 9:19 م

أصل الموضوع هو الدور الايراني في العراق

أصل الموضوع هو الدور الايراني في العراق

مع تزايد التأکيد على موضوع إحتمال إغلاق السفارة الامريکية وسفارات أخرى لأبوابها في بغداد بعد تزايد التهديدات ضدها من جانب الميليشيات التابعة للنظام الايراني وخصوصا إن مصادر أميركية في العراق كانت كشفت عن معلومات وصلتها حول وجود خطة لاقتحام السفارة وأخذ رهائن منها، لافتة إلى أن الحكومة العراقية ستخلي المنطقة الخضراء من كل القوات الأمنية باستثناء الفرقة الخاصة. وکل هذا يٶکد بأن النظام الايراني يدفع بالعراق نحو محرقة جديدة بعد المحارق السابقة الاخرى وبشکل خاص منذ عام 2006، عندما أشعل الفتنة الطائفية وجر الشعب العراقي الى مصيبة وبلاء لم يصح منها لحد الان.
النظام الايراني الذي يواجه أوضاعا صعبة جدا وأزمة خانقة من کل النواحي ويريد تخفيف الضغط الاستثنائي المفروض عليه من خلال تنفيذ مخططات وسيناريوهات مميتة في بلدان المنطقة عموما ولاسيما الخاضعة لنفوذه وبشکل خاص العراق، فإنه يجد في اللعب بورقة ميليشياته العميلة في العراق والمکروهة ليس من جانب بلدان المنطقة والعالم فقط وإنما حتى من جانب الشعب العراقي نفسه، ومن دون شك فإن سعي النظام لتنفيذ هکذا مخطط ظنا منه بأن المواجهة مع الامريکيين من خلال أذرعه العميلة ستکون بمثابة مواجهة غير مباشرة قد تحرك جمود الاوضاع من جانبه وقد تجعل الامريکيين ەمنحونهم ثمة متنفس غير إن هذا النظام يتناسى بأن الولايات المتحدة والعالم ينظرون لأذرع النظام الايراني في بلدان المنطقة على إنها إمتداد له وإنها تقاتل بالنيابة عنه ولذلك فإنه يتم التعامل مع مخطط تهديد السفارة الامريکية في العراق والسفارات الاخرى فيها على إنه مخطط للنظام الايراني وإنه من يتحمل تبعات ووزر ذلك، ولذلك فإن المراقبين السياسيين يتوقعون مجابهة أمريکية ـ إيرانية على الاراضي العراقية لکن من الواضح جدا بأن حسابات النظام الايراني خاطئة جدا لأن عمقه سيکون بمثابة الهدف الاصلي من جانب الولايات المتحدة، وإن حدوث هکذا مواجهة يعلم النظام الايراني إضافة الى إنه ليس في صالحه عسکريا، فإنه ليس في صالحه داخليا لأن أي تصدع في الجبهة الداخلية في ضوء حرب قائمة يعني قراءة السلام على روح النظام.
منذ عام 2004، عندما أطلقت زعيمة المعارضة الايرانية، السيدة مريم رجوي، تصريحها المشهور من إن:”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر من القنبلة الذرية بمائة مرة”، الى جانب تصريحات أخرى مشابهة أکدت بأن هذا النفوذ يشکل خطرا وتهديدا ليس على أمن وإستقرار العراق فقط وإنما المنطقة والعالم لأن هدف النظام الايراني أساسا من نفوذه في العراق هو جعله بمثابة قاعدة للإنطلاق نحو بلدان المنطقة والعالم وهذا مايحدث حاليا، ولذلك فإن الموضوع ليس لجم الميليشيات العميلة للنظام الايراني في العراق بل إن أصل وأساس الموضوع هو الدور والنفوذ المشبوه للنظام الايراني في العراق والذي لابد من مواجهته ووضع حد له لأنه الباب الذي يأتي من خلاله کل المصائب والبلاء والمآسي!